Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
2 - أعمال يسوع في كفرناحوم ومحيطها
(4: 31-44)
4:31وَاٰنْحَدَرَ إِلَى كَفْرِنَاحُومَ، مَدِينَةٍ مِنَ اٰلْجَلِيلِ، وَكَان يُعَلِّمُهُمْ فِي اٰلسُّبُوتِ.32فَبُهِتُوا مِنْ تَعْلِيمِهِ، لأَنَّ كَلاَمَهُ كَان بِسُلْطَان.33وَكَان فِي اٰلْمَجْمَعِ رَجُلٌ بِهِ رُوحُ شَيْطَان نَجِسٍ، فَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ34قَائِلاً: «آهِ مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ اٰلنَّاصِرِيُّ! أَتَيْتَ لِتُهْلِكَنَا! أَنَا أَعْرِفُكَ مَنْ أَنْتَ: قدّوس اٰللّٰهِ».35فَاٰنْتَهَرَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: «اٰخْرَسْ وَاٰخْرُجْ مِنْهُ». فَصَرَعَهُ اٰلشَّيْطَان فِي اٰلْوَسَطِ وَخَرَجَ مِنْهُ وَلَمْ يَضُرَّهُ شَيْئاً.36فَوَقَعَتْ دَهْشَةٌ عَلَى اٰلْجَمِيعِ، وَكَانوا يُخَاطِبُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً قَائِلِينَ: «مَا هٰذِهِ اٰلْكلمة! لأَنَّهُ بِسُلْطَان وَقوّة يَأْمُرُ اٰلأَرْوَاحَ اٰلنَّجِسَةَ فَتَخْرُجُ».37وَخَرَجَ صِيتٌ عَنْهُ إِلَى كُلِّ مَوْضِعٍ فِي اٰلْكُورَةِ اٰلْمُحِيطَةِ.


لم يميّز أبناء الناصرة صوت الرّوح القدس اللطيف، ولم يفهموا كرازة المخلّص، وأقفلوا أنفسهم عن تعليمه وشخصيته، وأبغضوه لأنّه وبّخ قساوتهم. وأرادوا قتله، فترك يسوع مدينته نهائيّاً واختار كفرناحوم، القائمة على شاطئ بحيرة طبريّا مركزاً لأعماله. وسكن في بيت بطرس، تلميذه الأكبر. وكان يسوع يذهب كلّ يوم سبت إلى المجمع، حيث يجتمع طالبو الله المصلّون. وعلّمهم بسلطان فائق، لأنّ الله نفسه الساكن فيه، تكلّم بواسطته. فالجميع شعروا بتزعزع في قلوبهم. والكلمات المعروفة والاعتيادية في التوراة، صارت في فمه ممتلئة نوراً وقوّة، مخترقة القلوب بدينونة الله. وعزّت اليائسين بمحبّة العلي. فلم يكن تعليم يسوع منطقيّاً موضوعيّاً أو تقليديّاً، بل روحيّاً مباشراً. وقد أصاب أساس الشعور الباطني.
وأحد النّاس سكنه روح شيطان. فأتى هذا الإنسان إلى المجمع. ولم يقدر أحد ما ان يحرّره. وهذا الرّوح الشرّير شعر بقرب الله. وصرخ مستفزعاً، ماذا تريد منّي؟ لا أريد التعلّق بك، ابق بعيداً عنّي! فلم يحن الوقت للدينونة بعد، لماذا تجيء مسبقاً؟ أنا أعرفك بالضبط أيّها الإنسان يسوع، من مدينة الناصرة الشرّيرة. أنت قدّوس الله! أنّ الشياطين يعرفون يسوع ويؤمنون به مرتجفين من قداسته. وجهنّم كلّها، تخاف مِن هذا الاسم الفريد «يسوع» انسان الله. ولم يروا محبّته ولطفه وعونه وخلاصه، لأنّ رحمته المجيدة استترت عليهم. فارتجفوا مِن جلاله، القاطع القدّوس، لأنّ قداسة الله تحجب مجد محبّته. فلم ير الشيطان لبّ جوهر يسوع، ولكن أدرك فقط أشعّة حقّه الساطع.
وما سمح يسوع للشيطان أن يتكلّم أكثر، لأنّ قوله كذب مبدئي، ولو بان أصدق الأقاويل. نعم يسوع هو القدّوس وقاضي العالم. ولكنّ قلبه مفعم بالمحبّة للخلاص والشفاء والتحرير والتعزية والإحياء. فروح الربّ في المسيح، قصد فداء العالم، لا إبادته. ولكن هذه الحقيقة لم يعلنها الشيطان. وأراد إيقاع البشر في الخوف مِن يسوع، كما لم يكن هو إلا خوفاً مضطرباً مِنه أيضاً.
ورحم يسوع المعذّب الملبوس، وأمر الرّوح النجس بكلمة واحدة أن يخرج. وحيثما يقرّر الله، فلا معارضة. فبصرخة الفزع خرج الرّوح الشرّير من بيته، الّذي سرقه. وصرع الإنسان، كأنّما يبغي تحطيمه أَشلاء. فلم يقدر على إضراره، لأنّ ابن الله أحاط المسكين بسلطانه الحنون.
وعند ذاك جمد الحاضرون، وتنمّلت أعصاب ظهورهم، معاينين الصراع بين السماء وجهنّم. وأدركوا الوسيلة القاطعة في يسوع وهي كلمته القويّة. فهل أدركت بأيّ طريقة يأتي سلطان المسيح إلينا؟ إنّه يأتي بإنجيله وحده. فافتح نفسك تماماً لأقوال المسيح، فتحل فيك قوى الله كلّها، كاشفة خطاياك غافرة ذنوبك وغالبة كلّ روح نجس فيك. إنّ المسيح هو المنتصر، وحتّى على أفكارك وروحك وجسدك إن فتحت نفسك له طوعاً.

الصَّلَاة
أيّها الربّ، أقترب إليك بقلب مضطرب نجس. اشفنِي طهّرنِي، اغفر لي أفكاري وأعمالي. وأَخرج كلّ روح نجس مِن داخلي، لكي لا يرجع إليّ. وحلّ بروحك القدّوس فيّ، لكي أسلّم نفسي لك خالصة إلى الزمن والأبد. ولا أريد إلاّ خدمتك وتعظيمك وشكرك.
السُّؤَال
كيف ولِمَاذا أخرج يسوع الرّوح النجس مِن الملبوس؟