Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
البوق الرَّابِع: الكواكب تفقد نورها الوضَّاء
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 12)
8:12ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الرَّابِع فَضُرِبَ ثُلُثُ الشَّمْسِ وَثُلُثُ الْقَمَرِ وَثُلُثُ النُّجُومِ حَتَّى يُظْلِمَ ثُلُثُهُنَّ وَالنَّهَارُ لاَ يُضِيءُ ثُلُثُهُ وَاللَّيْلُ كَذَلِكَ.


أعلنت أبواق الدَّيْنُوْنَة الثالِثة السابقة خراب اليابسة جزئياً والبحار ومياه الشرب كتضييق لأماكن سكن البشر. والآن يرفع الرائي بصره نحو السماء لعلَّ الخلاص يأتي وكذلك المساعدة لكنائسه والبشرية جمعاء.
ولكن يوحنا فزع عندما سمع رئيس الملائكة الرَّابِع يبوق، لأنَّ الشمس والقمر والنجوم فقدت نورها الوضاء. لم تحدث ظلمة كلية كما كانت الأَرْض قبل الخلق خربة وخالية، بل أعتم ينبوع طاقة الشمس. ما عدا ذلك وُضع حجاب على ضوء النجوم حتى إنَّ ثلثي النور فقط أضاء. انسحبت بركة الله تاركة المسكونة تدريجياً كأنّها تريد أن تترك سلطة أكثر لرئيس هذا العالم.
تذكرنا هذه الدَّيْنُوْنَة على مجتمع ضدّ المَسِيْح بالضربة التاسعة ما قبل الأخيرة في مصر عندما أمر الربّ موسى أن يمدَّ يده نحو السماء حتى إنَّ ظلمة كلية غطت الأَرْض ثلاثة أيام (سفر الخروج 10: 21- 29) ولكن عند أَبْنَاء يَعْقُوْبَ أضاء النور في منازلهم. أمَّا فرعون فلم يتأثر بهذه المصيبة بل تقسّى قلبه أكثر فأكثر ضد مشيئة الله.
تُظهِر هاتان الإشارتان أنّ لأتباع المَسِيْح يضيء نور حتى في أحلك ظلمة، بينما تقع القوى الملحدة دَائِماً أكثر فأكثر بين يدَي الظلمة. يستطيع المَسِيْحِيّون تحت كلّ ضغط وضيق أن يرنموا أنّ المسيح هو شمس البر ّونور العالم.

ثمَّة تفسير آخر لموجة الدَّيْنُوْنَة الرَّابِعة يقدّم الخطر المذكور عند سقوط المذنَّب الذي يقذف بكميات كبيرةٍ من التراب والغبار والحجارة في الجوّ حتى إنَّه يحجب لأيام وسنين 30% من ضوء الشمس والقمر والنجوم. ربما كانت أزمنة الجليد التي جاءت فجأة أو موت الديناصورات نتيجة كارثة كونية كهذه على أرضنا. عندما تبوق الأَبْوَاق لن يتضرر الإنْسَان والحيوان بعد، بل مكان سكنه، وعندئذٍ لن يفيد الإنسان رتبته ولا جاهه.
يهرب الملوك والخدام إلى الكهوف وشقوق الجبال، ولكن دينونة غضب الحمَل الحتمية لا مفرّ منها (إِشَعْيَاء 24: 21- 23، يوئيل 2: 1- 13، 3: 1- 4، متى 24: 29، رُؤْيَا يُوْحَنَّا 6: 12- 17).
لا تشاء هذه النبوات المسبقة من العَهْدين القَدِيْم والجَدِيْد أن تلفت أبصارنا أوَّلاً إلى الخراب الكوني في الكون أو تدمير أحياء سكن الإنْسَان، بل إلى مجيء الربّ يَسُوْع في المجد. ينبغي أن نقرأ رُؤْيَا يُوْحَنَّا دَائِماً مِن النهاية، مِن هدف يسوع، مِن انتصاره.

الصَّلَاة
يا ربّ، إذا فقدت الشمس ثلث بهائها، والقمر أضاع ثلث نوره، وخسرت النجوم بعضاً مِن تلألئها، لأجل ذنوب البشر وظلماتهم، فلا تتركنا، ولا تطفئ نار محبّتك فينا، بل اجعل إنجيلك منارة مشعّة في ظلمة دنيانا، حتَّى يدرك الظالمون، أنّ حمل الله هو نور الحياة الوحيد.
السُّؤَال
ما هي الكوارث الممكنة الَّتي تسبّب إخماد ثلث أضواء الكواكب؟