Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
7 - مبادئ الصّلاة
(11: 1 - 13)
11:1وَإِذْ كَان يُصَلِّي فِي مَوْضِعٍ، لَمَّا فَرَغَ، قَالَ وَاحِدٌ مِنْ تَلَامِيذِهِ: «يَا رَبُّ، عَلِّمْنَا أَنْ نُصَلِّيَ كَمَا عَلَّمَ يوحنّا أَيْضاً تَلاَمِيذَهُ».2فَقَالَ لَهُمْ: «مَتَى صَلَّيْتُمْ فَقُولُوا: أَبَانا اٰلَّذِي فِي اٰلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اٰسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي اٰلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى االأََرْضِ.3خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كلّ يَوْمٍ،4وَاٰغْفِرْ لَنَا خَطَايَانا لأنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكلّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ اٰلشرّير».


لا يوجد في العالم بأسره كلمات، تتضمن معاني وقوى وحِكماً كثيرة بعبارات قليلة ملخّصة، كالصّلاة الربّانية. فاحفظ هذه الكلمات غيباً، لأنّ هذه الصّلاة الأبويّة هي أمّ كلّ الصلوات والتمرين الحقّ للشكر والاعتراف والطلبة والابتهال للآخرين، والمدرسة العليا لكلّ الدروس اللاهوتية الحقّة. فإنْ اردت أنّ تكون ذكياً، فصلِّ الصّلاة الربّانية بوعي وقصد.
والكلمة الأولى أبانا، هي أهمّ كلمة في الإنجيل كلّه، لأنّ بواسطتها يعلن لنا المسيح مَن هو الله. فالقدّوس ليس يستتر بعيداً عنا، بل هو أبونا. آمن بهذه الكلمة الواحدة، تصبح مسيحيّاً حقّاً. أنطق بهذه الكلمة بالإرادة، تصبح ابناً لله. فلقد أشركك المسيح في حقّه. ولأجل نعمته ليس عليك أنّ تخاف الله، بل أنّ تتقدّم إليه بحمد وابتهال.
والطلبة الأولى ليتقدّس اسمك، تعني أنّ الله يتمجّد إذ يولد له أولاد روحانيون كثيرون في أنحاء العالم، لأنّ الآب ليس أباً حقّاً، إلاّ إنْ كان عنده أولاد. وأولاده يكرمونه إنْ سلكوا حسب روح محبّته في الحقّ والاستقامة، كما عاش المسيح، الّذي مجّد أباه دائماً قولاً وعملاً وفكراً.
والطلبة الثانية ليأت ملكوتك تعني أنّ ممّالك هذه الدنيا تزول. ولكن ملكوت أبينا يأتي. فهل أدركت أنّ ملكوت الله هو ملكوت أبينا، وأنّ المسيح أخوك، هو الملك الحقّ؟ صلّ عاجلاً، لكي يبتدئ ملكوت السّلام هذا في محيطك، فتتلاشى الأرواح المضادة للمسيح، ويتحقّق انتصار سلطانه في تواضع محبّتك.
وبالطلبة الثالثة، نطلب إجراء مشيئة أبينا على الأرض، كما تتمّ في السماء كلّ حين. وهذه الطلبة تحرّرنا مِن خوف القدر. لسنا مسيّرين بل مخيّرين، لأن الله أبونا. وهو لا يريد إلاّ مباركتنا وتخليصنا وتقديسنا. ونطلب بهذه الطلبة، لأجل إرشادنا وإطاعتنا لمشيئة محبّته، لكي تتم فينا كاملاً وحولنا أيضاً.
خبزنا كفافنا أعطنا كلّ يوم. فبعد تمجيد اسم الآب ومجيء ملكوته وتحقيق إرادته الأبوية، يعلّمنا المسيح أنّ نطلب مِن معطي الأنام خبزاً كافياً، لأنفسنا ولأقربائنا، ولكلّ النّاس. كما يتضمن معنى الخبز العمل الضروري، والعمل اللازم، والملابس الكافية، والأفراح الطاهرة، لأنّ أباك يعتني بك. ولكن اطلبوا أولاً ملكوت الله، وبرّه وهذه كلّها تُزاد لكم.
وبعد ذلك نطلب غفران خطايانا كلّها. وأكبر خطايانا ، هي عدم الإيمان وقِلّتُه والثقة الناقصة بمحبّة أبينا. والمحبّة الفاترة نحوه، ونحو كلّ النّاس. فقد غفر أبوك السماوي، كلّ خطاياك على صليب ابنه نهائيّاً. ولكن بهذه الطلبة، تطلب تحقيق هذا الغفران بواسطة الرّوح القدس في حياتك. فانتبه للكلمات بدقة فأنت تطلب إلى ربّك أنْ يغفر لك لأنّك غفرت لأعدائك سابقاً. فبهذا تطلب ألا يُغفر لك، إنْ لم تغفر أنت لغيرك. الله محبّة، ويريد الغفران بشرط واحد، أنّ تصبح محبّة أيضاً وتريد السماح لكلّ النّاس.
ولا تدخلنا في تجربة بل نجنّا مِن الشرّير. والّذي لا شك فيه أنّ أبانا السماوي لا يدخلنا في تجربة. ولكن إنْ عارضت دائماً إرشاده، وأحببت خطيئتك المفضّلة أكثر منه ومِن ابنه، فيذرّك في طغيانك الأثيم. لأنّك أنت مسؤول عن مسيرك. ومَن لا يطع ربّه يسلّمه إلى شهوات قلبه ليهلك نفسه بنفسه. فنطلب مِن أبينا السماوي بهذه الطلبة، ان يخضعنا لإرشاد روحه، لكيلا نسقط في الخطيئة بسبب عنادنا، ويجد العدّو الشرّير سلطة فينا. والمسيح يحمينا بدمه. وهو يحرّرك باسمه، مِن كلّ سلطة شرّيرة، إن التصقت به بالإيمان. فاطلب لنفسك ولكلّ النّاس، أنّ يأتي المسيح قريباً، وينهي سلطة مملكة الشيطان نهائيّاً، لكي يخلّص كلّ المطيعين في الرّوح القدس. هل لاحظت الكلمة الأولى والأخيرة في الصّلاة الربّانية؟ فهي أبانا، والشرّير. فحياتك تجري بين هذين الاسمين. فأيّهما تتبع؟

الصَّلَاة
الصّلاة الربّانية: أَبَانا اٰلَّذِي فِي اٰلسَّمَاوَاتِ، لِيَتَقَدَّسِ اٰسْمُكَ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُكَ، لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي اٰلسَّمَاءِ كَذٰلِكَ عَلَى اٰلأَرْضِ. 3 خُبْزَنَا كَفَافَنَا أَعْطِنَا كُلَّ يَوْمٍ، 4 وَاٰغْفِرْ لَنَا خَطَايَانا، لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضاً نَغْفِرُ لِكُلِّ مَنْ يُذْنِبُ إِلَيْنَا، وَلاَ تُدْخِلْنَا فِي تَجْرِبَةٍ، لٰكِنْ نَجِّنَا مِنَ اٰلشرّير.
السُّؤَال
لماذا اسم الآب هو أهم كلمة في الصّلاة الربّانية؟