Skip to content

Tuesday - March 19, 2024
  
Weekly Devotion

وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزاً وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ: خُذُوا كُلُوا، هَذَا هُوَ جَسَدِي. (مرقس 14 :22)

حينما أمر الله ابراهيم ان يُقدِّم ابنه ذبيحة له، دخل خوفاً وحزناً عظيما إلى قلب ابراهيم. ولكن رغم هذا الخوف والحزن، قام ابراهيم من مكانه وعمل كما أمره الله. فكان مطيعًا لله ومحبّاً له من كل قلبه ومن كل نفسه ومن كل قدرته، اذ أنه أعطى الله موقفا في قلبه اكبر من محبته لإبن شيخوخته. وكما نعلم، بارك الله هذا الإيمان القوي وردّ الى إبراهيم حياة ابنه بواسطة ذبيحة كبش الفداء. فكان فرح ابراهيم عظيماً برحمة الله وبره.

هكذا ايضا قدّم الرّب يسوع حياته لإرادة الله وعدالته. فرغم أنه كان طاهر القلب وقدوس وصالح في أعماله فإنه لم يهرب من مكيدة البشر، بل وضع نفسه بين يدي الله واثقاً بأن الذي أرسله قادرٌ أن ينجيه من أعداءه حتى الموت. فلمّا رفعوا الرّب يسوع على الصليب بارك الله أمانته وجعل تضحيته هذه كفّارة مثل كبش الفداء الذي أرسله لإبراهيم. فبواسطة صلب يسوع المسيح أعطى الله للمؤمنين بإنجيله حق الفداء من الموت الأكيد والعذاب المرير مثل ابن إبراهيم.

وقبل ان يسلّموه للموت تنبأ المسيح لتلاميذه بهذا القضاء الإلهي وأعطاهم تذكارا لهذا العمل الفدائي العظيم الذي سيتممه الله في حياته. وهذا التذكار هو العشاء السري أو العشاء الربّاني، حينما يجتمع المؤمن بالمسيح الى مائدة الربّ ويتناول من هذا الخبز ليعترف ان جسد المسيح أعطي لفداء نفوسنا. فطوبى للإنسان الذي يتناول من هذه المائدة المباركة لأنه يعلم أن له فادي يستطيع ان ينجّيه من يوم الدين والموت الأبدي.