Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
1- الاستعداد لاعتلاء العرش
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 1- 6)
5:1وَرَأَيْتُ عَلَى يَمِينِ الجَالِس عَلَى العَرْشِ سِفْرًا مَكْتُوبًا مِنْ دَاخِلٍ وَمِنْ وَرَاءٍ مَخْتُومًا بِسَبْعَةِ خُتُومٍ.

رَأَى يُوْحَنَّا السّماء مفتوحة في بدء رؤياه الثانِية وعرف مجد الله الآب المحبّ كقداسة قوية.
رأى وسمع كيف يعبد حراس العرش الجَالِس عَلَى العَرْشِ. رأى كيف عبد الأَرْبَعَة وَالعِشْرُونَ شَيْخاً القدوس المجيد وسجدوا أمامه. السماء مليئة بحمد الله. إنها ليست عبادة مفروضة، بل انفعالية صادرة عن الشكر في معرفة الرّب المحب الأبدي.
نَظر يوحنا بدقة إلى مِحْور الكون، ولاحظ فجأة اليد اليمنى للجالس على العرش. كان في يده المباركة شيء ما أشبه بلفة من جلد الحيوانات (الرّق). لم تبْقَ يد خلاص الله مخفيّة كما اعتقد يهود كثيرون منذ خراب الهيكل في أورشليم سنة 70 ب. م. بل مدّ الرّب يده من ملء نوره وابتدأ يعمل. ترقبوا مفاجأة! لقد نما الرّجاء وابتدأ زمان الإتمام.
تحقق وعْدُ المزمور (118: 15- 16). ما زالت هيئة ذلك الجَالِس عَلَى العَرْشِ مغطاة بمجده. ولكنَّ يده المباركة أصبحت منظورة، يد الخلاص، يد البركة. وظهر سلطان الجَالِس عَلَى العَرْشِ دون ضجيج. قدم درجا مطويا للعالم. تنبَّأ في هذا الدّرج عن إرادته وخطته ونصره ودينونته وخلاصه. لم يأت هذا الوحي بواسطة ملاك أو روح، بل أتى من الله رأسا. أعلن الله إرادته دون وسيط.
كانت لفة الدّرج هذه مكتوبة كلها من الداخل والخارج. وكانت أشبه بكتابة رسميّة في العصور القَدِيْمة. كان الفحوى من الخارج مكتوبا بطريقة خشنة محدودة المعالم لكي تختلف عن لغات الدرج الأخرى، فيستطيع القارئ أن يعرف بنظرة واحدة ما أراد الكاتب أن يخبر به. كان موضوع الكتابة ومغزاها معروفين قبل فتح الملف.
أما في الداخل، فكانت تفاصيل الأوامر وقرارات التنفيذ والإرشاد لتحقيق القانون المختص أو العَهْد. كان فتح النص الداخلي يعني تحقيقه وتوكيل الموكل بالتنفيذ.
أعلن الله مشيئته في العَهْد القَدِيْم بطرق عديدة، وأدرك الأبوان الأولان موسى وداود والأنبياء أيضا خطة خلاص ربهم وعدل دينونته على البشرية الثائرة؛ وأعلن يَسُوْع بنفسه تدريجيا تطور نهاية العالم حتى مجيئه الثانِي (متى 24: 1- 25) وغيرها. والآن أصبح مخطط الله مستقبل العالم في يد القدير بادياً للجميع.
كانت الوثائق الرُّوْمَانية القانونية قديما تغلق بسبعة ختوم من الخارج، وكانت الوصايا أيضاً تختم من قبل الموصي نفسه كما تختم من قبل ستة شهود. وكان سفر السماء المكتوب على صفحتين مختوماً كذلك بسبعة ختوم مغلقا للكل. وكذلك بقي معنى مواعيد ونبوات يَسُوْع المَسِيْح في بادئ الأمر سرا ومغلقة ولم ينفع معها أي تخمين، بل كانت تحتاج إلى إعلان جديد بفضّ الختوم السّبعة.
إذا لم يكن ثمّة جديد في الأمر. كان فحوى الوثيقة معروفا إجمالا. ولكنّ المسألة تتعلق الآن بتنفيذ خطة خلاص الله وأحكام دينونته على العالم الثائر ضدّ الله ومَسِيْحه.
في احتفالات التتويج في العصور القَدِيْمة كان المنادي أو رئيس الكهنة يحمل وثيقة التعيين إلى قاعة العرش لكي يستلمها الملك الجَدِيْد كحاكم الله. وكان الجلوس على العرش يبلغ ذروته عند فض الختوم السبعة من قبل الحاكم الجَدِيْد الذي كان يدعو المنادي ليعلن بصوت مرتفع مضمون اللفة؛ وعِنْدَئِذٍ تركع حاشية الملك وتبايعه بهتافات عالية في القاعة. كان بعض القياصرة الرُّوْمَان يضعون أحيانا رسم القيصر على العملة الجَدِيْدة وفي يده درج للدلالة على سلطانه الكامل.
أصبح تسليم وثيقة تعيين ملك الملوك من يد الله في السماء وشيكا. وهذا هو آخر ملك يؤسس ملكوتا أبديا في عاصمة مقدسة، وبهذا يبدأ بوضع نهاية للعالم الحاضر، مستهلا حكمه وعمله بفضّ الختوم السّبعة.

الصَّلَاة
أيُّها الآب السماوي، لأنّ عندك خطّة الخلاص للبشر، والمعرفة عن دينونتك على العصاة. قد أعلنت هذه المبادئ مسبقاً للأنبياء جزئياً. وأمَّا المسيح فحقق الخلاص الشرعي للعالم، وأسكب روحك على التائبين، فمَن لا يؤمن يُدن، وتسقط عليهم غضبك العادل.
السُّؤَال
لماذا كتِب على الدرج في يد الله اليمنى من الداخل والخارج؟