Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
8 - دفاع المسيح ضد اتهامه بمحالفة الشيطان
(11: 14 -28)
11:14وَكَان يُخْرِجُ شَيْطَاناً، وَكَان ذٰلِكَ أَخْرَسَ. فَلَمَّا أُخْرِجَ اٰلشَّيْطَان تَكَلَّمَ اٰلأََخْرَسُ، فَتَعَجَّبَ اٰلْجُمُوعُ.15وَأَمَّا قَوْمٌ مِنْهُمْ فَقَالُوا: «بِبَعْلَزَبُولَ رَئِيسِ اٰلشَّيَاطِينِ يُخْرِجُ اٰلشَّيَاطِينَ».16وَآخَرُونَ طَلَبُوا مِنْهُ آيَةً مِنَ اٰلسَّمَاءِ يُجَرِّبُونَهُ.17فَعَلِمَ أَفْكَارَهُمْ وَقَالَ لَهُمْ: «كُلُّ مَمْلَكَةٍ مُنْقَسِمَةٍ عَلَى ذَاتِهَا تَخْرَبُ، وَبَيْتٍ مُنْقَسِمٍ عَلَى بَيْتٍ يَسْقُطُ.18فَإِنْ كَانَ اٰلشَّيْطَان أَيْضاً يَنْقَسِمُ عَلَى ذَاتِهِ، فَكَيْفَ تَثْبُتُ مَمْلَكَتُهُ؟ لأَنَّكُمْ تَقُولُونَ: إِنِّي بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ اٰلشَّيَاطِينَ.19فَإِنْ كُنْتُ أَنَا بِبَعْلَزَبُولَ أُخْرِجُ اٰلشَّيَاطِينَ، فَأَبْنَاؤُكُمْ بِمَنْ يُخْرِجُونَ؟ لِذٰلِكَ هُمْ يَكُونُونَ قُضَاتَكُمْ.20وَلٰكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اٰللّٰهِ أُخْرِجُ اٰلشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اٰللّٰهِ.21حِينَمَا يَحْفَظُ اٰلْقَوِيُّ دَارَهُ مُتَسَلِّحاً، تَكُونُ أَمْوَالُهُ فِي أَمَان.22وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ مَنْ هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَانهُ يَغْلِبُهُ وَيَنْزِعُ سِلاَحَهُ اٰلْكَامِلَ اٰلَّذِي اٰتَّكَلَ عَلَيْهِ وَيُوَّزِعُ غَنَائِمَهُ.23مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ.24مَتَى خَرَجَ اٰلرُّوحُ اٰلنَّجِسُ مِنَ اٰلإنْسَانِ، يَجْتَازُ فِي أَمَاكِنَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يَطْلُبُ رَاحَةً، وَإِذْ لاَ يَجِدُ يَقُولُ: أَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي اٰلَّذِي خَرَجْتُ مِنْهُ25فَيَأْتِي وَيَجِدُهُ مَكْنُوساً مُزَيَّناً.26ثُمَّ يَذْهَبُ وَيَأْخُذُ سَبْعَةَ أَرْوَاحٍ أُخَرَ أَشَرَّ مِنْهُ، فَتَدْخُلُ وَتَسْكُنُ هُنَاكَ، فَتَصِيرُ أَوَاخِرُ ذٰلِكَ اٰلإنْسَانِ أَشَرَّ مِنْ أَوَائِلِهِ!»27وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ بِهٰذَا رَفَعَتِ اٰمْرَأَةٌ صَوْتَهَا مِنَ اٰلْجَمْعِ وَقَالَتْ لَهُ: «طُوبَى لِلْبَطْنِ اٰلَّذِي حَمَلَكَ وَاٰلثَّدْيَيْنِ اٰللَّذَيْنِ رَضِعْتَهُمَا».28أَمَّا هُوَ فَقَالَ: «بَلْ طُوبَى لِلَّذِينَ يَسْمَعُونَ كلاّمَ اٰللّٰهِ وَيَحْفَظُونَهُ».


كلّ مَن ينكر وجود الشيطان، يجعل يسوع ورسله كاذبين، لأنّ ربّنا أخرج بكلمته أبالسة عديدة. ولمّا اقترب يسوع مِن الملبوسين بالأرواح النّجسة صرخت بارتعاب: إنّه ابن الله القدّوس.
ولما انقذ يسوع أحد الملبوسين بروح شرّير، استغرب الحضور! ولكن بعضهم جدّف، مدّعياً أنّ المسيح متحالف مع رئيس الشياطين، ويخرج باسمه الأبالسة. وسمّوا هذا الرئيس بعلزبول أي "رب الذبابّ، الّذي كانما له أرواح بعدد ذباب العالم. فشجّعت الجماهير يسوع ليعمل أعجوبة خارقة وغريبة فوق شفاءاته العاديّة ليجرّبوا قدرته الإلهيّة فيمحو اتهامه بالصلة مع الشياطين.
لكن المسيح اخترق أعداءه بجوابه، وأعلن لهم بعض أسرار جهنّم، الّتي هي بسيطة بمقدار أنّ عقل الإنسان العادي يقدر أنّ يفهمها. فلا يقدر شيطان أنّ يخرج شيطاناً، لأنّ الأرواح النّجسة هم وحدة مرعبة، رغم بغضتهم وطموحهم للاستقلال وقصدهم إبادة الكلّ. فلا يستطيعون أن يفعلوا ما يشاؤون، بل هم مستعدّون «في الشيطان» الّذي هو روح السلطان المضاد لله. وهذا الشرّير لا ينقسم على ذاته. فهو يحلّ في أتباعه، ويربطهم في عبوديّة أزليّة، في مملكة هلاكه.
وقد أخرج اليهود في العهد القديم شياطين باسم الربّ الإله، لأنّ الشيطان يهرب إذا اقترب النّاس من الله. والشرّير يبتعد حيث يكون الإنسان أميناً لربّه. فشهد المسيح بقوّة المؤمنين البارّة في العهد القديم الّذين سيدينون منكري المسيح في الدينونة الأخيرة، لأنّهم رفضوا آيات قوّته الإلهيّة.
وبعدئذ وصف يسوع كيفية إخراجه الشياطين. فهو يشبه ملك العالمين والسماوات جالساً على عرش مجده، ولا يبذل كلمة واحدة لأجل الشيطان، بل يحرّك اصبعه فقط، فيهرب جنود الشرّ، مهرولين منساقين إلى جهنّم ويتركون الملبوسين. فقد استهزأ المسيح بهذا المثل بعدوّ الله القويّ، وأبرز سلطانه المطلق وقدرته الفائقة على إخضاعه. ويحذّرنا في الوقت نفسه مِن عدم تقدير قدرة الشيطان، لأنّه يشبه جيشاً مسلّحاً ومجهّزاً بأحدث الطرق، وهو يحرس ثكنته، ويسجن كلّ مَن يقترب من رحابه، ويستعبده. وإنّه يجرب اليوم ملايين مِن النّاس إلى عدم إيمان بالله وعبادة الأوثان الحديثة وتجديف، ليمتلئوا بروحه الشرّير ويصبحوا عبيده كما قال المسيح: مَن يعمل الخطيئة فهو عبد للخطيئة.
ولكن الآن فقد تغيّر الحال، لأنّ المسيح أتى لعالمنا وغلب الرئيس الشرّير، وجرّده مِن أسلحته: الاستكبار والأنانيّة والظلم والنجاسة والبغضة والكذب. وحرّر عبيده منه. فكلّ مؤمن بالمسيح هو محرّر من سلطة الشيطان ومسلح بأسلحة الرّوح القدس: المحبّة والفرح والسّلام والصبر والتواضع والخدمة والإيمان والعفّة والحقّ. وكما يكون أتباع الشيطان وحدة شرّيرة، هكذا أصبحنا في المسيح وحدة مقدّسة. فكلّ مؤمن به مضمون ومحروس إلى الأبد. هل التجأت إلى المسيح وثبتّ في مخلّصك.
واستطاع اليهود في العهد القديم، أنّ يخرجوا الشياطين باسم الربّ، ولكنّهم لم يتغلّبوا على الشرّير بالذات. ولم يعطوا للمحرّرين قوّة جديدة. فانتعش كلّ مخلّص في جسده وروحه ونفسه، ولكن بعد مدة كان يرجع إليه الرّوح الشرّير، ومعه عصبة من زملائه الشياطين سبعاً. فأهلكوا المسكين أكثر مِن ذي قبل. ونجد في الأصحاح الثامن، وفي العدد الحادي والعشرين، والتاسع والعشرين أخباراً ذكرها الطبيب لوقا، عن مرض مِن هذا النوع، الّذي حرّر المسيح منه المرضى نهائيّاً. فالمسيح منحنا فداء كاملاً من الشيطان، ويستطيع إلقاء الشياطين إلى جهنّم (4: 34 و8: 31) ويثبت روحه القدّوس عوضاً عن الأرواح الشرّيرة في الإنسان. وهكذا تمتلئ أجسادهم بروح الربّ، ولا يبقى مكان فارغ للأرواح الغريبة. فهل امتلأت بالرّوح القدس أو أي روح هو ساكن فيك؟
ووسط هذا الصراع بين الأرواح، طوّبت امرأة مِن المشاهدين مريم العذراء أمّه. فلم يرفض المسيح هذا التطويب ولكن أظهر المجد الحقّ في الّذين يسمعون كلاّم الله الحي، ويحرّكونه في قلوبهم، ويحفظونه ويعملون به. فلا يغلب الشيطان بمريم بل بيسوع وحده. والمسيح لا يربينا لنتبع أمه، بل لنتعمق في كلماته، لتغيّرنا قوّتها، وتحرّرنا مِن
الشيطان، وتقوّينا لنغلب الشياطين في محيطنا باسمه.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، أنا ضعيف وشرّير. ولكنّك أنت المنتصر والقدّوس. أحطني وبيتي باسمك، وحرّرني من كلّ روح شرّير. لتملأني محبّتك. ونسجد لك، لأنّك غلبت الشيطان على الصليب نهائيّاً. ونطلب إليك أيّها الجالس على عرش المجد، أنّ تحرّك اصبعك. لتخرج أفواجاً مِن الأرواح الشرّيرة، مِن النّاس في محيطنا. ويمتلئون بروحك القدّوس.
السُّؤَال
كيف غلب المسيح الشيطان ولا يزال غالبه حتّى اليوم؟