Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
17:7وَالآنَ عَلِمُوا أَنَّ كُلَّ مَا أَعْطَيْتَنِي هُوَ مِنْ عِنْدِكَ.8لأَِنَّ الْكَلاَمَ الَّذي أَعْطَيْتَنِي قَدْ أَعْطَيْتُهُمْ وَهُمْ قَبِلُوا وَعَلِمُوا يَقِيناً أَنِّي خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِكَ وَآمَنُوا أَنَّكَ أَنْتَ أَرْسَلْتَنِي.


إنَّ كلمة الله مِن فم يَسُوع تخلق المعرفة المُخلِّصة القادرة على تغيير الحياة الفاسدة. ويَسُوع نفسه عاش كلَّ كلمةٍ قالها، ونفَّذ أَعْمَاله بقوَّة كلمته. وجميع قدراته وبركاته تأتينا في كلمة الآب. لم يغتنم الابن الفرصة لادِّعاء المعرفة لنفسه، بل اعتبر سلطانه وقدرته وحكمته ومحبَّته هبةً مِن الله إليه. فأبوه دفع إليه الكون كلَّه، بما فيه مِن بشرٍ وحيوانٍ ونباتٍ وكواكب. فالكلُّ ليَسُوع.
ووهب يَسُوع للنَّاس أثمن ما عنده: كلامه. وهذا الكلام أتى مِن أبيه، حتَّى إنَّ الابن صار كلمة الله المتجسِّد. ففي الكلمة قوَّتنا. منحَنا المَسِيْح كلاماً أبويّاً، اختبَرنا قوَّته واستنرنا به، وقبلناه بفرحٍ. فبواسطة آيات الإِنْجِيْل أدركنا الآب والابن والرُّوْح القُدُس وثبَتْنا فيه.
نجد المَسِيْح، في هذه الفقرة مِن صلاته، يُعلن إدراك التَّلاَمِيْذ، وفهمهم كلامه، لأنَّه قد زرع بذرة الإيمان في قلوبهم. فتلقَّفوا كلامه بفرحٍ، ولو أنَّهم لم يُدركوه حالاً، حتَّى سكب روحه القُدُّوْس عليهم، فنمت الكلمة وأتت بثمار في الوقت الَّذي عيَّنه الله. وكان المَسِيْح قد تنبّأ بهذا قبلاً، مؤمناً أنَّ هذا سيحدث حتماً.
وأنشأ كلام المَسِيْح في التَّلاَمِيْذ إيماناً ومعرفةً. فما هو ذلك الإيمان الَّذي أنشأه كلام يَسُوع في تلاميذه؟ إنَّه انبثاق الابن مِن الآب، وحضور الأزلي في الزمان، ومجده الإلهي في هيئة بشريَّةٍ، ومحبَّته رغم البغضة، وقوَّته في الضَّعف، ولاهوته في ناسوته، واتِّحاده بالآب رغم انفصاله عنه على الصَّلِيْب، وحياته بعد الموت. فالمَسِيْح نفسه هو فحوى وجوهر ولبُّ إيمان التَّلاَمِيْذ. والرُّوْح القُدُس ثبَّتهم في مخلِّصهم وفاديهم، فأصبحوا أعضاء في جسده الرُّوحِيّ. لم يبقوا طويلاً في مرحلة التَّصديق العقلي، بل التصقوا به قلبيّاً، وهو ثبت فيهم روحياً., وهكذا أدركوا بفعل الرُّوْح القُدُس أُلُوْهِيَّة المَسِيْح المتجسِّد.
ووجد التَّلاَمِيْذ في كيان المَسِيْح المثل لولادتهم هم، رغم أنَّه ليس إنسانٌ عاديٌّ مولوداً مِن الرُّوْح القُدُس كيَسُوع. ولكنَّ إدراكهم حقيقة الروح المُعزِّي الحالّ فيهم، جعلهم يُدركون، بل ويختبرون عمليّاً قول يَسُوع: "الْمَوْلُودُ مِنَ الرُّوحِ هُوَ رُوحٌ." فهذا الروح المبارَك هو القوَّة الإلهيَّة في أجساد التَّلاَمِيْذ. وهو يأتينا بواسطة كلام يَسُوع وحده.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع، نشكرك لأنَّك أعطيتنا كلام أبيك، هذا الكلام المُفعَم بالحياة والقوَّة والقدرة، وشهدتَ لنا باسم الآب، وبانبثاقك منه، وبألوهيَّتك المتجسِّدة؛ فأوجَدتَ فينا الإيمان والمعرفة بك. فاحفظنا في حياتك، وثبِّتنا كي لا نرتدَّ. أنت قوَّتنا، وإيَّاك نُحبّ ونُعظِّم مع الآب الَّذي أعطانا إيَّاك.
السُّؤَال
ماذا يعني إعلان اسم الآب بواسطة يَسُوع؟