Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
البوق الخامس: غزو الجراد
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 1- 11)
9:1ثُمَّ بَوَّقَ الْمَلاَكُ الْخَامِسُ فَرَأَيْتُ كَوْكَبًا قَدْ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْض وَأُعْطِيَ مِفْتَاحَ بِئْرِ الْهَاوِيَةِ.2فَفَتَحَ بِئْرَ الْهَاوِيَةِ فَصَعِدَ دُخَانٌ مِنَ الْبِئْرِ كَدُخَانِ أَتُونٍ عَظِيمٍ فَأَظْلَمَتِ الشَّمْسُ وَالْجَوُّ مِنْ دُخَانِ الْبِئْرِ.

لما نفخ ملاك البوق الخامس في بوقه بصوت مدوّ سقط كوكب من السماء إلى الأَرْض. لم يشعّ بمجد، بل انطفأ واحترق.
نقرأ في الأَصْحَاحات 1: 16- 3: 22 مِن رُؤْيَا يُوْحَنَّا عن سبعة كواكب، استراحَت في يد المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. وهذه الكواكب ترمز إلى رعاة الكنائس السبعة في آسيا الصُّغرى. كان من جملتهم رعاة بارزون ومعروفون في كنائسهم لكنهم كانوا فاشلين ومنطفئين ووعاظاً تائهين.
ولكنَّنا نقرأ في الأَصْحَاح 9: 1 عن سقوط ملاك ذي سلطان إلى أرضنا. ويشير سقوطه إلى دينونة سابقة في السماء. كان على الملاك الساقط أن يخرّب نفسه والآخَرين. وسقوط هذا الملاك لا يرمز إلى سقوط الشيطان من السماء إلى الأَرْض كما رآه يَسُوْع سابقاً (لوقا 10: 18- 20)، ولا يرمز إلى طرد الشيطان من السماء بواسطة ميخائيل رئيس الملائكة وجيشه (رُؤْيَا يُوْحَنَّا 12: 7- 9)، بل تتعلق مسألة هذا الملاك الساقط بتمهيد طريق رئيس هذا العالم الذي كُشِفَ بواسطة ختم 144000 من أسْبَاط بَنِي يَعْقُوْبَ وبواسطة صراخ إيمان الجمهور الكثير الذي لا يُعَدّ من الشهداء أمام عرش الله وحمله. يُكشَف في السماء وعلى الأَرْض الكثير مِن الأرواح ضدّ المَسِيْح ويتمُّ التغلب عليها. يَسُوْع هو المنتصر! لا يقدر روح نجس أن يعارض على الدَّوام روحه القدّوس وكلمته الفعّالة.

حمل الملاك الساقط في يده مفتاح الهاوية. إلى هذا الحدّ لم يكن لجيش الشياطين وإبليس حقّ الانقضاض بلا قيد أو شرط على سكان الأَرْض. ولكن لما سقط الكوكب من السماء إلى الملحدين على الأَرْض أخذ الملاك المفتاح وبه أصبح له الحقّ والسلطان بأن يفتح بئر الهاوية.
ربما رَأَى يُوْحَنَّا عند فتح بئر الهاوية المفزع شيئاً كبركان منطفئ وبغتة صار حياً، دخَّن وانفجر وملأ الهواء كلَّه بسحب وقطع حجارة وغازات سامَّة. كلّ ما يقف في طريق الانفجار يدمّر. لقد قدَّمَت انفجارات كراكاتو في إنْدُوْنِيْسْيَا أو جبل هيلانة في جبال روكي في الولايات المتحدة الأميركية صوراً فوتوغرافية لكوارث بعيدة المدى كهذه. مَن يريد أن يفسر هذه الرؤية روحياً يقدر أن يعرف أنَّ جماهير من الشياطين يُطلق سَراحها على سكان العالم فجأة بواسطة تطور تاريخي. إنَّ الوسائل الحديثة بالصحف والمجلات والراديو والتلفزيون والفيديو والكاسيتات والإِنْتِرْنِت تملاً منذ عشرات السنين البيوت والعقول بالأقذار التي لا يصدقها العقل مع الإلحاد والتجارب والإثارة الجنسيَّة وأعمال العنف التي تصل إلى الكبير والصغير والتي كانت قبلاً مقتصرة على حلقات الإلحاد ودوائر العلم بالغيب وهذه كلُّها تُعرَض اليوم بلا خجل وبفظاعة على شاشة التلفزيون في جميع المساكن والطائرات والمدارس وقاعات العمل. تقدم هذه الوسائل أحياناً برامج جيدة وأخباراً مُهمة، ولكن نادراً ما نسمع أو نشاهد شيئاً عن الله وحمَله، عن غضبه ومحبته، عن شريعته وإنجيله. لقد تحوَّلت التغذية الروحية الضئيلة من أرواح وسائل الإعلان منذ عهدٍ طويلٍ إلى هُزال روحي خطيرٍ حتى ضعفت مناعة الأفراد والشعوب ضدَّ الخطيئة والجريمة. الهواء الروحي في عالمنا ملَّوث بالوباء. شمس يَسُوْع المَسِيْح أعتمت إلى حدٍ ما. ينبغي للمسؤولين عن هذه الوسائل أن يتوبوا بأسرع ما يمكن وإلا فإنَّهم يصبحون مساعدين للملاك الساقط من السماء.