Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
20 - الشروط لاتّباع يسوع
(14: 25 - 35 )
14:25وَكَان جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ سَائِرِينَ مَعَهُ، فَاٰلْتَفَتَ وَقَالَ لَهُمْ:26«إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَاٰمْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حتّى نَفْسَهُ أَيْضاً، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً.27وَمَنْ لاَ يَحْمِلُ صَلِيبَهُ وَيَأْتِي وَرَائِي فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذاً».


سمع كثيرون مِن النّاس دعوة المسيح وتبعوه أفواجاً أفواجاً. لكنّ المسيح علم قلوبهم، فغربلهم كالحنطة. وقال للمؤمنين. حيث يمنعكم رباط الدم والعاطفة أنْ تتبعوني كاملاً، فعليكم أنْ تتركوا تلك الروابط الدنيويّة. وحتّى لو اضطررتم أنْ تتباغضوا مع أهلكم المحبوبين لديكم لكيلا تنفصلوا عني، أنا ربّ السماء، فافعلوا. فعليك أنْ تختار بين الله وأقربائك. بل الأكثر مِن هذا أنّ المسيح يطلب منك إنكار نفسك وهواك وكسلك وعاداتك، وأنْ تحكم على نفسك وتعتبر ذاتك مستحقّاً موت الصليب المعير. فداوم يومياً بإدانة نفسك بهذه الطريقة، لكي تموت عن طبيعتك الخاطئة المتخيّلة، وتصبح في أتباع المسيح مشابهاً له. فمَن لا ينفصل عن أبناء هذا الدهر حتّى الّذين يحبّهم، وينكر نفسه الأمّارة بالسوء، لا يقدر أنْ يصير ابناً لله. اعط لربّك وحده كلّ المجد.
وإنّما وصيّة المسيح هذه لا تلغي وصيّته الخاصّة بمحبّة القريب، ولا تغشّ وحدة الزوجيّة، ولا تقلّل إكرام الوالدين، بل تقرّر الأولويّة لله. فهو محور حياتك وهدفها ومصدرها وليس غيره. وهو الّذي يرسلك إلى أخيك الإنسان، لتخدمه باسم الربّ، كان الله يزوره بواسطتك. وهكذا يحرّرك العلي مِن ارتباطاتك العالميّة، ويرسلك إلى العالم سفيراً له، ويكون هو فيك، وكلمته على لسانك.