Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
29 - يسوع يبارك الأطفال
(18: 15-17)
18:15فَقَدَّمُوا إِلَيْهِ اٰلأَطْفَالَ أَيْضاً لِيَلْمِسَهُمْ، فَلَمَّا رَآهُمُ اٰلتَّلاَمِيذُ اٰنْتَهَرُوهُمْ.16أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: «دَعُوا اٰلأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هٰؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اٰللّٰهِ.17اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اٰللّٰهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ».


ويرينا يسوع بطريقة أخرى في هذه الحادثة، كيف نستطيع التقدّم في صلاتنا إليه، ليس لاستحقاقنا الخاصّ، بل كأولاد بسطاء بكلّ ثقة وفرح، علماً إنّ الأولاد لم يتقدّموا إلى يسوع شخصيّاً، بل أمّهاتهم حملنهم، لأنّ الصغار لم يقدروا أنْ يمشوا بعد. فلا فضل للأولاد في البركة الممنوحة لهم. ولكنّها هبة نعمة وعطاء.
ولم يرد التلاميذ أنْ ينزعج المستمعون مِن صراخ الأطفال، ظانين أنّ الصغار لا يدركون شيئاً. فإذا كان الكبار يكادون لا يفهمون سمّو التعاليم، فكيف بالصغار إذاً؟ فطرد التلاميذ الأمهات المهتمات بأبنائهن ليحصلن لهم بركة وقوّة وإنارة بواسطة لمس المسيح.
واخترق يسوع قلوب تلاميذه المستكبرة الجاهلة، وأراهم أنْ تقدّمهم في السن ونضجهم الفكري لا يؤهّلهم لكسب ملكوت الله، بل تواضعهم واتضاعهم لدرجة الأطفال غير المقتدرين. فبشر يسوع تلاميذه المكتفين بواسطة بركته على الأولاد وتقبيلهم واحتضانهم.
إنّ ملكوت السماوات ومملكة الله لشيء عظيم، وخلاصة أفكار الله. فلا يقدر أي إنسان طبيعي، أنْ يفهم مبادئ هذه المملكة ولا دوافعها، إلاّ بإنارة الرّوح القدس في غفران خطايانا، الّذي يؤهلنا لدخول الرحاب الأزليّة. والله لا يختار أولاً الكبار والأقوياء والأتقياء، بل مَن يشاء هو. ويفضّل الأولاد الضعفاء والمتّكلين عليه بالدموع، لأنّهم مستعدّون لقبول نعمته. ويريدون أنْ يربحوها ربحاً. ولا يمنعون طريق الله إلى قلوبهم، لأنّهم منكسرون وغير منتفخين.
أتمنع مجيء الله إليك؟ إنّ هذه القصّة، لا تقصد عماد الأولاد البتة ولا تسانده، بل تدّلنا على كيفية الصّلاة والتقدّم إلى المسيح، وعلى واجبنا أنّ نعلّم الأولاد بكلمات حسب إدراكهم معاني الإنجيل، ونمثّل هذه البشارة بواسطة قدوتنا. وبالاختبار المدهش نرى أنّ الرّوح القدس لمس عدّة مرّات قلوب الأولاد والفتيان، خالقاً فيهم إدراكاً عميقاً بالله وإيماناً واثقاً في أبوّته، يفوق بعض المرّات إيمان البالغين. فيدلّنا يسوع على شرط الدخول إلى ملكوت الله، أنْ نصبح كأولاد في الإيمان والثقة والقدوم إلى ابينا السماوي.

الصَّلَاة
أيّها الآب السماوي، أنت أبي وتحبّ كلّ النّاس، احفظني في بنوّتك، واجعل كلّ النّاس أولاداً لك. خاصّة جيراننا الصعبين. وكلّ أولاد صفّي. واشكرك أيّها الآب السماوي، لأنّك تحبّني. آمين.