Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
4- يَسُوع يُخيِّر الشَّعب بين قبوله ورفضه
(يوحنَّا 6: 22- 59)
6:22وَفِي الْغَدِ لَمَّا رَأَى الْجَمْعُ الَّذينَ كَانُوا وَاقِفِينَ فِي عَبْرِ الْبَحْرِ أَنَّهُ لَمْ تَكُنْ هُنَاكَ سَفِينَةٌ أُخْرَى سِوَى وَاحِدَةٍ وَهِيَ تِلْكَ الَّتي دَخَلَهَا تَلاَمِيذُهُ وَأَنَّ يَسُوع لَمْ يَدْخُلِ السَّفِينَةَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ بَلْ مَضَى تَلاَمِيذُهُ وَحْدَهُمْ.23غَيْرَ أَنَّهُ جَاءَتْ سُفُنٌ مِنْ طَبَرِيَّة إِلَى قُرْبِ الْمَوْضِعِ الَّذي أَكَلُوا فِيهِ الْخُبْزَ إِذْ شَكَرَ الرَّبُّ.24فَلَمَّا رَأَى الْجَمْعُ أَنَّ يَسُوع لَيْسَ هُوَ هُنَاكَ وَلاَ تَلاَمِيذُهُ دَخَلُوا هُمْ أَيْضاً السُّفُنَ وَجَاءُوا إِلَى كَفْرَنَاحُوْمَ يَطْلُبُونَ يَسُوع.25وَلَمَّا وَجَدُوهُ فِي عَبْرِ الْبَحْرِ قَالُوا لَهُ يَا مُعَلِّمُ مَتى صِرْتَ هُنَا.


ابتدأت النَّهضة في الجماهير الَّذين فتَّشوا عن يَسُوع بشوقٍ. وعندما أدركوا أنَّه لم يُبحر بالسَّفينة، تعجَّبوا كيف استطاع الإفلات منهم رغم إقفالهم جميع الطُّرُق البرِّية كي لا يُفارقهم. ولكنَّه فارقهم تحت جنح الظَّلام.
فرجع الألوف إلى كَفْرَنَاحُوْمَ، وأذاعوا الخبر عن الخبز المجَّاني، فدهش النَّاس، وحسدوهم، وتمنَّوا الاشتراك معهم في هذا الخبز العجيب. فتدفَّقت الجماهير هائجةً مفتِّشةً عن يَسُوع في بيوت تلاميذه، حتَّى وجدوه في وسطهم. فعرف النَّاس جميعاً القاعدة المَسِيْحيَّة الهامَّة: "حَيْثُمَا اجْتَمَعَ اثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ بِاسْمِ يَسُوع، فَهُنَاكَ يَكُونُ هُوَ فِي وَسْطِهِمْ".
شعر المتشوِّقون للعجائب بعجيبةٍ جديدةٍ. فسألوه: "مَتى حضرتَ إلى هنا، وكيف؟ لقد حرَسنا الطُّرُق كلَّها وطلبناك ولم نجدْكَ". ولكنَّ يَسُوع لم يُجبْهم عن سؤالهم المتطفِّل، بل أخذ، في عنايته الرُّوحِيّة، يوضح الإيمان لهم، كما فعل في أورشليم. وهكذا أدار المباحثة بحكمته، محاولاً أن يَجذب المخْلصين مِن المتحمِّسين إلى محبَّته، ويُعلن الخبث والرَّفض في أعدائه. لم يُحب يَسُوع الفتور، ولا الخلط بين الأفكار الدُّنيوية والسَّماوية، ففصل حلقة المؤمنين الصَّغيرة عن جموع المتديِّنين تديُّناً سطحيّاً.