Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ, وَلَكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ.

الختم الثانِي:الجالس على الفرس الأحمر
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 3- 4)
6:3وَلَمَّا فَتَحَ الْخَتْمَ الثانِي سَمِعْتُ الْحَيَوَانَ الثانِي قَائِلاً هَلُمَّ وَانْظُرْ.4فَخَرَجَ فَرَسٌ آخَرُ أَحْمَرُ وَلِلْجَالِسِ عَلَيْهِ أُعْطِيَ أَنْ يَنْزِعَ السَّلاَمَ مِنَ الأَرْضِ وَأَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا وَأُعْطِيَ سَيْفًا عَظِيمًا


حَمَل اللهِ هو رئيس السلام الذي أنكر ذاته وفضل أن يصلب على أن يهلك أعداءه بجماهير الملائكة، وهو لا يجبر أحدا بالقوة على اتباعه. أما الذئاب بطبيعتهم، غير التائبين، فيهلك بعضهم بعضاً.
أشار الرب إلى حارس العرش الثانِي أن يأمر الجالس على الفرس الأحمر كالنار بالخروج من خبائه. كان هذا الفارس حاملاً سيفاً عظيماً في يده ومستعدا لحصد الجماهير.

كانت ثمة حروب دَائِماً في ذاكرة العالم. ولكن التكنولوجيا الحديثة مكنت الدول الصناعية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر من استعباد معظم بلدان أسيا وأفريقيا. خدع روح تسلط المَسِيْح الدَّجَّال قادة المستعمرات المتكبرين في سباقهم على حكم العالم، فجعلهم يكبدون بعضهم بعضا خسائر فادحة في حربين عالميتين. تمزقت أجساد أكثر من مائة مليون نسمة في المشاحنة الفولاذية في هاتين الكارثتين العالميتين. فقد المواطنون في المستعمرات احترام سادتهم البيض وأصبحوا في عام 1962 كلهم مستقلين؛ وبذلك انتهت فرصة تبشير البيض باكرا بسبب روحهم القاتلة. وبعيدا عن ذلك، جوَّعت ثورة "لينين" المشتعلة والمكملة من "ستالين" في روسيا أكثر من 20 مليون نسمة أو أدخلتهم معسكرات الاعتقال.

بدأت الحروب البغيضة في الشرق الأوسط سنة 1923 عندما قسم الإنجليز منطقة انتدابهم إلى شرق الأردن والضفة الغربية. ومنذ ذلك الحين تتوالى موجات دموية من النزاعات فوق مناطق سكنية فلسطينية ويهودية. كان إنشاء دولة إسرائيل أحد الأحداث التي خلفتها ويلات الحربين العالميتين الماضيتين. يرزح خليط الشعوب التي لها طموحات مختلفة تحت وطأة البغضاء المعللة دينياً عند البعض والتي تسفر عن اتحاد ضد المَسِيْح. هناك لا تسود المغفرة والمحبّة والصّبر، بل الانتقام والشَّرِيْعَة والثأر.
الحرب في الشرق الأوسط هي في الواقع حرب حقوق مختلفة تصطدم بعضها ببعض بلا هوادة. يستند إنشاء إسرائيل سنة 1948 إلى حق الشعوب؛ ولكن الأصوليين يستندون إلى حق الوعد في الكتاب المقدس. ولهذا السبب لا يمكنهم، بصدد إرجاع الأرض، الدخول في حل وسط.
ينتظر أبناء العرب الذين يعيشون في فلسطين منذ 1350 سنة، من جهتهم، تنفيذ حقوق الإنسان. وتمنع الشَّرِيْعَة الإسلامية ساستها، تحت طائلة عقوبة الموت، من عقد سلام مع العدو اللدود.
تشبه الحرب في الشرق الأوسط الإعصار الذي يجر دَائِماً شعوبا أكثر في دوامته. الحرب حول أورشليم هي في مرحلتها الأولى.
تتربص خلف الشرق الأوسط أسلحة نووية وبيولوجية وكيميائية في أواخر حرب الثمانين سنة. وقيل إنَّ البعض يملك 300 رأس نووي؛ وأمَّا الآخرون فيحاولون أن يصنعوا أسلحة كيميائية وبيولوجيّة لمحو العدو. وليس عبثا يوزع البعض بدءا من عام 1998 على مواطنيهم أقنعة واقية من الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية.

تكفي الأسلحة النووية والبيولوجية والكيميائية المخزونة في العالم لمحو سكان الأرض مرات عديدة. يحاول الروح الشرير في الخلف أن يهيِّج الناس ضدّ بعضهم البعض ليحصد فيهم بسيفه الطويل. ينفخ الراكب على الفرس الأبيض مزمار السلام في وجه الأخطار الرابضة، فلا يدع موضوع السلام يختفي من جدول أعمال مؤتمرات رجال الدولة وقادة الكنائس، بل يوحي لهم أن يؤلفوا منظمات عالمية لكي يسيطروا على المشاكل الكونية المتفاقمة من جراء تزايد السكان. فمبادئ هذه المنظمات تتلألأ يوميّاً على شاشة تلفزيون المجتمعات التي تسودها الرفاهية: هيئة الأمم المتحدة UN، منظمة حلف شمال الأطلسيّ NATO، الوحدة الأوروبية، منظمة الدول المصدّرة للنفط OPEC، منظمة الوحدة الأفريقية OAU، جمعية أمم جنوب شرق أسيا ASEAN، الجامعة العربية؛ وثمة تجمُّعات تعمل في الخفاء ولا تكاد ُتذكَر كالماسونية، والحركات العلمية المَسِيْحِيّة، واللوبي الصهيوني في الخارج. يَستخدم المَسِيْح الدَّجَّال هذه المنظمات كلها كي يهيئ الطريق لحكمه العالمي. سينفذ الجالس على الفرس الأبيض، بمساعدة هذه المنظمات وباختصار، ما كان خفيا على لينين والخميني وغيرهما من الطغاة.

يتبع الجالس على الفرس الأبيض المحارب على الفرس الأحمر الناري، وهو يحتاج، لتحقيق هدفه ضد المَسِيْح، إلى حروب عالمية. قد تتحول الحرب على النفط إلى حرب على المياه، فاحتياطيّ الأرض من المواد الخام يكاد ينضب، والمواد الغذائية في البلدان المكتظة بالسكان قد ارتفعت أسعارها حتى لم يعد من السهل شراؤها، والفقراء يزدادون بؤسا، والجميع ينتظرون المنقذ، رئيس السلام، الذي يحكم بيد من حديد. وسيأتي هذا بعد خراب القوى العالمية المتبادل وسيطاً وحاكم سلام ومنقذاً يربط البشرية به.
الجالس على الفرس الأحمر الناري تابع مطيع للجالس على الفرس الأبيض. لقد أعطي له أن يأخذ السّلام من الأرض، وهو سيمهّد الطريق للمَسِيْح الدَّجَّال بتدمير البيوت والثقافات والحضارات وأخلاق الناس لحكم العالم.
وبهذا يستمر إزهاق حياة الأجنة التي لم ترَ النور بواسطة الإجهاض في جميع البلدان، حتى تجاوز عدد الأجنة المجهضة عدد ضحايا الحربين العالميتين. لقد كان يَسُوْع على حقّ حين تكلم عن جيل شرّير فاسق انفتح لروح الذي "كَانَ قَتَّالاً لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ".
يسمح الله بهذه التطوّرات لأن الإنسان لا يزال يؤمن بأنه صالح، ولا يريد أن يتوب. ينبغي أن يصل الإنسان المتوحش أوَّلاً إلى ملء الشر. ولهذا السبب لا يزال الفرسان يعدوان في العالم.

الصَّلَاة
أيُّها القدّوس الحقّ، يصرخ العالم "سلام، سلام". ولكن ليس سلاماً، بل تتدحرج الحروب على حروب، لأنّ السّلام أُخذ مِن العالم كلياً، ويقتتل الناس بدون شفقة. إملأ قلوبنا بسلامك، لكي نضمّد الجروح، ونعزّي اليائسين، حتَّى تأتي أنت، رئيس السّلام.
السُّؤَال
ماذا يجلب الفارس على فرسه الأحمر؟