Skip to content

Commentaries
Arabic
رؤيا يوحنا
  
جيوش الشياطين في الهجوم
(رُؤْيَا يُوْحَنَّا 9: 7- 11)
9:7وَشَكْلُ الْجَرَادِ شِبْهُ خَيْلٍ مُهَيَّأَةٍ لِلْحَرْبِ وَعَلَى رُؤُوسِهَا كَأَكَالِيلَ شِبْهِ الذَّهَبِ وَوُجُوهُهَا كَوُجُوهِ النَّاسِ.8وَكَانَ لَهَا شَعْرٌ كَشَعْرِ النِّسَاءِ وَكَانَتْ أَسْنَانُهَا كَأَسْنَانِ الأُسُودِ.9وَكَانَ لَهَا دُرُوعٌ كَدُرُوعٍ مِنْ حَدِيدٍ وَصَوْتُ أَجْنِحَتِهَا كَصَوْتِ مَرْكَبَاتِ خَيْلٍ كَثِيرَةٍ تَجْرِي إِلَى قِتَالٍ.10وَلَهَا أَذْنَابٌ شِبْهُ الْعَقَارِبِ وَكَانَتْ فِي أَذْنَابِهَا حُمَاتٌ وَسُلْطَانُهَا أَنْ تُؤْذِيَ النَّاسَ خَمْسَةَ أَشْهُرٍ.11وَلَهَا مَلاَكُ الْهَاوِيَةِ مَلِكًا عَلَيْهَا اسْمُهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ أَبَدُّونُ وَلَهُ بِالْيُونَانِيَّةِ اسْمُ أَبُولِّيُّونَ.


تتضمَّن الفقرة عن هجوم الجراد الحرف "ك" بمعنى "مثل" تسع مرَّاتٍ والكلمة "شبه" ثلاث مرَّاتٍ. هنا يحاول الراعي أن يفسر حقائق روحية عملياً بأمثلة.
تظهر الكائنات الحية كجراد وليس كأفراد، فتسقط كأفواج جماعية كالهُون والمغول على أحصنتهم البرية الصغيرة. يحمل الفرسان على "أحصنة الهشيم" أكاليل النصر ليتظاهروا بشِعارهم: النصر أو الموت. لا يقصّ شعرهم كما حصل لشمشون لأنَّه رمز سلطانهم (القضاة 16: 17- 22). يظهر الرجال كالنساء والعكس بالعكس. يفتحون أفواههم بوحشية حتى تظهر أنيابهم كما عند مصاصي الدماء. يحمل كل واحد منهم درعاً كعلامة على أنَّه منيع. تطقطق أجنحتهم الرفيعة كمحرِّك الهليكوبتر أو تصلصل كجنازير الدبابات الحربيَّة. تركب طائراتهم على شعاع نار التسيير بالنفث. يُطلقون صواريخ تدار بأشعَّة اللايزر بأذناب ناريَّةٍ تُوجَّه بالأقمار الاصطناعيَّة من بُعد بعيد نحو أهدافها. ربما رَأَى يُوْحَنَّا في رؤياه قبل 2000 سنة حرباً عالمية حديثة وحاول أن يصفها بأمثلةٍ من محيطه. مَن يقارن تفاصيل رؤياه بسلاح تكنولوجيا الحرب اليوم يقدر أن يرى جيوشاً جرَّارةً لا تعَدّ مجهَّزة بدبابات وطائرات وصواريخ تنطلق مسرعة نحو البشرية.
يريد هجوم الجراد أن يرينا أوَّلاً أنَّ ملاك الدَّيْنُوْنَة يحذرنا من هجوم الشياطين على عالمنا. بدأت المعركة حول سلطان أرضنا منذ أن نازع يَسُوْع شياطين العدوّ الشرير القَدِيْم. يضع الشيطان كلّ تجاربه وسلاحه تحت تصرّفه لكي يدّمر بقايا حضارة مَسِيْحِيّة ونظام إلهيّ. يريد أن يبني نظاماً عالمياً جديداً على مبادئ وقوانين شيطانية. للمحاربين المشابهين للجراد هدف واحد وهو بناء ملكوت الشيطان تحت شعار: التَّحرر من الله، والمساواة في الخطيئة، والأخوَّة في رفض ابن الله المصلوب.
ولبلوغ هذا الهدف يريدون أن يتغلغلوا ويؤثروا شيطانياً في جميع مجالات الحياة، في السياسة والاقتصاد والمدرسة والكنيسة والعائلة ووقت الفراغ والمجتمع. آداب عالميَّة مموَّهة بالإنْسَانيَّة تجعل حكم الشرير ضدّ المَسِيْح وضدّ الله مقبولاً. إنّ معركة الجحيم ضدّ الله وحمله هي على قدمٍ وساق (أَفَسُس 6: 10- 20). هل ما زلنا نائمين كبطرس وأَنْدَرَاوُس ويوحنا في بستان جثسيماني، أم إنَّنا نشترك في جهاد يَسُوْع بالإيمان والمحبة والرجاء والصلاة المستمرة (متى 26: 40- 41)؟
سمع الناظر في رؤيا البوق الخامس اسم قائد الجيش الشيطاني وكشفه في لغتين من غير لُبسٍ أو إبهام. اسمه بالعبرانية "أبدّون" وفي اليونانية "أبوليون". ومعناه واحدٌ في اللُّغتين: المُفسِد! هذا رئيس الشياطين يأتي أوَّلاً كحمل ومساعد البشرية، ولكنه في الداخل ذئب مفترس، كذاب ومجرم كأبيه الروحيّ، الشرير بنفسه. رأى مفسرون كثيرون قبل مئتي سنة في نابليون تجسيم أبليون لأنَّ اسمه شبيه باسم ملاك الظلمة.
أراد يوحنا بإبراز الاسم المزدوج لملك الشياطين أن يُعلم أعضاء كنيسته من اليهود واليونانيين: متى أتى سيد دنيا المجرمين، لا تثِقوا به! اعرفوه في حينه. إنَّه يقدر أن يشنَّ حروباً لحماية العالم. ولكنه أخيراً يريد هلاككم. هذا الملاك من دنيا المجرمين هو الملك ومالك وسيد جميع الشياطين. ينبغي أن يظهر شخصياً ليكتسح بكلّ حيلته وسلطانه حتَّى يغلبه حَمَل اللهِ نهائياً ويهلكه. يرى بعض المفسرين في رئيس دنيا المجرمين المَسِيْح الكذاب. فدينونة الأَبْوَاق تهيؤ لظهوره (رُؤْيَا يُوْحَنَّا 11: 7- 8، 13: 1- 2، 17: 8).
ونجد في نداء الويل الأول في رُؤْيَا يُوْحَنَّا الإشارة المزدوجة إلى أنَّ أسراب الجراد في بادئ الأمر تطوّق الأَرْض كلَّها (9: 1- 3). ولكن أخيراً تركّز على المختومين من أسْبَاط يعقوب داخل الأراضي المقدّسة وخارجها (7: 1- 8، 9: 4). هؤلاء هم كأتباع المَسِيْح المختومين من الشعوب بروح الحقّ ومعرفة ابن الله (يوحنا 14: 17، 16: 13، 1كُورنْثوْس 12: 3، 2 كُورنْثوْس 1: 22، أَفَسُس 1: 13). يحملون برَّه وحياته فيهم (يوحنا 5: 24، 11: 25- 26، رومية 5: 1 ومواضع أخرى). هم جميعهم محفوظون بنعمة يَسُوْع الواقية في ساعة التجربة (رُؤْيَا يُوْحَنَّا 3: 10- 11). فيهم يتحقّق وعد رومية 5: 1- 5، بينما تتلوّى بقية الشعوب في عذاب مفزع كمن لدغتها العقارب.

الصَّلَاة
أيُّها الآب السماوي، نشكرك أنّ الحربين العالميتين الأولى والثانية لم تقو على كنيستك، ولا على المؤمنين المختومين. احفظنا أمناء في المسيح، حتَّى نثبت فيه، وهو فينا. لكي لا يجد إبليس سلطة فينا، بل نسلك بقيادة الرُّوح القدس، حتَّى في الحروب العالمية المقبلة علينا.
السُّؤَال
كيف نحتفظ وسط التّجارب والهجمات والعذابات في المستقبل؟