Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
القسم الأوَّل: عودة المَسِيْح بحسب رؤى الرَّسُوْل يُوْحَنَّا عن آخر الزَّمان
(رؤيا 19: 11- 21)

1- مجيء المَسِيْح كديَّانٍ لضدّ المَسِيْح
(رؤيا 19: 11- 16)
19:11ثُمَّ رَأَيْتُ السَّمَاءَ مَفْتُوحَةً وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ يُدْعَى أَمِينًا وَصَادِقًا وَبِالْعَدْلِ يَحْكُمُ وَيُحَارِبُ.12وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ وَعَلَى رَأْسِهِ تِيجَانٌ كَثِيرَةٌ وَلَهُ اسْمٌ مَكْتُوبٌ لَيْسَ أَحَدٌ يَعْرِفُهُ إِلاَّ هُوَ.13وَهُوَ مُتَسَرْبِلٌ بِثَوْبٍ مَغْمُوسٍ بِدَمٍ وَيُدْعَى اسْمُهُ كَلِمَةَ اللهِ.14وَالأَجْنَادُ الَّذِينَ فِيْ السَّمَاءِ كَانُوا يَتْبَعُونَهُ عَلَى خَيْلٍ بِيضٍ لاَبِسِينَ بَزًّا أَبْيَضَ وَنَقِيًّا.15وَمِنْ فَمِهِ يَخْرُجُ سَيْفٌ مَاضٍ لِكَيْ يَضْرِبَ بِهِ الأُمَمَ وَهُوَ سَيَرْعَاهُمْ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ وَهُوَ يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سَخَطِ وَغَضَبِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ.16وَلَهُ عَلَى ثَوْبِهِ وَعَلَى فَخْذِهِ اسْمٌ مَكْتُوبٌ مَلِكُ الْمُلُوكِ وَرَبُّ الأَرْبَابِ

الملك آتٍ! ابن الله راكبٌ فرساً أبيض تتبعه جند السَّماء. مجد الله وسلطانه متمركزان في المَسِيْح، المسيَّا الموعود.
رأى يُوْحَنَّا الرَّائي صورةً لمجيء المَسِيْح الثَّاني مختلفةً عن تلك التي كان يَسُوْع قد أعلنها لتلاميذه بحسب متَّى ومرقس ولوقا. ففي رؤيا يُوْحَنَّا لا يظهر الرّبّ على سحاب السَّماء ولا تتقدَّمه علامة ابن الإنسان، أي برقٌ مِن الشَّرق إلى الغرب. لا يُكرِّر يُوْحَنَّا أيّاً مِن الأخبار القَدِيْمة عن مجيء المَسِيْح الثَّاني في الإنجيل، بل يفترضها مقدَّماً ويُكملها. لا يُبرز الجانب الخلاصي لمجيء المَسِيْح الثَّاني، بل يشهد للدَّيَّان المقاتل "الهلياند"1 الذي يتقدَّم جيشه في المعركة بخطىً واسعةٍ على رأس إسفين القتال ويأخذ الحمل الرَّئيسي للقتال على عاتقه.
يصف يُوْحَنَّا مجيء المَسِيْح الثَّاني على نحوٍ مختلفٍ عمَّا يتصوَّره كثيرٌ مِن المَسِيْحيِّين. بعدما اعتمد يَسُوْع في نهر الأردن، لم يبدأ الكرازة والشِّفاء فوراً، بل قاده الرُّوْح القُدُس إلى البرِّية كي يغلب رئيس الشَّياطين ومجرِّب البشريَّة كلِّها في ضعف الصَّوم الجسدي (متَّى 4: 1- 11). ظهر يَسُوْع ليقاتل وينتصر في تلك الأيَّام كما في عودته. وكذلك ينبغي لنا ألاَّ نضطجع هناك في غيبوبةٍ كمَسِيْحيِّين ضيِّقي التَّفكير، بل أن نوجِّه تفكيرنا إلى صراعٍ روحيٍّ في قوَّة المَسِيْح (أفسس 6: 10- 20). يعيش أتباع المَسِيْح جميعاً في منطقة الصِّراع مع الشِّرير، سواء في الدِّفاع الواقي أو في الهجوم التَّبشيري. وعدوُّ الله الماكر لا ينام. فهو يهاجم الكنيسة مِن الخارج والدَّاخل. ولكنَّ المَسِيْح هو المنتصر في تلك الأيَّام، وفي يومنا هذا، وعند عودته. وعلى خلفيَّة جهاد الشَّيْطَان العديم الرَّحمة ضدّ الله ومَسِيْحه يمكننا أن نُدرك على نحوٍ أفضل مجيء المَسِيْح كمستعدٍّ للمعركة في سفر الرُّؤْيَا. لا يظهر يَسُوْع كحَمَل ذبيحة مذبوح ينزف حتَّى الموت. كما أنَّه لا يظهر كعريسٍ ماضٍ ليجد عروسه الكنيسة ويأخذها إلى البيت، بل يأتي المَسِيْح ثانيةً كربٍّ ومحاربٍ ومنتصرٍ، يُدمِّر بسلطانه عالم الشَّيْطَان.
ليست صورة المسيا المنتصر مجهولةً في الكِتَاب المُقَدَّس. فبولس، على سبيل المثال، تنبَّأ بهلاك ضدّ المَسِيْح على يد المسيَّا الآتي (2 تَسَالُوْنِيْكِي 2: 1- 12). ونقرأ في سفر الرُّؤْيَا عن غضب حَمَل اللهِ على جميع الذين يرفضون الخلاص المُنْجَز والمعدَّ لهم أيضاً (رؤيا 6: 16- 17). طرد يَسُوْع الشَّياطين بحركةٍ مِن إصبعه الصَّغيرة (لوقا 11: 20). والله يضع أعداء الرّبّ المقام موطئاً لقدميه (مَزْمُوْر 110: 1). إنَّ انتصار المَسِيْح النِّهائي مقدَّرٌ سلفاً (يُوْحَنَّا 16: 33). الرّبّ آتٍ لينتصر.
كان ضدّ المَسِيْح ونبيُّه، ضمن إطار رؤيا يُوْحَنَّا لجام الغضب السَّادس (رؤيا 16: 12- 16) قد جمعا ملوك العالم وجيوشهم للمعركة الأخيرة ضدّ الله ومَسِيْحه. ولكنَّ الرّبّ لم يظهر في الوقت الذي ارتآه ابن الشِّرير وأعدَّه. وبحسب وصف جام الغضب السَّابع (رؤيا 16: 17- 21) أعطى يَسُوْع ضدّ المَسِيْح إنذاراً أخيراً، وزلزل الأرض تحت قدميه بزلزلةٍ عظيمةٍ وأهلك جيشه المحتشد بواسطة وابلٍ مِن البَرَد العظيم. ولكنَّ رئيس الشَّياطين برئ مِن خزيه سريعاً. وهو ربُّ الكذب وقادرٌ على أن يُحرِّف كلَّ هزيمةٍ إلى انتصارٍ مجيدٍ. ومع ذلك ثمَّة أمرٌ واحدٌ مؤكَّدٌ: المَسِيْح آتٍ ليسحق تمرُّد البشر على الله. في الرُّؤْيَا 19: 11- 21 يتمُّ وعد المَزْمُوْر 2: 1- 12). ويمكن أن يساعدنا هذا المَزْمُوْر على فهم رؤى يُوْحَنَّا ومستقبلنا على نحوٍ أفضل.
يستخدم يُوْحَنَّا الشَّيخ المنفيُّ في سفره مقاطع مِن العَهْد القَدِيْم وتعابير مراراً وتكراراً كي يطبع عودة المَسِيْح في أذهان المَسِيْحيِّين مِن اليهود واليهود الذين لجأوا إلى آسيا الصُّغرى. ولكنَّ سفر الرُّؤْيَا مع ذلك لا يُمثِّل ارتداداً إلى اليهوديَّة، بل يحاول بالأحرى دمج اليهود في العَهْد الجَدِيْد بواسطة وعود الأنبياء والمَزَامِيْر: وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ
(رؤيا 1: 7).

في نهاية الزَّمان تدخل الآخرة وجودَنا. في هذه الرُّؤْيَا لم تُفتَح السَّماء قليلاً، ولم يؤخَذ يُوْحَنَّا في هذا الوقت بالرُّوْح إلى باب السَّماء، بل تُفتَح أبواب السَّماء الآن على مصاريعها. لا يأتي ابن الله بالنِّعمَة والرَّحمة، لأنَّ صبر القدُّوس قد نفد. يستوجب برُّه الدَّيْنُوْنَة الأخيرة على ابن الشِّرير وأتباعه. انتهت الإنذارات بالأبواق مع أحكام الدَّيْنُوْنَة المعلِّمة (رؤيا 8: 6- 11: 14).تبدأ الآن الدَّيْنُوْنَة الأخيرة مع إبادة ضدّ المَسِيْح وأنبيائه الكذبة.
ليس الله محبَّةً وجودةً فحسب، بل هو أيضاً قدُّوسٌ وعادلٌ. ويمكن رؤية صفات الله المختلفة هذه وآثارها في تاريخ شعبه المختار. إنَّ أحكام دينونة إله العَهْد هي التي قادت إسرائيل (عام 722 ق. م.) إلى الأسر الأشوري واليهود (عام 587 ق. م.) إلى الأسر البابلي. وتبع رفض المَسِيْح والرُّوْح القُدُس مِن معظم شعبه خراب أُوْرُشَلِيْم والهيكل الثَّاني (عام 70 م.) وتشتُّت إسرائيل بين الأمم (عام 132 م.). وكان لهذه الدَّيْنُوْنَة الأخيرة، النَّفي مِن وطنهم، أن تدوم 1800 سنة. تمثِّل العقوبات الشَّديدة مِن الله لشعب عهده، بالنِّسبة إلى العالم والمَسِيْحيَّة، كتابةً واضحةً على الجدار.
الله قاسٍ ومكابرٌ على نفسه حتَّى إنَّه ضحَّى بابنه الوحيد وجعله يُقتَل كي يخلِّصنا نحن الخطاة مِن دينونته. ويلٌ لمَن يرفض هذا "العرض المجَّاني" لمحبَّة الله أو يُجدِّف، لأنَّ السَّماء ستسقط على رأسه" وفق ما يُنسَب إلى أقوال الألمان والغاليِّين القدماء.

استهلَّ يُوْحَنَّا وصفه لرؤياه الجَدِيْدة بعبارته "وإذا" اللاَّفتة للنَّظر. يُذكِّرنا ظهور الفرس الأبيض بفارس الرُّؤْيَا الأوَّل الذي دخل أيضاً على فرسٍ أبيض (رؤيا 6: 1- 2). بَيْدَ أَنَّ هذا الفارس لم يكن المسيَّا الحقيقي، بل ضدّ المَسِيْح المسلَّح الذي أراد أن يسرق المشهد مِن المَسِيْح الآتي، فبدا شبيهاً له. بدأ المَسِيْح الكذَّاب يُحرِّض العالم على المَسِيْح الحقيقي وقاد الجماهير بالسِّلاح إلى البؤس والجوع والحروب والكوارث. مرَّةً تلو الأخرى يحاول المحتال الماكر أن يُحصِّن البشرية ضدّ تأثير المَسِيْحيَّة الحقيقيَّة ويملأها بروح مضادَّة للمَسِيْحيَّة ويربطها به.
دخل المَسِيْح الحقيقي أيضاً حلبة تاريخ العالم راكباً على فرسٍ أبيض كي يتحدَّى أعداءه الأبالسة ويُبيدهم. ليَسُوْع السُّلطان أن يركب فرساً أبيض لا عيب فيه لأنَّه هو وحده الله والملك الذي ليست فيه خطيَّةٌ. فقداسته وبرُّه ضمانةٌ له للانتصار على ابن الكذَّاب والقاتل من البدء (يُوْحَنَّا 8: 44- 45). المَسِيْح آتٍ على فرسٍ أبيض ليُنفِّذ حكم الإبادة بحقِّ مضِلِّ الجماهير المسكونة به.
قال يُوْحَنَّا أيضاً: وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ لأنَّه كان حاضراً حين دخل يَسُوْع أُوْرُشَلِيْم على حمارٍ وضيعاً وفقيراً. كان ابن الله، في ذلك الوقت، قد تخلَّى عن جلاله ومجده ليموت كفديةٍ نيابيَّةٍ عن جميع الخطاة. لم يشأ أن يربح الجماهير لنفسه بالقوَّة والمجد، بل أن ينادي كلَّ واحدٍ يريد أن يُنادى بتواضعٍ ومحبَّةٍ ونكرانٍ للذَّات. بدون صلبٍ لأنانيَّتنا لن نوجَد في موكب المسيَّا الآتي. عندما يعود سيأتي راكباً على فرسٍ أبيض برهاناً لانتصاره وجلاله وغلبته. لن يكون متنكِّراً بعد كما كان في مجيئه الأوَّل. وسيُرى على الفرس الأبيض على نطاقٍ واسعٍ وفي كلِّ مكانٍ. ولن يخشى القنَّاصة الذين سيكونون قادرين على رؤيته وحصانه مِن بعيدٍ، لأنَّه آتٍ كمنتصرٍ لا يُقاوَم متسربلاً بسلطان الله.
يزعم الإسلام أيضاً أنَّ لمحمَّد دابَّةً خياليَّةً تُدعَى "البُرَاق"، وهذه الكلمة مشتقَّةٌ مِن البَرْقِ، لأنَّ هذه الدَّابة، كما يزعمون، قادرةٌ على الطَّيران بسرعة البرق، وأنَّ محمَّد امتطاها فحملته خلال بضع ثوانٍ مكَّة إلى أُوْرُشَلِيْم، برهاناً على أنَّه قد رُحِّب به هناك مِن قبل إبراهيم وموسى ويَسُوْع واعتُرف به مِن قبل سفراء الله الرَّئيسيين هؤلاء. ولكنَّ عائشة، زوجة محمَّد، قالت في وقتٍ لاحقٍ إنَّه كان نائماً طوال تلك اللَّيلة في الغرفة نفسها معها وأنَّ سفرته تلك كانت في الرُّوْح فحسْب.

نجد في الرُّؤْيَا الأخيرة أربعة أسماء مختلفة تُطلَق على المَسِيْح الآتي. فاسمٌ واحدٌ لا يكفي لوصف ملء سمات وقوَّة يَسُوْع. الاسم الأوَّل الذي يُطلَق على راكب الفرس الأبيض هو "أمينٌ وصادقٌ". عرَّف يَسُوْع نفسه لقائد كنيسة اللاودكيين بالشَّاهد الأمين الصَّادق (رؤيا 3: 14). وشهد يُوْحَنَّا أيضاً لأمانة يَسُوْع بوصفها الصِّفة الأولى والممتازة لشخصيَّته (رؤيا 1: 5).
باح يَسُوْع بسرِّ أبوَّة الله (متَّى 11: 25- 27) كما ورد مائتي مرَّة في العَهْد الجَدِيْد. وحتَّى أمام المجلس الأعلى "السَّنهدريم" لم يُنكر كونه ابن الله ولذلك صُلِب. وأظهر للنَّاس خطاياهم وفسادهم والدَّيْنُوْنَة الآتية. دعا يَسُوْع الشَّيْطَان بالشِّرير (متَّى 6: 13) ولم يمتنع عن إعلان مجيئه هو ديَّاناَ لجميع الأمم. فكان أميناً في شهادته حتَّى موته، حتَّى موته على الصَّليب. ولذلك هو الشَّاهد الأمين والصِّدق بشخصه.
إنَّ العبارة "صدق" في اللُّغات الشَّرقية هي مرادفٌ أيضاً للحقيقة والحقِّ. فيَسُوْع هو أيضاً مثلنا الأعلى وشريعتنا ومثالنا. وسيُقاس كلُّ إنسانٍ به. هو وحده الطَّريق والحقُّ والحياة. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ به (يُوْحَنَّا 14: 6). ومِن المهمِّ قطعاً في عصرنا هذا القائم على المجتمع المتعدِّد الثَّقافات والتَّوفيق بين المعتقدات الدِّينية المتعارضة أن نعود إلى الحقِّ الكتابي. فالمصلوب المقام هو أساس الحقِّ الإلهي والواقع الأزلي الذي لا يزول أبداً. ويَسُوْع هو أيضاً يهوه الرّبّ الذي يُدعى اسمه: أهيه الذي أهيه، أنا مَن أنا، وسأكون مَن أكون". لا يتغيَّر يَسُوْع المَسِيْح، بل يبقى أميناً. هو نفسه آمين الله. وبه تتمُّ وعود الكتاب كلُّها (2 كُوْرِِنْثُوْس 1: 20).

يَسُوْع هو البارُّ ويبقى بارّاً بسبب فديته النِّيابية عنَّا، حتَّى عندما يُبرِّر خطاةً أشراراً بالإيمان به فحسْب (رومية 1: 17). أمَّا كلُّ مَن لا يَقبَل نعمة التَّبرير (بالإيمان وحده) الممنوحة له يحكم على نفسه بالدَّيْنُوْنَة، لأنَّ يَسُوْع سيدينه بحسب أعماله، وفقاً لإنجيله وشريعته ومثاله. قَدْ أَعْطَى الآبُ كُلَّ الدَّيْنُوْنَة لِلاِبْنِ (يُوْحَنَّا 5: 22- 30).
يشرح يَسُوْع هذه الحقيقة كما يلي: اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ (يُوْحَنَّا 5: 24؛ انظر أيضاً 3: 18- 19). أمَّا كلُّ مَن لا يؤمن بابن الله فيتقسَّى على الإنجيل، أو حتَّى يُمزِّقه باستكبارٍ، فسيُدان بحسب أعماله وأقواله ونيَّاته. وفي هذه الحالة سيظهر أنَّ كلَّ برٍّ ذاتيٍّ هو خطأٌ وخداعٌ ذاتيٌّ. فكلُّ مَن لا يؤمن بابن الله لن تكون له حياةٌ أبديَّةٌ، بل يسقط أعمق فأعمق في الهلاك. وَهَذِهِ هِيَ الشَّهَادَةُ أَنَّ اللهَ أَعْطَانَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَهَذِهِ الْحَيَاةُ هِيَ فِي ابْنِهِ. مَنْ لَهُ الاِبْنُ فَلَهُ الْحَيَاةُ وَمَنْ لَيْسَ لَهُ ابْنُ اللهِ فَلَيْسَتْ لَهُ الْحَيَاةُ (1 يُوْحَنَّا 5: 11- 12).

نجد الوصف المؤثِّر لعيني يَسُوْع "كلهيب نارٍ" ثلاث مرَّاتٍ في سفر الرُّؤْيَا. المرَّة الأولى التي يُستعمل فيها هذا التَّعبير في رؤيا يَسُوْع المَسِيْح هي حين يُقدِّم نفسه ليُوْحَنَّا كديَّان العالم (رؤيا 1: 14). والمرَّة الثَّانية التي نجد فيها هذه السِّمة المميِّزة ليَسُوْع هي في الرِّسالة إلى كنيسة ثياتيرا (رؤيا 2: 18) حيث مُنحَت وسيطة أرواح متمرِّسة الإذن مِن راعي الكنيسة بإطلاع الكنيسة على أعماق الشَّيْطَان. لذلك اشتعل غضب حَمَل اللهِ وأومضت عيناه بغضبٍ شديدٍ. كان قد فدى المؤمنين في ثياتيرا وفتح الطَّريق إلى الآب بذبيحة ذاته، أمَّا الآن فقد أضلَّت عابدة الشَّيْطَان هذه الكنيسة المشتراة بالدَّم إلى معرفة الشَّيْطَان والتَّكريس له. لذلك اشتعل غضب المَسِيْح فأتت أحكام دينونته ضربةً تلو الأخرى (رؤيا 2: 20- 24).
مكتوبٌ في (رؤيا 19: 12) أنَّ الدَّيان العادل كان على وشك إهلاك ابن الشِّرير لأنَّه أضلَّ أعداداً هائلةً لعبادة الشَّيْطَان وابنه. وكان يَسُوْع قد أعتق هؤلاء النَّاس جميعاً بدمه مِن سوق نخاسة الخطيَّة، ومِن خوفهم مِن الموت؛ بَيْدَ أَنَّ ابن الشَّيْطَان أفلح في شحن الجماهير بالحماس بواسطة عجائبه الاستعراضيَّة وإقامته الكاذبة لأشخاصٍ أموات. حتَّى المَسِيْحيِّين واليهود السَّطحيين الطَّيبين سقطوا في شركه. لذلك اتَّقدت عينا يَسُوْع غضباً. امتداد الخطيَّة والضَّلال والتَّجديف جاوز حدَّه، فجاء ليُحارب ويشنَّ حرباً على ابن الشَّيْطَان وجيوشه. كان على يَسُوْع أن يقضي على وقاحة البشر وعجرفتهم بلا ريبٍ.
لا مهرب مِن عيني المَسِيْح المتَّقدتين كلهيب نارٍ. إنَّ شعاع عينيه يحمل حزمةً ضوئيَّةً تخترق الفولاذ والحجر كنور كشَّافٍ حادٍّ. ما مِن كهفٍ أو تمويهٍ يحمي مِن عيني المَسِيْح المتَّقدتين كلهيب نارٍ. وهو لن يكشف فحسب عن كلِّ خطيَّةٍ وسوء نيَّةٍ وكذبٍ للإنسان، بل سيَنفذ إلى الفلسفات اللاَّمعة والأديان المنافقة المتظاهرة بالتَّقوى ويدينها بوصفها إيحاءات شيطانيَّة لأنَّها بمثابة تهديدٍ لملكوته وتحاول تقويضه. وستتلاشى كلُّ ذريعةٍ على شفتي الإنسان أمام ومضة عينه الثَّاقبة. وعِنْدَئِذٍ لا تُجدي التَّمتمة بالأعذار بعد، ولا سبيل سوى التزام الصَّمت والانحناء والاعتراف بالخطايا.
مَن لا يتوب اليوم كلِّياً ويعترف لله بكلِّ نجاسته وأكاذيبه وتجاربه وشروره ستخترقه نظرة يَسُوْع وتدينه عندما يأتي. إذا كان أشعَّة إكس قادرةً على إظهار الأشياء الخفيَّة، فكم بالحريِّ تقدر ومضة عينيه المتَّقدتين كلهيب نارٍ التي تخترق كلَّ شيءٍ أن تكشف وتدين وتحرق كلَّ ضلالةٍ للاَّهوت المعاصر في عظاتٍ متحرِّرةٍ ونظير ذلك سيحدث للكتب المثيرة. في حضور قداسته سنظهر نجسين وفاسدين وضالِّين. دمه وحده هو رجاؤنا في يوم الدَّيْنُوْنَة، والنِّعمَة الممنوحة منه تبقى أساس برِّنا. بهذه المعرفة في الذِّهن تضرَّع الشَّاعر الغنائيُّ "يوهان لودفيغ كونراد ألندورف" إلى يَسُوْع في أغنيته "يا ربّ، اعتن بي..." أن يدينه تماماً:
الصّلاة: أَيُّهَا الرّبّ يسوع المسيح، نُعَظِّمكَ، لأنك تأتي ديَّاناً ومقاتلاً لتغلب المسيح الدّجّال ونبيَّه الكذاب. ستكون خطايانا كلُّها مكشوفةٌ ومعروضةٌ أمام عينيك علانيةً إن لم نعترف بها قبلاً قدامك نادمين. نشكرك لغفرانك الشامل لنا وهو رجاؤنا الوحيد في يوم الدين المقبل علينا. وإن وجدت عيناك بعدُ شيئاً مِن استحواذٍ خفيّ،ٍ فأرجوك، يا ربّ، أن تمحقه. آمين.

يكون لضدّ المَسِيْح في البداية تاجان، ثمَّ ثلاثة، وبعدئذٍ تيجانٌ عديدةٌ يغتصبها، أو يضغطها الشَّيْطَان نفسه على رأسه. أمَّا يَسُوْع فمتوَّجٌ بتيجانٍ لا تُعدُّ ولا تُحصَى قد طرحها الأربعة والعشرون شيخاً وجميع القدِّيسين عند قدميه أمام عرش الله علامةً على أنَّ ما مِن واحدٍ منهم مستحقٌّ في ذاته أن يُتوَّج بتاجٍ أبديٍّ. يُكرِّمون جميعاً حَمَل اللهِ. وفي سجود جميع القدِّيسين يتجلَّى بوضوحٍ مجد المَسِيْح.
وبما أنَّ التَّاج هو دليل القوَّة والمجد، فقد نال يَسُوْع مِن أبيه أثمن التِّيجان جميعاً حين دفع القدير لابنه كلَّ سلطانٍ فِيْ السَّمَاءِ وعَلَى الأَرْضِ (متَّى 28: 18؛ رؤيا 5: 1- 14). ولكن كيف بدا هذا التَّاج الفريد؟ كان مملوءاً بالأشواك ومضغوطاً بشدَّةٍ في جلد رأس المصلوب المجلود. إنَّ تاج أشواك المَسِيْح يفوق جميع تيجان العالم الأخرى. وكلُّ اعترافٍ لمؤمنيه يعني مناولةً طوعيَّةً لتيجانهم لحَمَل اللهِ، كما تعترف أيضاً جميع الملائكة:

هل ما زلتَ تحمل تاجاً سرِّياً على رأسك؟ هل مازلت تُكرم نفسك؟ قدِّم تاجك المزعوم ليَسُوْع. هو وحده المستحقُّ أن يستلم تاجك. بواسطة ذبيحته التَّكفيرية تُصبح مستحقّاً أن ترفع نظرك بثقةٍ إلى أبيك الذي فِيْ السَّمَاءِ.

يوجد في الكِتَاب المُقَدَّس حوالي 250 اسماً وميزةً مختلفةً ليَسُوْع. ويُظهر كلٌّ مِن هذه الأسماء والمزايا مظهراً مِن مظاهر مجده. وإذ يُخبرنا سفر الرُّؤْيَا أنَّ يَسُوْع سيحمل عندما يأتي ثانيةً اسماً جديداً لا يعرفه أحدٌ سواه، نظنُّ أنَّ ملء يَسُوْع ينمو نموَّ جسده الرُّوْحي بولادة مؤمنين كثيرين ولادةً جديدةً وتقديسهم بحيث أنَّ مجد الآب والابن يزدادان. المَسِيْح اليوم هو "أعظم" ممَّا كان بعد إتمامه خلاصه على الصَّليب. ملايين الأتباع متَّصلون به كالأغصان على الكرمة. وانتصار المَسِيْح يتحقَّق باستمرارٍ ويتَّسع بإيمان أتباعه ومحبَّتهم ورجائهم. حين يأتي ثانيةًَ سيتمجَّد في قدِّيسيه ويظهر عجيباً (رؤيا 17: 14؛ 19: 14).
وكما ينمو قطيع الرَّاعي بواسطة عنايته واهتمامه فتزداد ثروة الرَّاعي، هكذا بازدياد جسد المَسِيْح الرُّوْحي يزداد المَسِيْح كرامةً وقوَّةً ومجداً.
سيبدو اسم يَسُوْع الجَدِيْد أوضع وأعذب وأخلص وأصبر وأمجد مِن جميع أسمائه السَّابقة. لراعي كنيسة فيلادلفيا الذي رغم احتقاره وتجريبه قام بعملٍ تبشيريٍّ بين يهود مدينته أعطى يَسُوْع وعداً أن يحفر اسمه الجَدِيْد على جبينه إذا احتمل تجاربه فوق ذلك بمحبَّةٍ وصبرٍ وغلب بالإيمان (رؤيا 3: 12). بهذه الطَّريقة أراد يَسُوْع أن يُكمِّل خدَّامه الأمناء في امتيازه، في اسمه الجَدِيْد، مِن دون أن يعلم الشَّخص المعنيُّ ما الذي قدَّم له ذلك.

سيرجع يَسُوْع إلى الأرض كابن الإنسان، عيناه كلهيب نارٍ، متوَّجاً بتيجانٍ كثيرةٍ، راكباً على فرسٍ أبيض ومتسربلاً بثوبٍ مغموسٍ بدمٍ.
لم يقتل يَسُوْع أيَّ إنسانٍ طوال حياته عَلَى الأَرْضِ، ولم يجعل أحداً يُقتَل في سبيل كرامته وشرفه كما فعل محمَّد. فيَسُوْع بدل أن يقتل خصومه آثر أن يموت هو عوضاً عنهم؛ كما أنَّه في آخر الزَّمان لن يأتينا خارجاً مِن معركةٍ دمويَّةٍ، بل من السَّماء المفتوحة. الدَّم على ثوبه لا يُشير إلى سفك دماء أناسٍ آخرين، بل إلى دمه هو الذي سفكه كحَمَل اللهِ المذبوح بدلاً منَّا ليُصالح جميع الخطاة مع خالقهم. سيأتي يَسُوْع كملك السَّلام الذي ضحَّى بنفسه كي يصنع صلحاً وسلاماً مع الله.
لذلك ولأجل البرِّ هو مضطرٌّ أن يُحارب كلَّ مَن يُنكر أو يُبغض دمه الكَفَّارِيّ. وكلُّ مَن يريد أن يحيا بدون دمه يبقى خاطئاً ضالاًّ وفاسداً في نظر الله، وإن بدا محترَماً أو طيِّباً. خارج دم المَسِيْح لا يوجد خلاصٌ ولا غفرانٌ ولا نعمةٌ. دَمُ يَسُوْع المَسِيْح ابْنِهِ (وحده) يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ
(1 يُوْحَنَّا 1: 7).
سيأتي يَسُوْع ليُهلك ضدّ المَسِيْح. لذلك لا يحتاج الرّبّ إلى دروعٍ لحماية صدره ولا إلى صُدرةٍ مقاومة للأشعَّة. كما إنَّ يَسُوْع لم يضع كمامةً أو قناعاً للغازات السَّامَّة؛ فدمه هو سترته وقوَّته وبرُّه وسلطانه. بسبب دمه لا يُقهَر. بسفكه دمه قد غلب الشَّيْطَان. لقد حاول الشِّرير عبثاً أن يعيق يَسُوْع عن إكمال سيره إلى الصَّليب. دخل الشَّيْطَان بطرسَ ليُحوِّل ابن الله عن درب الصَّليب؛ ولكنَّ يَسُوْع لم يُخطئ لا في الفكر ولا في القول ولا في الفعل، بل على العكس طلب إلى أبيه الذي فِيْ السَّمَاءِ، حتَّى وهو معلَّقٌ على الصَّليب، أن يغفر لجميع أعدائه؛ فآمن ورجا حتَّى النِّهاية المرَّة. تلك كانت هزيمة الشَّيْطَان. دم يَسُوْع المَسِيْح المسفوك هو الذي يدين الشِّرير.

في رؤيا يُوْحَنَّا للمَسِيْح الآتي يُعلَن ملءٌ مدمَجٌ لأسماء ابن الله وصفاته تغطِّي تقريباً صورته الحنونة المُحبَّة.
كان يُوْحَنَّا قد استهلَّ إنجيله بمقدّمةٍ عن الكلمة الآتي مِن الله، وكونه ذا طبيعةٍ إلهيَّةٍ، ثابتاً في الله وفي الوقت نفسه منبثقاً عنه (يُوْحَنَّا 1: 1- 18). جميع الأشياء مكوَّنةٌ بكلمة الله هذا. صار كلمة القدير الأزلي إنساناً في المَسِيْح. شهد يُوْحَنَّا شخصيّاً: وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً... وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا. وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ (يُوْحَنَّا 1: 14: 16).
وبما أنَّ يَسُوْع هو كلمة الله الذي صار إنساناً، فكامل سلطان كلمته يُقيم فيه:

إنَّ قوى الرَّحمة هذه كلَّها متمركزةٌ في كلمة الله المُعلنة بيَسُوْع حين صار إنساناً. ويُمكن كلَّ مَن يريد أن يعرف مشيئة الله أن ينظر إلى يَسُوْع القائل: اَلَّذِي رَآنِي فَقَدْ رَأَى الآبَ (متَّى 17: 5؛ انظر أيضاً 3: 17؛ مَزَامِيْر 2: 7).
وحيث أنَّ يَسُوْع لم يكرز بكلمة الله فحسب، بل صنعها وعاش وفقاً لها، فقد ثبت بدون خطيَّةٍ. لم يتكلَّم عن كلمة الله فحسب، بل كان تلك الكلمة في شخصه.
حتَّى القرآن يُشير خمس مرَّاتٍ إلى أنَّ ابن مريم هو كلمة الله الذي صار بشراً (سورة آل عمران 3: 39؛ 45؛ 64؛ النِّساء 4: 171؛ مريم 19: 34). وإنَّ تأكيد هذا البيان الكتابي في كتاب المسلمين هو أحد نقاط ضعف الإسلام؛ ولذلك يعمد المفسِّرون إلى تفسير هذه النُّصوص على نحوٍ يجعل مِن يَسُوْع مجرَّد كلمة الله "المخلوقة" وليس كلمته الأزليَّة؛ بَيْدَ أَنَّ هذا لا يُغيِّر الحقيقة أنَّ القرآن يُقرُّ على نحوٍ غير مباشرٍ أنَّ فِيهِ يَحِلُّ كُلُّ مِلْءِ اللاَّهُوتِ جَسَدِيًّا (كولوسي 2: 9).
يتضمَّن اسمُ "يَسُوْع" برنامج المَسِيْح، وخلاصه، وشريعته، ودينونته. خارج اسم يَسُوْع لا توجد كلمة الله قَطُّ. هو وحده ويبقى وحده كلمة الله. والآب بواسطته، بواسطة كلمته، لا يزال يعمل حتَّى اليوم.
الصّلاة: يا ابن الله الحنون، قد صرتَ إنساناً حقّاً، لتموت كحَمَل الله عِوَضاً عَنَّا، نحن الخطاة، وتصالحنا مع أبيك القدّوس، الذي دفع إليك كلَّ سلطان في السماء وعلى الأرض، كي تُقدِّسنا وتُخلِّصنا مِن إبليس وأولاده. ساعدنا على أن نصغي بانتباهٍ إلى كلمتك ، واسمح لدمك الثمين أن يدخل أعماق قلوبنا ليُقدِّسنا ويُغيِّرنا إلى صورتك. آمين.

نقرأ في متَّى 16: 27 أنَّ يَسُوْع سيعود مع ملائكته. ويذكر متَّى 25: 31 أنَّ جميع الملائكة سيأتون معه. ونسمع مِن رؤيا 17: 14 أنَّ جميع المدعوِّين والمختارين والمؤمنين سيظهرون سويَّةً معه. وتُعلن الرِّسالة الأولى إِلَى أَهْلِ تَسَالُوْنِيْكِي (1 تَسَالُوْنِيْكِي 4: 16- 17) أنَّ الأموات في المَسِيْح يقومون أوَّلاً ومِن ثمَّ يُخطَف القدِّيسون الأحياء جميعاً معهم في السُّحُب لملاقاة الرّبّ في الهواء ليكونوا كلَّ حينٍ معه. لقد جمع الرّبّ جيشاً هائلاً ضخماً خلفه. ولكنَّ هذا الجيش لا يأتي ليُحارب لأجله تحت إمرته، بل ليكون شاهداً لانتصار يَسُوْع المَسِيْح المجيد الذي سيُبيد ضدّ المَسِيْح بمفرده وبدون سلاحٍ.
إنَّ الجيش الهائل مِن الملائكة والحشد الكبير مِن القدِّيسين هم كيَسُوْع لا يحملون سلاحاً وليس لهم لباسٌ حربيٌّ، فأسلحة القدِّيسين هي بالحريِّ قداستهم التي لا تنشأ عن ذواتهم، بل قد وُهبَت لهم (عِبْرَانِيِّيْنَ 10: 14؛ رؤيا 7: 14)، فطهَّرهم دم يَسُوْع المَسِيْح مِن كلِّ خطيَّةٍ. ليس للشِّرير أيُّ ادِّعاءٍ أو سلطانٍ على المبرَّرين؛ فهُم مستحقُّون كربِّهم أن يركبوا خيلٍ بيضٍ. لقد صاروا كهنةً ملوكيِّين، ليس بسبب تقواهم، بل بقوَّة الرُّوْح القُدُس (1 بطرس 2: 9- 10؛ رؤيا 1: 5- 6؛ 5: 10). وبعد انتصار المَسِيْح سيتولَّون وظائف جديدةً، ولذلك عهد الرّبّ إليهم بسلطانه الرُّوْحي. إنَّ هذا الجيش الهائل الراكب على خيلٍ بيضٍ لن يركب أمام ربِّه، ولن يمهِّد الطَّريق لقمع أيِّ مقاومةٍ. كلاَّ، بل إنَّ المبرَّرين يتبعونه. إنَّهم الشَّاهد والبرهان على خلاصه.
إنَّ هذا الجيش لابسٌ رداء عَرُوس الحَمَلِ (إِشَعْيَاء 61: 10؛ رؤيا 19: 7- 8)، ولكنَّ هذا لا يعني أنَّ عرس الحَمَل في هذا الوقت قد تمَّ بهدوءٍ وعزلةٍ. إنَّ هذا الرِّداء يعني أنَّ المؤمنين والمختارين والمعيَّنين (رؤيا 17: 14) يخصُّون الكنيسة العروس لأنَّ لهم نصيباً في تبرُّرات القدِّيسين (رؤيا 19: 8).

في الثُّلث الأخير مِن رؤيا الدَّيان الملك الآتي يوصَف تسلُّحه الرُّوْحي. لا يمسك الدَّيان بأيِّ سيفٍ ماضٍ، أو أسلحةٍ خارقةٍ للدُّروع في قبضته؛ ولا يُذكر شيءٌ عن أدواتٍ إلكترونيةٍ أو رشَّاشاتٍ، بل يُذكَر سيفٌ طويلٌ ماضٍ ذو حدَّين خارجٌ مِن فمه. يصوِّر هذا السَّيف الطَّويل الثَّاقب الجلاَّد. يعني السَّيف في فم الرّبّ الحكم النِّهائيَّ للدَّيان. ستُنفَّذ كلمته ودينونته دون أيِّ تأخيرٍ.
قرأنا في بداية الرُّؤْيَا، عندما يُظهِر المَسِيْح نفسه، عن سيف الدَّيْنُوْنَة الماضي الطَّويل الخارج مِن فمه (رؤيا 1: 16). وفي رسالته إلى راعي كنيسة برغامس يُهدِّد المَسِيْح المقام بأنَّه سيُحارب بسيف فمه إذا أجاز المزيد مِن تيَّارات تعدُّد الثَّقافات في كنيسته (رؤيا 2: 12- 16). يُريد الرّبّ أن تكون الكنيسة مكرَّسةً بالكُليَّة له وحده. فلن تنمو كنيسته إلاَّ حيث يستطيع روحه أن يعمل بعيداً عن الَّتوفيق بين المعتقدات الدِّينية المتعارضة والمؤثِّرات الخارجيَّة الأخرى. وإذا استطاعت الأرواح المضادَّة للمَسِيْحيَّة دخول الكنيسة فعِنْدَئِذٍ لن ينفع سوى سيف ابن الله الدَّيَّان.
أوضح بولس في رسالته الثَّانية إِلَى أَهْلِ تَسَالُوْنِيْكِي أنَّ المَسِيْح المصلوب والمقام سيقتل ضدّ المَسِيْح بنفخة فمه (2 تَسَالُوْنِيْكِي 2: 8). وهذه النَّفخة هي الكلمة الخارجة مِن فم المَسِيْح، سيف دينونته.
إنَّ مجيء الرّبّ المجيد ثانيةً والمشهد المُربك للعدد الهائل الذي لا يُحصى مِن أتباعه الأحياء سيُعلن لابن الشِّرير جرائمه وإخفاقاته فوراً، وهذا سيجعله في حالةٍ مِن الصَّدمة حتَّى إنَّ كلمةً واحدةً أو نفخةً واحدةً مِن فم يَسُوْع ستكون كافيةً لشلِّه هو وأنبياؤه الكذبة.

لا تتحدَّث رؤيا يُوْحَنَّا عن قتلٍ فوريٍّ لضدّ المَسِيْح، بل عن دينونة المَسِيْح على الشُّعوب التي نذرت نفسها له. يُشير إنجيل متَّى (25: 32) إلى أنَّ شعوباً بأجمعها، وليس أشخاصاً بمفردهم، ستجتمع للدَّينونة. يكره العديد مِن دعاة مذهب الفردانيَّة2 في أوربا وأمريكا هذه الفكرة حاسبين أنفسهم مركز الكون. أمَّا في الشَّرق الأوسط فلا تزال القرابة أو العشيرة هي الحاكمة. في هذه المنطقة لم يبدأ تحلُّل المجتمع بعد مِن "نحن" العائلة والجماعة العرقيَّة إلى "الأنا" المنعزلة للكائن البشري المتنوِّر. فالعشيرة هي المسؤولة عن الفرد الذي ينبغي له بدوره أن يُخضِع نفسه لروح العشيرة. وفي إسرائيل القَدِيْمة كان كلُّ مَن يتمرَّد على مبادئ شريعتها يُنبَذ أو حتَّى يُقتَل. إنَّ روح العشيرة أو القبيلة أو الأمَّة لا يزال سائداً (الأمَّة هي جماعةٌ أو شعبٌ. وهي تستعمل على سبيل المثال للإشارة إلى جماعة المسلمين). الشَّريعة عند الأصوليين المتشدِّدين هي ناموس الله النَّافذ، ولذلك يُمنَع العمل التَّبشيري وفقاً لروح وشريعة العشيرة أو الأمَّة. وكلُّ مَن يتحوَّل مِن الإسلام إلى دينٍ آخَر يُطرَد مِن الجماعة. لذلك يُحمِّل المَسِيْح شعوباً بأكملها مسؤوليَّة تقسِّيها وعنادها.
وهكذا سيُعاقب ليس الأفراد فحسب، بل العشائر أيضاً التي انفتحت متعمِّدةً لروحٍ شيطانيٍّ ولا سيَّما لمكر وأكاذيب ضدّ المَسِيْح (خروج 20: 5؛ تثنية 5: 9). كان علينا أن نُدرك في أثناء حكم هتلر كيف كانت أمَّةٌ قويمة الرَّأي تصبح نهباً للهواجس فتصرخ "هايل هتلر"، "ليحيَ هتلر"، "ليحيَ النَّصر"، و"أمر القائد نَتبع". والأمر نفسه مع الطُّغاة الآخرين. أمَّا في حالة ضدّ المَسِيْح فسيكون هذا الاستحواذ الهستيري موجَّهاً ضدّ الله. ستُصبح شعوبٌ بأكملها مذنبةً. وكما أنَّ الفرد مسؤولٌ تجاه شعبه وعليه أن يُطيع العشيرة، ثمَّة أيضاً ذنبٌ جماعيٌّ للشَّعب وللعشيرة التي ستُدان بسيف المَسِيْح.
لكنَّ قصد يَسُوْع المَسِيْح ليس إهلاك شعوبٍ بذاتها، بل كما هو مكتوبٌ في المَزْمُوْر 2 سيسود الشُّعوب بقضيبٍ مِن حديدٍ (مَزْمُوْر 2: 8- 12). لا يسع المعاندين مِن الشَّرق الأوسط والأشخاص المغرورين الذين اعتادوا أن يكونوا دائماً منتقدين إلاَّ أن يُكرَهوا على نصيبهم بالقوَّة بلطفٍ ولكن بحزمٍ. ويجري هذا ضدّ المدافعين عن الدِّيمقراطيَّة والأشكال الجمهوريَّة للدَّولة. ولكن عندما تكون في رومة تصرَّف كما يتصرَّف الرُّومان، أو كما يقول المثل العربي: "إذا كنتَ في قومٍ فاحلب في إنائهم".
يجب تحطيم العادات والأعراف، الامتيازات والسَّيطرة العالميَّة في ملكوت المَسِيْح، كما ستُحطَّم الأوعية القَدِيْمة في الشَّرق الأوسط؛ فلا يمكن صبُّ ثقافة المَسِيْح في قوالب قديمةٍ. إنَّ الذين يحلمون بالمحافظة على الثَّقافات القَدِيْمة لم يفهموا مدى السُّمو الفريد للثَّقافة التي أتى بها يَسُوْع إلى البشر. ليس معنى هذا أن تصبح ثقافة أوربا أو الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة أو كوريا مقياس العالم، بل فقط طريقة حياة يَسُوْع ورُسُله.

سيأتي الرّبّ، بحسب سفر الرُّؤْيَا، بغضبٍ مقدَّسٍ. لقد صبر قروناً، ولكنَّ النَّاس أحبُّوا الكبرياء أكثر مِن التَّواضع، ومارسوا حبَّ الذَّات بدلاً مِن المحبَّة الخادمة، وأرادوا أن ينتقموا لأنفسهم لا أن يُسامِحوا، وقاوموا روح حَمَل اللهِ في جميع مجالات الحياة. أرادوا أن يتحرَّروا، أن يتحرَّروا مِن شريعة الله، ومِن كلِّ واجبٍ لإطاعة القدير، وأن يستقلُّوا عنه. وفي النِّهاية سيشقُّ هذا الرُّوْح المضادُّ الثَّائر طريقه محدثاً ثورةً على الخالق وحَمَله وروحه. سيُحرِّض ضدّ المَسِيْح النَّاسَ على اضطهاد ومحو كنيسة المَسِيْح. ولكنَّ كلَّ تعذيبٍ وكربٍ وموتٍ في سبيل المَسِيْح سيؤثِّر على المَسِيْح أوَّلاً باعتباره رأس جسده الرُّوْحي. يتألَّم يَسُوْع مع كلِّ مَن يُضطهَد ويُحتقَر لأجل اسمه.
يَسُوْع آتٍ كمنتقمٍ وديَّانٍ (رؤيا 14: 10- 11). لأنَّه لن ينتقم لنفسه بسبب تعطُّشه للانتقام أو إرضاءً لكرهه، بل بالحريِّ يثأر الله لكلِّ إثمٍ بسبب برِّه. إنَّ غضب الله مقدَّسٌ. عنفه هو غضبه المحصور في نفسه والذي كبحه صابراً مئات السِّنين. لقد ضحَّى الآب في ذروة محبَّته بابنه الوحيد بدل المتمرِّدين ليصالحهم مع نفسه. ولكنَّهم هزئوا به وصلبوا ابنه وجدَّفوا على الرُّوْح القُدُس. لقد حاربوا بتعمُّدٍ الثَّالُوْث الأَقْدَس.
ولذلك أمر الآب ابنه الوديع أن يدين ويُعاقب ويفني المقصِّرين المسكونين بروح إِبْلِيْس. يظهر الابن بغضبٍ عظيمٍ (رؤيا 6: 16- 17) وعيناه متَّقدتان كلهيب نارٍ، فيسحق معصرة خمر سخط وغضب الله (رؤيا 14: 19- 20). مثلما محبَّته ورحمته عظيمتان وشاملتان، هكذا غضبه عظيمٌ على جميع الذين رفضوا خلاصه.
إنَّ عدم الإيمان بيَسُوْع هو خلاصة جميع الخطايا. فالله ليس مِن دعاة الفلسفة الإنسانية التي تؤكِّد على قيمة الإنسان وقدرته على تحقيق الذَّات مِن طريق العقل، بل هو بارٌّ، وكلُّ مَن يرفض هديَّة نعمته أو يُجدِّف على الله يحفر قبره بيده. إنَّ أضدّاد المَسِيْحيَّة برفضهم قبول موته الكَفَّارِيّ قد أدانوا أنفسهم وحكموا عليها (يُوْحَنَّا 3: 18-19؛ 15: 22؛ 24؛ 16: 8-9). يتخلَّى الرّبّ عنهم كي يدوس ويحارب ويستنزف بعضهم بعضاً. فكلُّ واحدٍ منهم هو عدوُّه (رؤيا 6: 4).
نقول بدقَّةٍ إنَّ مِن الحماقة التّامَّة أن يُفكِّر إنسانٌ فانٍ أو ملاكٌ أو روحٌ مخلوقٌ بالثَّورة على القدير. فالرّبّ سيضحك مِن سذاجته وشرِّه الأعمى (مَزْمُوْر 2: 4). هذا إلى جانب المَزْمُوْر 59: 9 الآية الوحيدة في الكِتَاب المُقَدَّس التي ورد فيها أنَّ الله يضحك. إنَّ سُخف الثُّوار الشِّرير سيُسحق مِن قبل حَمَل اللهِ الوديع يَسُوْع الذي سيدوس بغضبه المقدَّس معصرة خمر الدَّيْنُوْنَة.

إنَّ يَسُوْع، بسبب موته الكَفَّارِيّ، ليس حَمَل الذَّبيحة فحسْب، بل هو أيضاً الملك الإله شخصيّاً. وأصل اللَّقب "ملك" في اللُّغات السَّامية معناه أنَّ الملك هو مالك البلاد ويمكنه أن يفعل بها ما يشاء. وإذ يُسمِّي يَسُوْع نفسه "ملك الملوك" يشهد أنَّ أباه الذي فِيْ السَّمَاءِ قد دفع إليه السُّلطان كلَّه والدُّول كلَّها والأرض بأكملها كميراثٍ ليملكها إلى الأبد (مَزْمُوْر 2: 8؛ دانيال 7: 13- 14؛ عِبْرَانِيِّيْنَ 1: 2 وآيات أخرى غيرها). إنَّ الملوك والأسياد والملاَّك الأرضيِّين في الواقع ليسوا "مالكين"، بل أخذوا غناهم ومعاملهم وإمبراطوريَّاتهم كولايةٍ إقطاعيَّة مِن الله وحَمَله، وسيُحاسَبون عنها. والحقيقة أنَّ يَسُوْع يدعو نفسه "ملك الملوك" تُشير إلى أنَّ لا أحد يستطيع أن يعيش على نحوٍ تلقائيٍّ مستقلٍّ، بل كلُّ واحدٍ هو مُلكٌ ليَسُوْع، يدين له بالطّاعة وعليه أن يُقدِّم له حساباً.
لم يمنح الآب السَّمَاوِيّ ابنه لقب مالك الدُّول كلِّها والنَّاس فحسْب، بل أعطاه أيضاً السُّلطان والمجد. في خدمات العبادة في سفر الرُّؤْيَا تُحمَد قدرة حَمَل اللهِ وقوَّته ويُعترَف أنَّه مستحِقٌّ أن يأخذ المجد كلَّه (رؤيا 1: 6؛ 5: 12 وآيات أخرى). وجهه أعظم إشراقاً مِن الشَّمس، وحضوره مهيبٌ وجليلٌ حتَّى إنَّ الإنسان الفاني سيخرُّ خاشعاً حين يواجه مجده السَّاطع الثَّاقب (إِشَعْيَاء 6: 5؛ دانيال 8: 18؛ رؤيا 1: 17). وصف يَسُوْع بوضوحٍ لسامعيه أنَّه آتٍ كوكيل صاحب كرمٍ وأنَّ إدانتهم الكرَّامين الأشرار الذين قتلوا صاحب الكرم هي إدانتهم لأنفسهم (متَّى 21: 33- 41).
في إجلال المَسِيْح كملك الملوك جميعاً وربِّ الأرباب جميعاً يُعلَن موضوع الفترة الجَدِيْدة لتاريخ العالم: هنا يتَّضح مُلك المَسِيْح على جميع ممالك العالم (رؤيا 11: 15؛ 12: 10). ولن يكون الشَّيْطَان ملك هذا العالم بعد. فطرده قد بدأ في زمن مجيء يَسُوْع الأوَّل (16: 11). والآن سيتمُّ انتصار المَسِيْح على الشِّرير وابنه ونبيِّه الكذَّاب وجيوشه. وفي الوقت نفسه قبل المعركة لا يبرز الوجه السَّلبي لدينونة الله فحسْب، بل يُشار أيضاً إلى الموضوع الإيجابيُّ المشجِّع للفترة الزَّمنية الجَدِيْدة وَيَكُونُ الرّبّ مَلِكاً عَلَى كُلِّ الأَرْضِ (زكريا 14: 9). سيملك بطريقته الخاصَّة كما قال: طُوبَى لِلْوُدَعَاءِ، لأَِنَّهُمْ يَرِثُونَ الأَرْضَ (متَّى 5: 5).
يختم الرَّائي تقريره عن رؤياه للملك الدَّيان الآتي بهذا الاسم الرَّابع الجليل. يمكن المرءَ بمقارنة أسماء وصفات المَسِيْح الآتي المدرجة هنا بالرُّؤى السَّابقة في سفر الرُّؤْيَا أن يرى أنَّ معظم البيانات عن الرّبّ والدَّيان الآتي قد أُعلنت قبلاً. يَسُوْع نفسه هو الجواب للمشاكل التي وجَّهها في رسائله إلى رعاة الكنيسة في آسيا الصُّغرى. ويُشير هذا ثانيةً إلى أنَّ إعلان يَسُوْع ليُوْحَنَّا هو في التَّحليل الأخير إعلانٌ ذاتيٌّ للرّبّ في خطبه وأفعاله وفي كلِّ تعبيرٍ عن كيانه.
يشرح الجدول التَّالي هذا الارتباط الدَّاخليَّ ويُبرِز عظمة ومظاهر مجد ظهور ملك الملوك.

يمكننا بمقارنة هذه الآيات الكتابيَّة أن نرى أنَّ أوَّل تقديمٍ ليَسُوْع مِن قبله ملكاً ديَّاناً جليلاً يتَّفق بموادِّه الحاسمة وظهوره الأخير في سفر الرُّؤْيَا كديَّانٍ قائمٍ بالدَّيْنُوْنَة.
ونرى في هذا الصَّدد أنَّ غضب حَمَل اللهِ معبَّرٌ عنه بوضوحٍ في الأصحاح 19 مِن سفر الرُّؤْيَا، حيث إنَّ الدَّيْنُوْنَة قد بدأت قبلاً. وفي هذه الرُّؤْيَا لا يأتي المَسِيْح وحده، بل يتبعه أجناد السَّماء كشهودٍ لانتصاره. يضع يَسُوْع يمينه كملك الملوك على جميع الأمم ويُحارب في سبيل تحقيق ملكوت الله عَلَى الأَرْضِ. ولسوف ينتصر حتماً.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرّبّ الإله القدّوس، أنت خلقتَنا فنحن خاصّتك. أنتَ مالكنا ومُنجّينا. سامحنا إن لم نعِش مرتكزين على مشيئتك، وأرشدنا لنستسلم لك مخلصين، كيلا يبيدنا غيظك المستقيم، بل يربينا صبرك وعنايتك، لنتقدس في نعمتك، ونسلك حسب شريعة محبتك في لباس أبيض مع عشيرتنا وأصدقائنا. آمين.
السُّؤَال
ماذا يعني اسم المسيح "الأمين والصَّادق؟ ماذا يفعل دم المسيح وكلمته القويَّة في كل مَن يستودع نفسه إليه؟ ماذا يعني لقب المسيح "ملك الملوك ورَبّ الأرباب"؟