Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
23:39وَكَان وَاحِدٌ مِنَ اٰلْمُذْنِبَيْنِ اٰلْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ اٰلْمَسِيحَ، فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!»40فَاٰنْتَهَرَهُ اٰلآخَرُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اٰللّٰهَ، إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هذَا اٰلْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟41أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ، لأَنَّنَا نَنَالُ اٰسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا، وَأَمَّا هٰذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ».42ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اٰذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ».43فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «اٰلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ اٰلْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي اٰلْفِرْدَوْسِ».


أحبّ المسيح كلّ النّاس سواسية، حتّى المجرمين. فكلّنا لصوص بمقياس كمال محبّة الله. وكلّ خطيئة هي جرم شنيع. وفي نور الله سيرتجف كلّ النّاس مِن استكبارهم. ولكن يوجد فرق بين المجرمين. فبعضهم يتوب، مدركين قباحة عيوبهم، نادمين عليها حقّاً، ويخافون من الله الحي. بينما الآخرون لهم قلب قاس، ويجدّفون على الله تجديفاً كبيراً فوق ذنوبهم الغليظة، ويجربون محبّته بصلوات إلحادية صادرة مِن روح الجحيم.
فأحد اللصّين المصلوبين مع يسوع قال، انّه مستعدّ أنْ يؤمن بسلطان المسيح وألوهيته، إنْ نزل عن خشبة اللّعنة، وساعده لينزل هو أيضاً، لأنّهم زملاء في الضيق. وتجديف هذا المجرم الملتوي على الصليب، كان صدى لتجديف المارّين على يسوع.
ولكنّ المجرم الثاني، الّذي علّق معهما على الصليب مِن الجانب الآخر، كان قد رأى إشراق نور الله في المسيح، لأنّه سمع كلماته الّتي وجّهها إلى النساء اللاوطم، وشعر بمحبّة المعذّب لكلّ النّاس، وأصغى لصلاته الّتي قالها لغفران ذنوب معذّبيه. فشعر هذا اللصّ أنّ يسوع، لم يكن إنساناً اعتيادياً، وتيقّن ببراءته تماماً، وأدرك مِن استهزاء الرؤساء الناقمين والجند الساخطين، أنّ المصلوب الوديع إلى جانبه هو المسيح ابن الله الحيّ بالذّات.
أي عار وخجل لكلّ البشر! رؤساء الكهنة والفقهاء والشّعب والجند وعامّة الخطاة لم يدركوا في هذه الساعة جوهر يسوع. فقط اللصّ المرفوض شعر بمجده. فمحبّة الله المتجسّدة في المسيح أنارته، وهو السّاقط تحت ثقل الدينونة العادلة الإلهيّة المقبلة عليه، وقادته إلى التّوبة والاعتراف جهراً، حتّى امتلأ فمه بالشهادة عن براءة المسيح، وتواضع لصلاة الإيمان بكلّ خشوع. واللصّ التائب سمّى يسوع الربّ وآمن بألوهيته. وطلب منه بعد دخوله إلى السماوات أنْ يخفض عذابه في جهنّم.إذا كان عالماً أنّ حصّته الهلاك. ولكن ألقى رجاءه تماماً على النّعمة. ما قدر أنْ يقدّم أعمالاً صالحة، ولم يرتّل تسابيح الحمد على الصليب، بل التمس من يسوع رحمة، وتمسّك في قلبه بالرحمن الرحيم، كأنّه غارق متمسّك بخشبة مارّة به، فيخلص.
لن يصلّي إنسان مسحوق بمثل هذه الصّلاة إلى يسوع إلاّ ويسمع الجواب نفسه: اليوم تكون معي في الفردوس. فمَن ينكسر اليوم أمام يسوع يدخل حالاً الحياة الأبديّة. ومَن يغفر يسوع ذنوبه يحلّ رأساً الرّوح القدس عليه، منشئاً السماء في قلب المطهّر.
ويا للعجب! فكثيراً ما يدرك اللصوص هذه النّعمة أسرع مِن المستقيمين، لأنّ الخلاص يأتينا بالنّعمة فقط، لا بالأعمال. إيمانك قد خلّصك. فهل أنت لصّ متبرّر أو مجرم في برّك الذاتي؟
وفي تلك اللحظة لمّا آمن طالب نعمة المسيح، كان فرح في السماء أكثر مِن ألف بارّ لا يحتاجون إلى توبة. وخلاص اللصّ في الصليب بدون معمودية هو رمز لخلاص البشر كلّه.

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع، أنا المجرم، وأستحقّ الموت على الصليب. لا ترفضني، بل أنرنِي بقداستك، وقدنِي للاعتراف بخطاياي ورفضها في قوّتك. واغفر لي ذنوبِي. وخذنِي إلى حضنك، لكيلا يفرّقني الموت عن محبّتك. أنت رجائي الوحيد.
السُّؤَال
كيف بانت محبّة يسوع في ساعة الصلب؟