Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
7- مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ يَكُونُ لِلَّهِ ابْنًا
(رؤيا 21: 7)
21:7مَنْ يَغْلِبْ يَرِثْ كُلَّ شَيْءٍ وَأَكُونُ لَهُ إِلَهًا وَهُوَ يَكُونُ لِيَ ابْنًا.

يجعل الآب الذي فِيْ السَّمَاءِ تعزيز شهود يَسُوْع في نعمته غير المستحقَّة معتمداً على الحقيقة أنَّهم يغلبون خوفهم مِن الموت، وبخاصَّةٍ في أوقات الاضطهاد. كانت الكنائس في آسيا الصُّغرى معرَّضةً لخطر السُّكوت عند مواجهتها بعبادة شخص الإمبراطور واللُّجوء إلى أماكن الاجتماع السِّرية أو سراديب المدافن. ولكنَّ يَسُوْع كان قد طبع في أذهان أتباعه مِن قبل: وَلاَ تَخَافُوا مِنَ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الْجَسَدَ وَلَكِنَّ النَّفْسَ لاَ يَقْدِرُونَ أَنْ يَقْتُلُوهُا، بَلْ خَافُوا بِالْحَرِيِّ مِنَ الَّذِي يَقْدِرُ أَنْ يُهْلِكَ النَّفْسَ وَالْجَسَدَ كِلَيْهِمَا فِي جَهَنَّم. فَكُلُّ مَنْ يَعْتَرِفُ بِي قُدَّامَ النَّاسِ أَعْتَرِفُ أَنَا أَيْضًا بِهِ قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَلَكِنْ مَنْ يُنْكِرُنِي قُدَّامَ النَّاسِ أُنْكِرُهُ أَنَا أَيْضًا قُدَّامَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ (متَّى 10: 28، 32- 33).
ينتظر الرّبّ مِن جميع أتباعه شهادةً جريئةً وحكيمةً بإرشاد الرُّوْح لرئيس الحياة الذي يُقدِّم ماء الحياة مجَّاناً لكلِّ مَن يأتي إليه. ومطلوبٌ مِن كلِّ مَن له بلوغٌ لماء الحياة أن يغلب امتناعه وخوفه باسم يَسُوْع وأن يقدِّم للجميع نعمة الحياة الأبديَّة. ينبغي أن نتمثَّل في أذهاننا على الدَّوام أنَّ شهادة يَسُوْع ليست أيَّاً مِن بلايين الإعلانات اليوميَّة تلك التي في وسائل الإعلام، بل هي على العكس الرِّسالة المملوءة بالرُّوْح القُدُس والقوَّة والتي تخلق حياةً أبديَّةً في كلِّ مَن يؤمن بها (يُوْحَنَّا 6: 63،68؛ أَعْمَال الرُّسُلِ 1: 8؛ 1بطرس 1: 23؛ يعقوب 1: 18؛ وآيات أخرى). مِن بين وصايا يَسُوْع المَسِيْح الألف التي في الأناجيل الأربعة وأَعْمَال الرُّسُلِ وسفر الرُّؤْيَا تتمتَّع الوصايا بالكرازة بالإنجيل للأمم كلِّها بالدَّرجة العليا مِن الأولويَّة. فمَن لا يشهد ليَسُوْع يرفض إطاعة الأوامر ويصبح قزماً في خوفه.
مَن يغلب نفسه بقوَّة روح الحياة سيرث كلَّ شيءٍ يخلقه الله في عالمه الجَدِيْد. كتب الرَّسُوْل بُوْلُس الذي لم يرهبه الموت: فَمَاذَا نَقُولُ لِهَذَا. إِنْ كَانَ اللهُ مَعَنَا فَمَنْ عَلَيْنَا. اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ بَلْ بَذَلَهُ لأَِجْلِنَا أَجْمَعِينَ كَيْفَ لاَ يَهَبُنَا أَيْضًا مَعَهُ كُلَّ شَيْءٍ (رومية 8: 31- 32). الذي نال الحياة مِن الله ويُشارك بها الآخرين سيُعيَّن وارثاً لله: الرُّوْح نَفْسُهُ أَيْضًا يَشْهَدُ لأَِرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ. فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَدًا فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضًا وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ المَسِيْح، إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضًا مَعَهُ (رومية 8: 16- 17). بواسطة هذه الكلمات أكَّد بولس، فقيه التَّوراة، وعد الله لأولاده بالميراث الشَّامل الكل (غَلاَطِيَّة 4: 6- 7).

يرفع الله، في إعلانه الذَّاتي الرابع "أنا أكون"، وعده إلى مستوى جديدٍ. قرأنا في مطلع الأصحاح 21 أنَّ الله القادر على كلِّ شيءٍ سيُقيم مع شعبه: اللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ وُهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا (رؤيا 21: 3). وقد تعمَّقت في امتداد هذا الوعد في الآية 7 عبارة البنوَّة الجماعيَّة هذه الناشئة مِن العَهْد القَدِيْم (خروج 4: 22؛ تثنية 32: 6؛ إِشَعْيَاء 63: 16؛ إرميا 3: 4؛ 31: 9؛ هوشع 11: 1؛ ملاخي 1: 6؛ وآيات أخرى). فهنا كلُّ مَن يؤمن بالمَسِيْح يُدعى ابن (أو ابنة) الله (متَّى 6: 4، 6، 18؛ لوقا 8: 48 وآيات أخرى).
حُكم على يَسُوْع بالموت ليس فقط لأنَّه لم يدعُ شعب إسرائيل وحده ككيانٍ ابن الله، بل دعا نفسه تجسُّداً لله الحي (متَّى 26: 63- 64؛ 27: 43؛ يُوْحَنَّا 10: 24- 26 وآيات أخرى). يعزو بولس لنا تبنِّينا مِن الله بواسطة كلمات شرعيَّة ويؤكِّد في الوقت نفسه ولادتنا الرُّوْحية الجَدِيْدة. ويتَّضح الأمران كلاهما بالحقيقة أنَّ الرُّوْح القُدُس يصرخ فينا: يَا أَبَا الآبُ (غَلاَطِيَّة 4: 5- 7؛ انظر أيضاً يُوْحَنَّا 3: 3- 5؛ رومية 8: 14- 17 وآيات أخرى). إنَّنا ندين بهذه "القفزة الرُّوْحية النَّوعية"، من خاطئٍ نجسٍ مذنبٍ إلى ابن لله مبرَّر ومقدَّس، لمحبَّة الله، والآب، والمَسِيْح المصلوب، وقوَّة الرُّوْح القُدُس. لا يستحقُّ إنسانٌ أن يدعو الله أباه مِن نفسه. ولكن كُرمى ليَسُوْع يحقُّ لنا أن ندعو هذا الاسم المقدَّس بحكم علاقتنا به كأولاد له واثقين به. لقد أعلن الابن لنا اسم أبيه السَّمَاوِيّ (متَّى 11: 27؛ يُوْحَنَّا 17: 4، 6 وآيات أخرى) وأشركنا في حقوقه هو كابنٍ، ونقلنا مِن هذا الزَّمان إلى الأبديَّة، ومِن الموت إلى الحياة، ومِن الدَّيْنُوْنَة إلى مجد الآب (1 يُوْحَنَّا 3: 1- 2). ونحن مدعوُّون إلى الخدمة عند اكتمال خطَّة خلاصه (متَّى 13: 43؛ 25: 34؛ لوقا 22: 29؛ رومية 5: 1- 2؛ كولوسي 1: 27 وآيات أخرى). ولأجل ذلك ندين له بشكرٍ أبديٍّ. فماذا يشبه شكرنا عمليّاً؟ الله أبونا، فلنمضِ جميعاً إلى "وطننا" ونرَ أبانا الذي فِيْ السَّمَاءِ (لوقا 15: 11- 31).

الصَّلَاة
أبانا الذي في السماوات، نُعَظِّمكَ ونتهلل، لأنك أنت أبونا شرعيّاً وروحيّاً بواسطة المسيح الحبيب. نُحبّك مِن صميم قلوبنا، ونشكرك لأنَّك جعلتَنا أولاداً لك، ونطلب إليك أن تمنحنا القوَّة والحكمة، لنُعلِن اسمك الأبوي وامتياز مصالحتنا معك بكفارة يسوع، لِلَّذين لا يعرفونك، حتَّى يُسلموا أنفسهم لك، فيولدوا روحياً ويصبحوا مثلنا أولاداً لك. آمين.
السُّؤَال
كيف يمكنك أن تشهد أنَّك مِن أولاد الله؟