Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
3 - المسيح يرسل السبعين مِن أتباعه إلى كلّ أنحاء بلاده
(10: 1 - 16)
10:1وَبَعْدَ ذٰلِكَ عَيَّنَ اٰلرَّبُّ سَبْعِينَ آخَرِينَ أَيْضاً، وَأَرْسَلَهُمُ اٰثْنَيْنِ اٰثْنَيْنِ أَمَامَ وَجْهِهِ إِلَى كلّ مَدِينَةٍ وَمَوْضِعٍ حَيْثُ كَان هُوَ مُزْمِعاً أَنْ يَأْتِيَ.2فَقَالَ لَهُمْ: «إِنَّ اٰلْحَصَادَ كَثِيرٌ، وَلٰكِنَّ اٰلْفَعَلَةَ قَلِيلُونَ. فَاٰطْلُبُوا مِنْ رَبِّ اٰلْحَصَادِ أَنْ يُرْسِلَ فَعَلَةً إِلَى حَصَادِهِ.


الحصاد كثير، والعالم ناضج للدينونة، ليحصده ملاك الربّ للهلاك. ولكن الله في نعمته لم يبد النّاس بعد، بل يرسل إليهم مرّة بعد المرّة رسل السّلام. فينزل الإنجيل القوي في قلوب مستعدّة، ويأتي بثماره أضعافاً مضاعفة. ويشهد المسيح لك ببصيرته الإلهيّة، أنّ الحصاد اليوم أيضاً كثير، لأنّ كثيرين مِن النّاس يتجاوبون مع كلمة الله، ويلبسون قوّتها ويعملون مشيئة المسيح.
ولا يتمّ حصاد المسيح نظريّاً أو عاطفيّاً، ولا يجلس عمّاله الحاصدون في الأرائك مرتاحين، بل انّ المسيح يختار فعلة مجتهدين ويرسلهم إلى الحصاد المتعب. فلا يرتاحون ولا يتخيّلون، بل يرهقون ويتعبون بدون تحديد لأوقات العمل، ما دامت الشمس لا تزال تشرق عليهم.
أانت عامل للمسيح؟ فاطلب منه شركاء في العمل، مفعمين بالتواضع، وممتلئين بالتصميم والعزم على الخدمة، يقبلون إرشاد الرّوح القدس. وهكذا فإنّ هذا الرّوح في المسيح قد أمرنا بأهم طلبة للتبشير. فلا يريد ربّك منك الاجتهاد حتّى الموت، بل الصّلاة لأجل إرسال فعلة كافين لحصاده، لكي يجمعوا معاً سنابله إلى مخازنه هو، وليس إلى مخازنهم الخصوصيّة. فأنت لِمَن تعمل؟ ألنفسك، أم للمسيح؟ أتشكر ربّك لكلّ معاونيك في الخدمة أم تتذمر منهم؟ وهل تطلب مِن ربّك كفاية مِن الخّدام المخلّصين للعمل في بلادك؟
ويدعوك المسيح اليوم أنّ تخدمه، كما أرسل آنذاك الرجال السبعين في الخدمة التبشيريّة. وقد رمز بعددهم إلى المجمع اليهودي الرسمي وشيوخ العهد القديم، ليصبحوا شيوخاً في عهده الجديد، ممتلئين بروحه (سفر الخروج 15: 22 و24: 1 وعدد 11: 16).
ولم يرسلهم المسيح فرادى كلّ واحد إلى قرية بمفرده، بل أرسلهم اثنين اثنين إلى قرى مختلفة، لكي يسند أحدهما الآخر ويشجّعه. وكيلا يتفاخر واحد على زميله. فإذا تكلّم أحدهما صلّى الآخر. وإنْ نام ذلك سهر الأوّل. فإذاً قد أعطى المسيح مواهب مختلفة لأتباعه، لكي يحتاج بعضهم إلى بعض، ويمرّنوا أنفسهم في تواضع المحبّة. فاعتبر نفسك الأصغر في فرقتك أيّها الأخ، لأنّ زميلك يحتاج إلى صبر أكثر لاحتمالك، كما تحتاج إلى تأنّ لاحتماله أيضاً.