Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
2- دينونة الأَبْوَاق السبعة
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 8: 7- 9: 21)
8:7فَبَوَّقَ الْمَلاَكُ الأَوَّلُ فَحَدَثَ بَرَدٌ وَنَارٌ مَخْلُوطَانِ بِدَمٍ وَأُلْقِيَا إِلَى الأَرْض فَاحْتَرَقَ ثُلُثُ الأَشْجَارِ وَاحْتَرَقَ كُلُّ عُشْبٍ أَخْضَرَ.

تجلب نفخة البوق الأول معها قصاصاً يُشبه الضربة السابقة في مصر (سفر الخروج 9: 18- 35). أنزل فرعون نسل يعقوب إلى منزلة العبيد واستغلهم أبشع استغلالٍ. وكانت الضربات المتزايدة من الله على فرعون تقصد إرغامه على ترك الشعب المستعبد لعبادة الله في البرية. وتشبه هذه الحالة كنيسة يَسُوْع المَسِيْح في نهاية الزمن التي يُضغَط عليها وتُضطهد في إنْدُوْنِيْسْيَا وفي الهند وفي نيجيريا حيث تحرق المئات من الكنائس. وتستقبل السجون أتباع المَسِيْح النشيطين في الصين، ومئات الألوف من المَسِيْحِيّين في السودان الغربي الجنوبي، حتَّى إنَّ إمكانيَّة تأثير المَسِيْحِيّة على المجتمعات الملحدة آخذةٌ في التَّناقص في الدول الصناعية. لكن الرب المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ يتألم مع كنائسه المضطهدة كما سأل شاول: "شَاوُلُ, شَاوُلُ, لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟" (أَعْمَال الرُّسُلِ 9: 4). من يضغط على كنيسة يَسُوْع أو يضرها يمس حدقة عين الرب. فإنذاراته وقصاصه لا تدع الناس تنتظرها طويلاً.
رَأَى يُوْحَنَّا في الرُّؤْيَا بَرَداً غزيراً ينزل من السماء مخلوطاً بنار وقد تسبب بضحايا كثيرة. وتفسيراً لهذه الرُّؤْيَا يفكر البعض بانفجار بركان كراكاتو في إنْدُوْنِيْسْيَا عندما انفجر جبل الجزيرة عام 1883 وسقطت كميات من البحر في فوهة النار المفتوحة فارتفع غبار الجمر وسحاب البخار إلى طبقات الهواء العليا وغطَّيا الشمس لعدة أسابيع. تسببت كميات من الحمم البركانية بأمواج مهلكة ارتفاعها 20- 30 متراً دارت عدة مرات حول الكرة الأَرْضية، ولقي أكثر من ثلاثين ألف نسمة حتفهم في لحظات.
يفكر مفسرون آخرون بليالي القنابل في ملاجئ الحماية عندما كانت أسرابٌ من الطائرات تقذف مئات القنابل الفوسفوريَّة المحرقة على أماكن السكن المكتظة بالسكان، فتمحي في دقائق معدودة أحياء بكاملها. وبات بالإمكان حرق مدن بكاملها. وحدث في بعض المدن المحروقة أن بعض الناس الهاربين التصقوا بالإسفلت السائل من النار فاحترقوا كمشاعل حية.
أهلكت القنبلة الذرية التي أُلقيت على هيروشيما في لحظة واحدة أكثر من 100000 نفس، وحوَّلت المدينة الكبيرة إلى مدينة أشباح. وفي حرب فيتنام ألقى المهاجمون من الجو سموماً على بعض الغابات فذبلت أوراقها وسقطت، لكي يروا مخيمات الأعداء. واليوم نجد صواريخ عابرة للقارَّات تصيب الهدف في بلدان متعددة حتى بمساحة متر.
يمكن أن تأتي كارثة كونية من سقوط نجم مذنب قد ينفجر عند دخوله أجواء الأَرْض وتتكون منه أمطار من الحجارة الملتهبة تتساقط فوق مناطق شاسعة من أرضنا.
أصبحت رؤى يوحنا محتملة اليوم. أصبح وقت دينونة الأَبْوَاق على الأبواب.
تصاب اليابسة في القارات وأحياء سكن الناس بضرر أليم بواسطة بوق الدَّيْنُوْنَة الأوَّل. لكن ثلث الأَرْض المصاب مع غاباته لا يحترق كلياً بل يلفح " فقط". أما الحشيش والحنطة فتحترق في ومضة عين. لا تبقى زهرة. كان يَسُوْع يطلب منا أن نقف ونتأمل الأزهار لنمجد الخالق على عجائبه (متى 6: 28- 33). ولكن لا وقت لدينا بعد لتأمُّل الله وجمال خليقته، بل أصبح العمل والمال والإجازة أهمَّ من أيَّ شيءٍ آخَر. ولكنه الآن قد بدأ يهزّ أسس كيان الناس لكي يتعقلوا ويرجعوا إلى التأمل والرجوع إلى ربهم. ولكنْ مَن يدرك علامات الوقت ويتَّعظ بها؟

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ العادل، نتأسف للإلحاد النامي في أيامنا، ولقتل شهودك الأمناء، فتسمح بأن تحترق الملايين مِن الأشجار، وتسقط قنابل كالبرََد ممحيّة مدناً بكاملها. سامحنا إن لم نبال بالملحدين والمعذبين، ولا نتعب كثيراً ليحصلوا على إنجيل قوّتك وسلامك الرُّوحي.
السُّؤَال
ماذا يقصد الله بدينوناته على البشر؟