Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
6- تمشي شعوبٌ بنور مدينة الله
(رؤيا 21: 24- 27)
21:24وَتَمْشِي شُعُوبُ الْمُخَلَّصِينَ بِنُورِهَا وَمُلُوكُ الأَرْضِ يَجِيئُونَ بِمَجْدِهِمْ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا.25فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَل نَهَارًا لأَِنَّ لَيْلاً لاَ يَكُونُ هُنَاكَ.26وَيَجِيئُونَ بِمَجْدِ الأُمَمِ وَكَرَامَتِهِمْ إِلَيْهَا.27وَلَنْ يَدْخُلَهَا شَيْءٌ دَنِسٌ وَلاَ مَا يَصْنَعُ رَجِسًا وَكَذِبًا إِلاَّ الْمَكْتُوبِينَ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحملِ.


يُثير هذا المقطع مِن سفر الرُّؤْيَا الكثير مِن التَّساؤلات. مِن أين تأتي الشُّعوب عَلَى الأَرْضِ الجَدِيْدة؟ لماذا يعيشون خارج مدينة الله؟ هل توجد حركة تبشيريَّة في الوجود الجَدِيْد؟ مِن أين يأتي الملوك الذين يسجدون لله وحَمَله في أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة؟ أيّ نوعٍ مِن العطايا والكرامة تُحْضِر الشُّعوب لله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ في العاصمة؟ لا يُجيب يُوْحَنَّا عن هذه الأسئلة. ويمكننا أن نعلم مِن الفقرات السَّابقة أنَّ هؤلاء النَّاس لا يأتون مِن بحيرة النَّار (رؤيا 19: 20- 21؛ 20: 13- 14)، بل إنَّ أسماءهم مكتوبةٌ أيضاً فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْحَمَل (رؤيا 20: 15؛ 21: 5، 8). وهم ليسوا مدانين بل قد نالوا حياتهم المتجدِّدة بواسطة نعمة الله (رؤيا 21: 5).
وكما كانت ثمَّة حلقةٌ داخليَّةٌ ووسطى وخارجيَّةٌ لتلاميذ يَسُوْع الاثني عشر بحيث أصبح هؤلاء التَّلاميذ جميعاً – باستثناء يهوذا – حجراً كريماً لأساس مدينة الله، هكذا توجد بين المخلَّصين فروقٌ ومستوياتٌ لقداستهم ورغبتهم في عمل التَّضحيات. تُشير هيئة المَسِيْح القضائية (متَّى 25: 31- 46) إلى أنَّ المحبَّة الممارَسة عمليّاً هي معيار قضائه. إنَّ الذين يحبُّون الآخرين ويخدمونهم حقّاً لا يعلمون كرامتهم في خدمة الرّبّ نفسه وهم يخدمون البؤساء والأشقياء. لا المنصب العالي ولا الثَّروة ولا العلم هو الفصل فيمَن سيحيا أقرب لله وحَمَله أو أبعد منهما، بل المحبَّة العمليَّة والأمانة والوداعة واللُّطف.
كذلك كما أنَّ المبارَكين لم يُخلِّصوا هم أنفسهم في هذا الوجود، هكذا لن يعيشوا بقوَّتهم هم في العالم الجَدِيْد الآتي. فيظلّ مجد الله البهي إكسير حياتهم إلى حدٍّ أكبر؛ فينمون ويعملون ويمجِّدون فقط بالنِّعمَة الآتية مِن الله وحَمَله. لذلك يعود الكهنة الملوكيون بالهبات الرُّوْحية المتنامية مِن قوَّة الله المُثَلَّث الأَقَانِيْمِ إلى أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة كي يمكنهم، وقد تقوَّوا الآن بإيمانهم ومعرفتهم بالله، أن يحثُّوا الشُّعوب المؤتمَنة على الخدمة في فرح الرّبّ.
لن تُغلَق أبواب المدينة المقدَّسة أبداً، لأنَّ لا فرق، في العالم الجَدِيْد، بين النَّهار واللَّيل، ولا أعداء لله بعد. ولمختلف شعوب الأرض الجَدِيْدة الحقّ في الاقتراب مِن خالقها ومخلِّصها في أيِّ وقتٍ كان لتقدِّم له ثمار قوَّته بواسطة النِّعمَة. ثمَّة عطاءٌ وأخذٌ دائمان بين المدينة والرِّيف. كلاهما يكسب المجد بهذا التَّبادل. يزداد مجد الله بتحقيق صورته في خليقته (تكوين 1: 27؛ إِشَعْيَاء 6: 3؛ متَّى 6: 9؛ وآيات أخرى).
على الرَّغم مِن أنَّ أبواب المدينة مفتوحةٌ كلَّ وقتٍ، كان على يُوْحَنَّا أن يُنذر الكنائس في آسيا الصُّغرى أنَّه لا يحقُّ لكلِّ مَن يحسب نفسه مَسِيْحيّاً أن يدخل أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة. إذا كان جسدك أو نفسك أو روحك نجساً، وكنت لا تعيش حياة قداسةٍ فإنَّك تحجب نفسك عن المدينة المقدَّسة. وفي حالة الأكاذيب يفكَّر بخاصَّةٍ بإساءة تمثيل الإنجيل وبتره وتشويشه، حيث يوجد أصلٌ لكلِّ نوعٍ مِن الشَّر. قد تحثُّنا رؤية أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة ووصف عَرُوس الحَمَلِ على التَّفتيش عن وصايا المَسِيْح الألف التي في الأناجيل الأربعة والعيش بمقتضى هذا المعيار.
وبغية تعزية ذوي النُّفوس الحزينة، على نحوٍ خاصٍّ، بسبب قداستهم النَّاقصة، يُشير يُوْحَنَّا إلى هؤلاء بأنَّهم سينالون حقَّ الحياة في الأرض الجَدِيْدة، أو استيطان أُوْرُشَلِيْم الجَدِيْدة، الذين نالوا غفران خطاياهم بواسطة حَمَل اللهِ، ويتحاشون الخطية بقوَّة روحه كي لا تُمحى أسماؤهم مِن سفر حياة الحَمَل (رؤيا 3: 5؛ 13: 8؛ 17: 8: 20: 12، 15). ويبقى صليب المَسِيْح الباب الضَّيق الوحيد الذي يمكننا بواسطته أن ندخل حياة الله. ولكن إن لم تفعل مشيئته، فهو لن يعرفك (متَّى 7: 13، 21، 23).

الصَّلَاة
نشكرك أيُّها الآب السَّمَاوِيّ، لأنَّك قبلت الابنَ الضَّال باشتياقٍ ومحبَّة، ودعوتَ الجميع إلى حفلة استقباله بفرح وسرور. ساعدنا على أن نحيا اليوم وفي الأبدية مِن نعمتك فقط، فلا نبني مستقبلنا على أعمالنا واجتهادنا البتَّة، لأنّ دم الحَمَل الفريد وحده يُطهِّرُنا مِن كل خطيئة، ويُعطينا حقَّ الدخول إلى وطننا الجديد عندك. آمين.
السُّؤَال
لماذا سوف لا يسكن كذَّابٌ أو نجسٌ في العاصمة السَّمَاوِيّة؟