Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
4 - مثل الكرامين الأردياء
(20: 9-19)
20:9وَاٰبْتَدَأَ يَقُولُ لِلشَّعْبِ هٰذَا اٰلْمَثَلَ: «إِنْسَانٌ غَرَسَ كَرْماً وَسَلَّمَهُ إِلَى كَرَّامِينَ وَسَافَرَ زَمَاناً طَوِيلاً.10وَفِي اٰلْوَقْتِ أَرْسَلَ إِلَى اٰلْكَرَّامِينَ عَبْداً لِكَيْ يُعْطُوهُ مِنْ ثَمَرِ اٰلْكَرْمِ، فَجَلَدَهُ اٰلْكَرَّامُونَ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً.11فَعَادَ وَأَرْسَلَ عَبْداً آخَرَ. فَجَلَدُوا ذٰلِكَ أَيْضاً وَأَهَانوهُ وَأَرْسَلُوهُ فَارِغاً.12ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ ثَالِثاً. فَجَرَّحُوا هٰذَا أَيْضاً وَأَخْرَجُوهُ.13فَقَالَ صَاحِبُ اٰلْكَرْمِ: مَاذَا أَفْعَلُ؟ أُرْسِلُ اٰبْنِي اٰلْحَبِيبَ. لَعَلَّهُمْ إِذَا رَأَوْهُ يَهَابُونَ!14فَلَمَّا رَآهُ اٰلْكَرَّامُونَ تَآمَرُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ قَائِلِينَ: هٰذَا هُوَ اٰلْوَارِثُ. هَلُمُّوا نَقْتُلْهُ لِكَيْ يَصِيرَ لَنَا اٰلْمِيرَاثُ.15فَأَخْرَجُوهُ خَارِجَ اٰلْكَرْمِ وَقَتَلُوهُ. فَمَاذَا يَفْعَلُ بِهِمْ صَاحِبُ اٰلْكَرْمِ؟16يَأْتِي وَيُهْلِكُ هٰؤُلاَءِ اٰلْكَرَّامِينَ وَيُعْطِي اٰلْكَرْمَ لآخَرِينَ». فَلَمَّا سَمِعُوا قَالُوا: «حَاشَا!»17فَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَقَالَ: «إِذاً مَا هُوَ هٰذَا اٰلْمَكْتُوبُ: اٰلْحَجَرُ اٰلَّذِي رَفَضَهُ اٰلْبَنَّاؤُونَ هُوَ قَدْ صَارَ رَأْسَ اٰلّزَاوِيَةِ.18كلّ مَنْ يَسْقُطُ عَلَى ذٰلِكَ اٰلْحَجَرِ يَتَرَضَّضُ، وَمَنْ سَقَطَ هُوَ عَلَيْهِ يَسْحَقُهُ؟»19فَطَلَبَ رُؤَسَاءُ اٰلْكَهَنَةِ وَاٰلْكَتَبَةُ أَنْ يُلْقُوا اٰلأَيَادِيَ عَلَيْهِ فِي تِلْكَ اٰلسَّاعَةِ، وَلٰكِنَّهُمْ خَافُوا اٰلشَّعْبَ، لأَنَّهُمْ عَرَفُوا أَنَّهُ قَالَ هٰذَا اٰلْمَثَلَ عَلَيْهِمْ.


وفي مَثل يسوع عن الكرمة جاوب بدقّة على سؤال الوفد مِن المجمع الأعلى مَن هو. فاعترف أنّه ابن الله، الّذي يأتي في آخر سلسلة عبيد الله الّذين جاءوا في تاريخ العهد القديم مِن الله أبيه، ليجمعوا ثمار الخضوع والإيمان والمحبّة مِن اليهود.
وكانت صورة الكرم تحسب في العهد القديم دلالة على شعب إسرائيل (إشعياء 5: 1 ، إرميا 2: 21 ، حزقيال 15: 2 ، هوشع 10: 1 ، مزمور 80: 9) فقد أحاط الله كرمه بالشريعة، وأوقف الأنبياء كحرّاس له، وأوجد المذابح كمعصرة فيه، ولكنّ الشعب لم يأتِ بالثّمار اللازمة. وكلّما كان الله يرسل عبيده الأنبياء إلى هؤلاء القساة القلوب، كلّما ازدادوا في شتمهم وضربهم وجرحهم للعبيد المرسلين. فلم يكفهم أنّهم لم يأتوا بثمار الرّوح القدس، بل أكملوا جرمهم، وأسرفوا في الثّورة ضد الله. وقد تحقّق هذا في تاريخ الكهنوت والشيوخ والرؤساء والملوك وحتّى في أعضاء المجمع الأعلى، الّذين عيّنهم الله كرّامين مسؤولين في كرمه، لأنّهم انكروا رسل الربّ، ووافقوا أخيراً على قطع رأس يوحنّا المعمدان.
ورغم كلّ هذه الجرائم لم ينضب صبر الله، الّذي عزم على الامتحان الأخير لشعبه العنيد، وأرسل إليهم ابنه وارث الله، المتضمّن كلّ صفات وسلطان أبيه في ذاته. هذا كان جواب يسوع للمجلس الأعلى. ولكنّه سبق وقال لهم ايضاً، ماذا سيعملون به. أنّ البغضة الكامنة في قلوبهم ستدفعهم للتشاور بقتله، والتخطيط لذلك وتنفيذه، والتهلّل لفوزهم بإهلاك ابن الله، كأنّهم يقدرون إنْ فعلوا ذلك، أنْ يسيطروا على الشعب دون الله ومثلما يشاؤون. فبهذا المثل وصف يسوع رؤساء الشعب بالسارقين والقتلة والثائرين ضدّ الله بكلّ جهارة ووضوح، حتّى عرف الجميع ما هو قصده. وقد بأنّ ذلك الفهم الواضح حين سأل يسوع المحيطين به عمّا يتصوّرون أنْ يفعل صاحب الكرم بالكرّامين الظَّلَمَة. فأعطى يسوع إذ ذاك الجواب بقوله، أنّه سيهلكهم أولاً، ثم يعطي الكرم لآخرين. وبهذه الطريقة شهد يسوع علانية، أنّ ملكوت الله سيؤخذ مِن شعب إسرائيل، ويعطي للأمم. وهكذا دان المسيح رؤساء الشعب الكفّار. أمّا الجمع المستمع فقد صاح بصوت واحد حاشا. أعوذ بالله. أبداً لا يكون! لأنّهم أدركوا المعنى بالضبط والتدقيق، أنّ يسوع وضع خطّ الحساب النهائي تحت تاريخ شعب إسرائيل. فكانوا مهتاجين ومستنكرين ضدّ دينونة الهلاك الآتي عليهم.
فنظر عند ذاك يسوع إليهم، وتفرّس فيهم مليّاً، ورأى بداية أفق العهد الجديد، وسمّى نفسه حجر الزاوية في هيكل الله الحديث، كما ذكر ذلك في المزمور 118: 22 نفس المزمور الّذي ذكرت فيه الكلمات: مبارك الآتي باسم الربّ عدد 26 ، وأنّ الربّ هو الله عدد 27. هذه الكلمات الّتي ردّدها الشعب وتهلّلوا بها عند استقبال يسوع قبل هذه المناقشة بأيام.
وسمّى يسوع نفسه الحجر القاسي، الّذي ينكسر عليه كلّ أعدائه الساقطين عليه، الّذين لم يبنوا أنفسهم كحجارة حيّة في هيكل الله المقدّس. فيسوع هو الأساس والقوّة والتاج في هيكل العهد الجديد، الّذي هو ليس مِن حجارة ماديّة ميتة، بل يتركّب وينمو بمؤمنين قدّيسين، يكونون هم هيكل الله القدّوس. ويتقاربون في جسد يسوع المسيح، الّذي هو رأسهم. فالله بالذات يسكن اليوم في المؤمنين بالمسيح، وليس ببيت مصنوع بأيدي النّاس.
وفي نهاية الزمان، عندما سيأتي المسيح ثانية ظاهراًمع كلّ سلطان السماوات، فسيشبه الحجر العظيم المذكور في سفر دانيال 2: 34 الّذي يتدحرج في نهاية الزمان مِن عليائه في جبله العالي، ساحقاً بضربة واحدة الصنم الأكبر، الّذي يمثّل وحدة دول وأديان العالم، وسيبيدها كاملة لا محالة. فمَن يعارض المسيح يباد ويهلك.
وفهم زعماء الأمّة أيضاً ما قاله يسوع. فاغتاظوا وحمقوا أكثر فأكثر. ولكنّهم كانوا جبناء، فخافوا مِن أتباع يسوع المؤمنين. فتربّص الزعماء في مكرهم ليقبضوا عليه فجأة، فيقتلوه على انفراد، دون أنْ يلحظ أحد.
وأنت ماذا تعمل؟ إنّ ابن الله واقف أمامك، وطالب منك ثمار حياتك لله أبيه. فهل تسلّم نفسك ذبيحة شكر وحمد أو تفرّ منضمّاً إلى قتلته؟ هل تؤمن أنّ يسوع المسيح هو ابن الله، وتسلّم نفسك حجراً حيّاً ليرصفك في هيكلّ الرّوح القدس؟ وإلاّ فسيسحقك في أواخر الزمان. إنّ يسوع يسألك اليوم. فماذا تجيبه.

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع المسيح المقام مِن بين الأموات أؤمن بألوهيتك، ووحدتك مع الله الآب، وأسلم نفسي نهائيّاً إليك كاملاً وأبداً. اختم تكريسي هذا بروحك القدّوس لأعيش معك إلى الأبد وانفذ أفكارك بدقّة وأتعزى باختبار الغفران وأخدمك مع كلّ القديسين لنتملئ بثمار المحبّة والفرح والطّهارة والسّلام. آمين.
السُّؤَال
ما هي مبادئ خطّة خلاص الله الّتي اعلنها يسوع في مثل الكرّامين الظّلمة؟