Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
10- فرح الكنيسة المكتملة في السّماء
(رؤيا 18: 20)
18:20اِفْرَحِي لَهَا أَيَّتُهَا السّماء وَالرُّسُلُ الْقِدِّيسُونَ وَالأَنْبِيَاءُ، لأَنَّ الرّبّ قَدْ دَانَهَا دَيْنُونَتَكُمْ.


في تباينٍ شديدٍ والنُّواح الأرضي للملوك والتُّجار والملاَّحين، انطلقت صرخةٌ في السّماء تدعو القدِّيسين المبرَّرين للاحتفال السَّعيد بالخراب المفاجئ للعاصمة بابل. كان على جميع سكَّان السّماء أن يترنَّموا بترانيم الفرح لأنَّ مازجة السُّموم الكبيرة، أُمّ دمج الأديان ومصدر التَّجربة الشَّيطانية التي قادت كثيرين إلى الارتداد عن المخلِّص يسوع المسيح قد أُبيدت في ساعةٍ واحدةٍ فقط.
كان على القدِّيسين - وهم لم يكونوا قدِّيسين مِن تلقاء أنفسهم بل مبرَّرين بواسطة دم المسيح وبِرِّه ومقدَّسين بروحه - أن يتهلَّلوا ويبتهجوا جدّاً. إنَّ إيمانهم بحَمَل اللهِ وببرِّ الرّبّ الموهوب لهم قد صمد للامتحان فثبت وتأكَّدت صحَّته، وأُدين كلُّ شكٍّ وفتورٍ وزيفٍ مع سقوط بابل. الخلاص في يسوع هو وحده الأساس الشَّرعي لدخول السّماء.
كان على القدِّيسين المبرَّرين أن يكونوا متأكِّدين أنَّهم قد غفروا ونسوا
جميع الكلمات والإساءات التي لحقت بهم مِن أعدائهم. أمَّا الظُّلم الذي قاسوه، وتحرُّشات وافتراءات وإغاظات هؤلاء الخطاة فينبغي أن يُكفَّر عنها وأن تُدان أمام الله. بسقوط بابل تمَّ التَّكفير عن كلِّ ظلمٍ لحق بالغرباء في هذا العالم المولودين بالرّوح.
منذ أيَّام تلاميذ يسوع الأحد عشر وهؤلاء المختارون والمدعوُّون للخدمة في ملكوت الحَمَل يُهاجَمون ويُجلَدون ويُرجَمون مِن الوثنيِّين أو اليهود أو المسيحيين التَّواقين للسُّلطة. والآن يأمر الصَّوت الآتي مِن السّماء هؤلاء المؤمنين الأوفياء أن يفرحوا ويتهلَّلوا كما كان يسوع قد أمر مِن قبل: طُوبَى لَكُمْ إِذَا عَيَّرُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ وَقَالُوا عَلَيْكُمْ كُلَّ كَلِمَةٍ شِرِّيرَةٍ, مِنْ أَجْلِي, كَاذِبِينَ. اِفْرَحُوا وَتَهَلَّلُوا, لأَنَّ أَجْرَكُمْ عَظِيمٌ فِي السَّمَاوَاتِ, فَإِنَّهُمْ هَكَذَا طَرَدُوا الأَنْبِيَاءَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ (متَّى 5: 11- 12).
بسقوط بابل أصبح واضحاً أنَّ إعلان سفراء يسوع للبشارة في جميع أنحاء العالم هو إعلانٌ صحيحٌ. منذ ذلك الحين لم يمكن بعد الافتراء على برِّ الله أو التَّشويش عليه أو اختراقه. يأتينا الخلاص في المسيح فقط بواسطة طهارة البشارة بأكملها ويبقى فعَّالاً إلى الأبد. أمَّا أكاذيب الشَّيطان فتنحلُّ في العدم. ليس ثمَّة إلهٌ بمعزلٍ عن الآب والابن والرّوح القُدُس، وجميع الآلهة الأخرى هي كائنات وهمية لا وجود لها أو أرواح نجسة، ويؤدِّي الإيمان بها إلى خداع الذَّات أو الضَّلال التَّام. عظيمٌ هو فرح السّماء بغلبة الحقِّ.
يحمد القدِّيسون والرُّسُل ومعهم أنبياء العهدين القديم والجديد اللهَ المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ. لقد أنبأوا بوضوحٍ بطريقةٍ أمينةٍ وطاهرةٍ بحقيقة الله وفساد البشر والدَّينونة الآتية. آمنوا وشهدوا أنَّ الجماهير، بنتيجة التَّجربة وخداع النَّبي الكذَّاب وبابل الزَّانية، سيرفضون حَمَل اللهِ وينقادون إلى خدمة ضدّ المسيح. ورغم ذلك تمسَّك الأنبياء بغلبة المسيح بيقينٍ لا يتزعزع. لذلك يفرحون مع القدِّيسين ببر الله المحقَّق الذي لا يقبل الجدل وبخلاص الحَمَل المتين، ويُعظِّمونه أيضاً لسقوط المدينة العظيمة التي حاولت عبثاً أن تحزم جميع الأفكار والفلسفات الشَّيطانية وتُلقي بها كشبكةٍ فوق أولاد آدم. تمزَّقت الشَّبكة وانفلت العصفور (مزامير 124: 6- 8). خربت بابل. ويُمكن البشارةَ أن تندفع إلى جميع الأمم التي لا يوجد ما يعوق وصولها إليها.
التَّباينات عظيمةٌ: المادِّيون غير الرُّحماء على الأرض يندبون سقوط مركز قوَّتهم الدِّيني مِن جهةٍ. أمَّا في السّماء فيرتفع الهتاف المدوِّي لانتصار العدالة وغلبة بر الله ومحبَّة الحَمَل. على كلِّ مَن يتألَّم تحت إعلانٍ كاذبٍ أو ناقصٍ في كنيسته وشركته، وكلِّ معنيٍّ بشرف الله أن يدخل احتفال الفرح هذا المُعَدّ مسبقاً في السّماء حتَّى باكياً إن اقتضى الحال ذلك.

الصَّلَاة
أيّها الآب القدّوس في السّماء، نشكرك بدموع لأجل فرح القديسين أمامك لأجل نهاية المضلة القريبة وموت أم الزناة الأكيد. نهتف معهم لإنتصار الحقّ. وسوف يسبحك الأنبياء من أجل تحقيق نبواتهم المرّة مع تحذراتهم المخيفة ووعودهم ملذة. ساعدنا أيّها الآب الحنون لنشهد بالحقّ بإرشاد روحك الحكيم، ونبتهل إليك لإبادة المضلة في دنيانا. آمين.
السُّؤَال
لماذا يهتفون القدسون في السّماء لأجل نهايد بابل الزانية؟