Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
2 - خيانة يهوذا الاسخريوطي
(22: 3 - 26)
22:3فَدَخَلَ اٰلشَّيْطَان فِي يَهُوذَا اٰلَّذِي يُدْعَى اٰلإِسْخَرْيُوطِيَّ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ اٰلاِٰثْنَيْ عَشَرَ.4فَمَضَى وَتَكلَّمَ مَعَ رُؤَسَاءِ اٰلْكَهَنَةِ وَقُوَّادِ اٰلْجُنْدِ كَيْفَ يُسَلِّمُهُ إِلَيْهِمْ.5فَفَرِحُوا وَعَاهَدُوهُ أَنْ يُعْطُوهُ فِضَّةً.6فَوَاعَدَهُمْ. وَكَانَ يَطْلُبُ فُرْصَةً لِيُسَلِّمَهُ إِلَيْهِمْ خِلْواً مِنْ جَمْعٍ.


لا نعرف تماماً لماذا دخل الشيطان في يهوذا. فقد كان اليهودي الوحيد بين رسل يسوع، الّذين جاءوا جميعهم مِن الجليل معه. وكان يهوذا محبّاً للمال. فاستلم صندوق الجماعة، وصار سرّاقاً. وأخذ بعض العطايا لنفسه، وأمات صوت ضميره رافضاً يسوع في قلبه، لأنّه عندما تكلّم ضدّ محبّة المال، نظر إلى يهوذا مخترقاً أفكاره. وأبغض المسيح أيضاً، لأنّه لامه جهراً، لمّا اعترض على مسحه بالطّيب في بيت عنيا (يوحنّا 12: 1- 8). وربّما كان يؤمل الخائن، ان يصل بواسطة سلطان يسوع سريعاً إلى المجد والمال والشرف. ولكن لمّا عملت قوّة المسيح فيه وأجرت عجائب مِن يديه مع الرسل الآخرين ولم يتغيّر ذهنه، تقسّى قلبه، وصار ظالماً. فوجد الشيطان سلطة فيه، وحل شخصيّاً في المنكر وقاده للتصميم على الخيانة القاتلة.
وفي بغضة غيظه ذهب يهوذا مباشرة إلى مركز أعداء يسوع، الّذين فرحوا بابتداء الانشقاقات في وحدة محبّة جماعة المسيح. فسألوا الخائن عن كلّ مبادئ وتفاصيل حياة الناصريّ، وبحثوا معه الطريق الأفضل لإبادة هذا الزعيم الوديع بالخفاء.
وفي هذه المؤامرة طغت فجأة رائحة المال وظلمه، لأنّ الرؤساء الأشرار والخائن الرذيل لم يعملوا لمبدأ بل راعوا أنفسهم. فاشترى الوجهاء هذا الخائن، الّذي تكالب على الثمن، لأنّه كان عبداً للمال، وليس رجل الله.
ففي المال تظهر أخلاق أكثريّة النّاس. فأكثر النّاس لهم ثمن، يمكن أنْ يشتروا به. وللأسف أنّ ثمنهم عادة منخفض جدّاً، فيبيعون شرفهم وضمائرهم بثمن رخيص ضئيل تافه.
ومنذ ذلك الوقت، ابتدأ الملبوس منقاداً بالشيطان أنْ يستقصي ويستخبر عن الطرق والأماكن الّتي سيذهب إليها قدّوس الله، ليصطاده ويسلّمه للإبادة. فهذا هو هدف الشيطان مع كلّ النّاس، ليملكهم وليملأهم بروحه. وليقودهم للاعتداء على الله. فهل أنت خادم المسيح أو عبد الشيطان؟ هل تكون ينبوع المحبّة أو مصدرالبغضة؟ أتتعلق بالمال أو تتّكل على الربّ؟ فلا تغرّر بنفسك. فإنّك لا تستطيع حمل بطيختين في يد واحدة. فإمّا أنْ تحب الله وتبغض المال، أو تعبد الذهب وترفض القدّوس. لا تقسّ قلبك لصوت الرّوح القدس. تبّ لكيلا تصبح شيطاناً مريداً.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، لست أصلح مِن يهوذا الخائن. نجّنِي مِن قلبي الرديء ومِن سلطة الشرّير، ولا تدخلنا في تجربة. كسّر ميلي للمال، وامنحنِي ذهناً متواضعاً وديعاً. لأحبّك مِن كلّ قلبي وذهني وقدرتي، وأضحّي بأموالي. وأطلب المساكين كما رحمتهم أنت.
السُّؤَال
لِمَ دخل الشيطان يهوذا؟