Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
غزو الجراد
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 3- 6)
9:3وَمِنَ الدُّخَانِ خَرَجَ جَرَادٌ عَلَى الأَرْض فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا كَمَا لِعَقَارِبِ الأَرْض سُلْطَانٌ.4وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْض وَلاَ شَيْئًا أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا إِلاَّ النَّاسَ فَقَطِ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ خَتْمُ اللهِ عَلَى جِبَاهِهِمْ.5وَأُعْطِيَ أَنْ لاَ يَقْتُلَهُمْ بَلْ أَنْ يَتَعَذَّبُوا خَمْسَةَ أَشْهُرٍ. وَعَذَابُهُ كَعَذَابِ عَقْرَبٍ إِذَا لَدَغَ إِنْسَانًا.6وَفِي تِلْكَ الأَيَّام سَيَطْلُبُ النَّاسُ الْمَوْتَ وَلاَ يَجِدُونَهُ وَيَرْغَبُونَ أَنْ يَمُوتُوا فَيَهْرُبُ الْمَوْتُ مِنْهُمْ.


تحوَّل الدخان الذي يملأ الهواء كلّه في رؤيا الناظر إلى أسرابٍ مِن الجراد الذي لا تُعَدُّ غطَّت الأَرْض كلَّها. ألحق موسى بفرعون دينونة من هذا النوع قصاصاً كضربة ثامنة من الله (سفر الخروج 10: 1- 19).
ولكن في رُؤْيَا يُوْحَنَّا لا يظهر الجراد كجراد حقيقي لا تستطيع صغاره أن تطير، بل هو يزحف دَائِماً باستمرار ويقضم كلّ ما هو أخضر. يظهر الجراد في رُؤْيَا يُوْحَنَّا كأرواح معذبة بمهمَّة محدودة. ليس لها الحقّ ولا القدرة على أن تُحلِق ضرراً بأتباع المَسِيْح إذا كانوا يحملون ختم الرُّوْح القدُس بطريقة غير منظورة على جباههم. أما المبتدئون في الإيمان الذين يسمون بالحشيش وليس الذين أثبتوا بأنهم ثابتون في الاضطهاد الذين يظهرون كالشجر فليسوا في خطر الهلاك في هجوم الجماهير الشيطانية (رُؤْيَا يُوْحَنَّا 3: 10، 9: 4). إنَّهم يعيشون في روح الحقّ وفي محبة الله ويبقون محميّين في يد راعيهم الصالح (يوحنا 10: 27- 30) فلا يجد العدو الشرير سلطة عليهم (رُؤْيَا يُوْحَنَّا 7: 2- 8). دهن بنو يَعْقُوْبَ المستعبَدون في مصر آنذاك العتبة العليا وقوائم أبواب بيوتهم بدم حمل الفصح لكي يعبر الملاك المهلك عنهم (سفر الخروج 12: 1- 51). لم يكن بَنُو يَعْقُوْبَ أفضل من المصريين، ولكنَّهم وضعوا أنفسهم وعائلاتهم تحت دم الحمل وبقوا لهذا السبب محميّين من غضب الله. وتُثبِت اليوم في عصر كنيسة يَسُوْع نعمة حَمَل اللهِ مرَّة أخرى كفاءَتها كقوّة حامية. الذي يثبت " في المَسِيْح" يعيش في ملجأ روحي ضدّ أحكام دينونة غضب الله. ولكن الناس البعيدين عن المَسِيْح في رُؤْيَا يُوْحَنَّا مسلمون لأرواح الجحيم الشبيهة بالجراد، لأنهم فضلوا برّهم الذاتي الوهميّ على برّ ابن الله. أمَّا نعمة حَمَل اللهِ المجانية فلا تزال مفتوحة لهم. على معارضي المَسِيْح أن يتحملوا ضربات الجحيم في الجسد والنفس والروح ولكن لا يطُفأون أو يهلكون. لا تزال فرصة التَّوبة في آخر ساعة مفتوحة لهم.
يشبه العذاب الذي يتحمله غير المولودين ثانية في شدّته الآلام التي تسبّبها لدغة العقرب. يسبِّب بعض أنواع العقارب في الشرق الأدنى بلدغته آلاماً جنونية في الجهاز العصبيّ تدوم 24 ساعة أو أكثر عند البالغين وقد تؤدِّي إلى الموت عند الأطفال والحيوانات الصغيرة؛ حتى الأحصنة تفزع من العقارب الخبيثة. فهذه عندما تشعر بالخطر تحني ذنبها فوق الظَّهر والرأس إلى الأمام لكي تلدغ من الأمام!
لا نعلم أي نوع من العذاب والآلام واليأس سيقاسيه الناس البعيدون عن المَسِيْح من جيش الشياطين المقتحمين. ربّما هو في بادئ الأمر الخوف من الهرب والحرب والموت، أو تحمل نتائج خطاياهم مع الإيدز والسِفلس. وربما تهتزُّ أعصابهم لأجل تعاطي المخدرات. ثم يتزايد في أيامنا الخوف من الشياطين كما قال أحد الشعراء:" الأرواح التي استدعيتها لن أتخلَّص منها" ويتألَّم بعض الذين تعاونوا مع الأرواح من الكآبة ويظنون أنَّهم يُخنقون أو يغتصبون. مَن سمع مرة صراخ هؤلاء المعذبين لن ينسَى يأسهم المرعب العميق. ويحاول البعض أن ينتحروا، ولكنهم لا يقدرون حسب رُؤْيَا يُوْحَنَّا لأنَّ عذابهم لا يدوم 24 ساعة فقط كما عند لدْغ العقرب بل خمسة أشهر ولا مفر منها. ولكن يتضمن هذا العذاب بعض التعزية: فمَن يهرب إلى يَسُوْع ويرفض خطاياه ويترك شركة ضدّ المَسِيْح يتحرر من شياطينه: "إن حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً" (يوحنا 8: 36).

الصَّلَاة
أيُّها الآب الرحيم، نرتعب مِن إعلانك، أنّ ملاكاً ساقطاً يفتح بلعوم الهاوية، وتتصاعد منه جماهير مِن أبالسة نجسة إلى دنيانا. احفظنا من أكاذيبهم وحيلهم، وساعدنا حتَّى نطفئ شاشة التلفزة، حالما يبشّرون بالتجارب الجنسية أو المالية أو الأبّهة.
السُّؤَال
هل اختبرت مكاناً فيه الجو ممتلئ بالأرواح المضادة لروح المسيح؟