Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
3- التَّلاَمِيْذ السِّتَّة الأوائِل
(يُوْحَنَّا 1: 35- 51)
1:35وَفِي الْغَدِ أَيْضاً كَانَ يُوْحَنَّا وَاقِفاً هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ.36فَنَظَرَ إِلَى يَسُوع مَاشِياً فَقَالَ هُوَذَا حَمَل الله.37فَسَمِعَهُ التِّلْمِيذَانِ يَتَكَلَّمُ فَتَبِعَا يَسُوع.38فَالْتَفَتَ يَسُوع وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ فَقَالَ لَهُمَا مَاذَا تَطْلُبَانِ. فَقَالاَ رَبِّي الَّذِي تَفْسِيرُهُ يَا مُعَلِّمُ أَيْنَ تَمْكُثُ.39فَقَالَ لَهُمَا تَعَالَيَا وَانْظُرَا. فَأَتَيَا وَنَظَرَا أَيْنَ كَانَ يَمْكُثُ وَمَكَثَا عِنْدَهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ. وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ الْعَاشِرَةِ.


المَسِيْح هو كلمة الله المتجسِّد، الله بالذَّات، الحياة بنفسها، مصدر النُّور. هكذا وصفه الإِنْجِيْليُّ يُوْحَنَّا في الأساس والجوهَر. ووصَف أيضاً خدمة يَسُوع وأَعْمَاله. فهو الخالق وضابط الكُلِّ. وزوَّدنا بمعرفةٍ جديدةٍ عن الله كأبٍ رحيمٍ. وهو يُردِّد قائلاً: "هُوَذَا حَمَل الله" ليختصر جميع صفات يَسُوع في هذا الشِّعار. ففي الآية 14 يصف جوهر المَسِيْح ومصدره، بينما في الآيتَين 29 و33 يصف غاية المَسِيْح في الخدمة.
أصبح المَسِيْح إنساناً لِيُذبَح قُرباناً لله الَّذي بذل ابنه ليحتمل خطيئتنا ويُحرِّرنا مِن الدَّيْنُونَة. لقد رغب الله في هذه الذَّبيحَة، فمنحها وباركها وقَبِلَها، كما قال بولس: "إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيْح مُصَالِِحًا الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ وَوَاضِعًا فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ."
ليس من السَّهل لجيلنا أن يفهم العبارة "حَمَل الله"، لأنَّنا لا نذبح حيواناتٍ تكفيراً عن خطيئتنا. ولكنَّ الخبير في نظام ذبائح العهد القديم يُدرك المبدأ الإلهي أنَّه بدون سفك دم لا تحصل مغفرة. والأمر الغريب هو أنَّ الله لا يعاقبنا على خطايانا بسفك دمائنا نحن، بل يبذل ابنه لهذه الغاية. لقد مات القُدُّوْس لأجل أمثالنا مِن العُصاة. ذُبح ابن الله لأجل خطايا المُذنبين كي يجعلهم أبناءً أبراراً للآب السَّماوي. فلنعبد الآب ونُعظِّمه مع الابن والرُّوْح القُدُس الَّذي فدانا.
لم يُدرك التِّلميذان توّاً عُمقَ المعنى في العبارة "حَمَل الله". ولكنَّهما حين شاهدا كيف نظر المَعْمَدَان إلى حَمَل الله، أرادا هما أيضاًَ أن يَعرفا يَسُوع الذي قيل عنه إنَّه الرَّبّ، ديَّان العالم، وفي الوقت نفسه الذَّبيحة عن البشريَّة. دارَت هذه الأفكارُ في رأسَي التِّلميذَين وهما يُصغيان باهتمامٍ. لم يخطف يَسُوع تلاميذ يُوْحَنَّا، بل إنَّ المَعْمَدَان هو الَّذي قادهم إلى يَسُوع، فَقَبِلَ التَّلاَمِيْذ هذا الوَلاء الجديد.
شعر يَسُوع بشوق التِّلميذَين وعرف قصدهما. وهما رأيا في يَسُوع المَحَبَّة والنِّعمة، وسمعا كلمات يَسُوع الأولى في هذا الإِنْجِيْل: "مَاذَا تَطْلُبَانِ؟" لم يصبّ الرَّب عليهما تعاليم مُرهِقة، بل منحهما فرصة التَّكلّم بصراحةٍ.
فماذا تطلب أنت يا أخي؟ ما هو هدف حياتك؟ هل تريد يَسُوع؟ هل ستتبع الحَمَل؟ اهتمّ بدرس الحقائق العظمى أكثر مِن الاستعداد لامتحاناتك المدرسيَّة.
طلب التِّلميذان إلى يَسُوع السَّماح لهما بمرافقته إلى بيته. كانت تساؤلات قلبيهما أنبل وأرفع مِن أن تُناقَش على الطَّريق حيث يُمكن أن يَصرفهما عنه ضجيج المارَّة. فقال لهما يَسُوع: "تَعَالَيَا وَانْظُرَا". لم يَقُل: "تعاليا وادرُسا معي"، بل "افتحا أعيُنكما، فترَيا شخصيَّتي الحَقِيْقِيّة، وأَعْمَالي، وقُدرتي، وتُدركا صورة الله الجديدة". إنَّ مَن يقترب مِن المَسِيْح ينَل رؤيةً مجدَّدةً للعالم، ويرَ الله كما هو. فرؤية يَسُوع تقلب نُظُمَنا الفكريَّة، وهو يُصبح محور تفكيرنا وهدف آمالنا. فتعال وانظُرْ كما فعَل التِّلميذان واعترفا بعدئذٍ قائلين مع الرُّسُل: "رَأَيْنَا مَجْدَهُ مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً".
بقي التِّلميذان يوماً كاملاً مع يَسُوع. ما أجمل ساعات النِّعمة! وقد شهد البشير، وهو أحد التِّلميذَين، أنَّ إحدى ساعات ذلك اليوم المبارَك كانت حاسمةً في حياته. كانت تلك الساعة الثَّالِثة. ففيها أدرك يُوْحَنَّا البشير حقيقة يَسُوع بوحي الرُّوْح القُدُس، لأنَّ ربَّه قَبِل إيمانَه، ومنحه البِرَّ واليقين أنَّ يَسُوع هو المَسِيْح الموعود. فهل أضاء نور المَسِيْح في ظلام نفسك؟ وهل تتبعه في كلٍّ حِيْنٍ؟

الصَّلَاة
نُعظِّمك ونُسبِّحك يا حَمَل الله القُدُّوْس. لقد رفعتَ خَطِيئة العالم، مصالحاً إيَّانا مع الله. لا تَرفضْنا، بل اسمح لنا بأن نتبعك. اغفر آثامَنا، وأعلِن جلالك كي نخدمك بإخلاصٍ.
السُّؤَال
لماذا تَبع التِّلميذان يَسُوع؟