Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
3- جمع المختارين من الأمم الذي لا يُعَدُّ أمام عرش الله وحَمَلِه
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 9- 17)
7:9بَعْدَ هَذَا نَظَرْتُ وَإِذَا جَمْعٌ كَثِيرٌ لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدٌ أَنْ يَعُدَّهُ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ وَالْقَبَائِلِ وَالشُّعُوبِ وَالأَلْسِنَةِ وَاقِفُونَ أَمَامَ الْعَرْشِ وَأَمَامَ الحمل مُتَسَرْبِلِينَ بِثِيَابٍ بِيضٍ وَفِي أَيْدِيهِمْ سَعَفُ النَّخْلِ10وَهُمْ يَصْرُخُونَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ قَائِلِينَ "الْخَلاَصُ لإِلَهِنَا الجَالِس عَلَى العَرْشِ وَلِلْحمل".


بعد أن حصل يوحنا فعلياً على الوعد بأنَّ العدد الكامل من أتباع المَسِيْح من بَنِي يَعْقُوْبَ يُختمون، فتح مَلاَك الرَّبِّ عينيه ليرى عجيبة أخرى. عدد كبير لا يستطيع أحد أن يعدَّه من الشهود اجتمع حول عرش الله وحمَله. اشتاقوا أن يروا ذاك الذي أخبره وتألموا لأجله.
الصَّلاة: نعظّمك يا ربّ، لأجل صبرك الطويل مع شعبك العنيد. وبقيت أميناً لهم رغم الدينونات الشديدة الساقطة عليهم، ليتوبوا. بل لم تتب إلاَّ نخبة قليلة مِن كلّ سبط (إثنا عشر ألفاً) الَّذين ينفتحون لروح حملك القدّوس. ساعدنا، لكي لا ندين هذا الشعب المتمرّد، بل ندين أنفسنا أوَّلاً، وشعوبنا الخاصّة، لكي لا تسقط علينا ذات الدينونات كما عليهم.

لتعريف هؤلاء المختارين ذكر للمرة الثانِية في رُؤْيَا يُوْحَنَّا العبارة "مِنْ
كُلِّ الأُمَمِ" (193)، وَالْقَبَائِلِ (12)، وَالشُّعُوبِ (11874)، وَالأَلْسِنَةِ (6578) المعروفين إلى هذا اليوم (رُؤْيَا يُوْحَنَّا 5: 9، 7: 9، 11: 9، 13: 7، 14، 17: 15). يُظهِر المدى العالمي لهذا التَّعبير سِرّ كنيسة يَسُوْع المَسِيْح في الأَيَّام الأخيرة. ينتشر الإِنْجِيْل بواسطة أفراد أو وسائل كالكتب والكاسيتات والراديو والتلفزيون والإِنْتِرْنِت بين جميع الجماعات الشعبية في أرضنا ( 6- 14). ولا يُستثنى إنسان من عرض خلاص إلهنا وحمَله. فيُتاح لكلِّ واحدٍ امتياز سماع الإِنْجِيْل، ليقبله أو يرفضه. إنَّ استراتجية التبشير العالمي هي في يدي حَمَل اللهِ الوديع الذي يُحقق ملكوته المتمم في الإيمان، في محبة وفي رجاء المرتبطين به.
لم تنحصر رُؤْيَا يُوْحَنَّا في أسْبَاط إِسْرَائِيْل الاِثْنَيْ عَشَر ومحيطه القريب في آسيا الصغرى بل شملت البشريَّة كلَّها. ومع أنَّ إلهنا يريد أن جميع الناس يخلصون، لا تتحقق أمنيته لأن ليس جميع الناس يريدون ما يريده الله. لا يريدون أن ينفتحوا على محبَّة الله ويسلموا ذواتهم له دون قيد أو شرط.
تسرّبل شهود الآب والابن بثياب العيد البيض علامةً على أنَّهم لم يكونوا بالطبيعة قدّيسين بلا خطيئة، بل بالنعمة وحدها تبرَّروا، وكعلامة لتبريرهم هذا حصلوا على ثياب الأبرار.
بالإضافة إلى ذلك يحمل شهود الحمَل سعف النخل الطويلة في أيديهم كعلامة لانتصارهم كما يُعطى الفائزون في الألعاب الرياضية. فكانوا الأفضل بين المدعوِّين وحصلوا على امتياز مقابلة أمام عرش الله. لم يصبحوا منتصرين بقوتهم الذاتية، بل اختبروا أن قوة المَسِيْح تكمل في ضعفاتنا ( 2 كُورنْثوْس 12: 9- 10).

الجماهير التي تصرَّفت جماعياً تصرف المجانين من روح هتلر ودعاية غوبلز نادت مئات المرات: "النَّصر والخلاص" "النصر هايل!" "النصر هايل!" ولكن لم يحدث نصر في النِّهاية، بل هزيمة كلية. لم يكن خلاص بل ويل، ويلٌ عالمي!
أما المنتصرون في قاعة عرش الله فعلى العكس، كانت ثمَّة عبارةٌ واحدة فقط على لسانهم. أرادوا أن يتفوّهوا باعتراف واحد فقط. أنكروا ذواتهم وأعطوا المجد للجالس على العرش والحَمل. نادوا بصوت واحدٍ عبارةً واحدة ذات فحوى عميق وسارٍ أبديّاً من اختبارهم الخاص: "الْخَلاَصُ لإِلَهِنَا الجَالِس عَلَى العَرْشِ وَلِلْحمل".
درس المختارون واقعية الخلاص في الكتاب المقدس وعرفوه وآمنوا به واختبروه وتألموا لأجله، والآن وقفوا كبرهان حيّ لقيامة القدّيسين أمام عرش القدير. كان وجودهم علامة لتحقيق الخلاص في الأناس المائتين. كانوا ثمرة آلام يَسُوْع. امتُحِنَ وجودهم في نار الاضطهاد. كان إيمانهم الغلبة التي غلبت العالم فيهم.

الصَّلَاة
نشكرك أيُّها الآب السماوي، ونعظّم حملك الوديع، لأنّ موته أتى بثمر يفوق كلّ عقل. فلم يستطع أحداً أن يعدّ عدد الَّذين يسجدون أمامك وأمام حملك. فما كان عندهم قول أو شهادة أخرى إلاَّ أن يصرخوا: الخلاص تحقّق منك أيُّها الجالس على العرش ومِن حملك. ونحن أيضاً نهتف بنفس العبارة، متهللين وحامدين.
السُّؤَال
ماذا يعني العدد (144 ألفاً) في هذا الفصل؟ رادوا أن يشكروه ويعبدوه لأنه هو أحبهم أوَّلاً وقدَّم نفسه ذبيحة لأجلهم. اكتب واحفظ غيباً خلاصة شهادة جماهير المؤمنين.