Skip to content

Commentaries
Arabic
لوقا
  
5 - الاصطدامات مع الزعماء الدينيين المتزمتين
(5: 17 - 6: 11)
5:17وَفِي أَحَدِ اٰلأَيَّامِ كَان يُعَلِّمُ، وَكَان فَرِّيسِيُّونَ وَمُعَلِّمُونَ لِلنَّامُوسِ جَالِسِينَ وَهُمْ قَدْ أَتَوْا مِنْ كلّ قَرْيَةٍ مِنَ اٰلْجَلِيلِ وَاٰلْيَهُودِيَّةِ وَأُورُشَلِيمَ. وَكَانتْ قوّة اٰلرَّبِّ لِشِفَائِهِمْ.18وَإِذَا بِرِجَالٍ يَحْمِلُونَ عَلَى فِرَاشٍ إنْسَاناً مَفْلُوجاً، وَكَانوا يَطْلُبُونَ أَنْ يَدْخُلُوا بِهِ وَيَضَعُوهُ أَمَامَهُ.19وَلَمَّا لَمْ يَجِدُوا مِنْ أَيْنَ يَدْخُلُونَ بِهِ لِسَبَبِ اٰلْجَمْعِ، صَعِدُوا عَلَى اٰلسَّطْحِ وَدَلَّوْهُ مَعَ اٰلْفِرَاشِ مِنْ بَيْنِ اٰلأَجُرِّ إِلَى اٰلْوَسْطِ قُدَّامَ يَسُوعَ.20فَلَمَّا رَأَى إِيمَانهُمْ قَالَ لَهُ: «أيّها اٰلإِنْسَان، مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ».21فَاٰبْتَدَأَ اٰلْكَتَبَةُ وَاٰلْفَرِّيسِيُّونَ يفكّرون قَائِلِينَ: «مَنْ هٰذَا اٰلَّذِي يَتَكلّمُ بِتَجَادِيفَ؟ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَغْفِرَ خَطَايَا إِلاَّ اٰللّٰهُ وَحْدَهُ؟»22فَشَعَرَ يَسُوعُ بِأَفْكَارِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ: «مَاذَا تُفَكِّرُونَ فِي قُلُوبِكُمْ؟23أَيُّمَا أَيْسَرُ: أَنْ يُقَالَ مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ، أَمْ أَنْ يُقَالَ قُمْ وَاٰمْشِ.24وَلٰكِنْ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لاِٰبْنِ اٰلإِنسَان سُلْطَاناً عَلَى اٰلأََرْضِ أنْ يَغْفِرَ اٰلْخَطَايَا» - قَالَ لِلْمَفْلُوجِ: «لَكَ أَقُولُ قُمْ وَاٰحْمِلْ فِرَاشَكَ وَاٰذْهَبْ إِلَى بَيْتِكَ».25فَفِي اٰلْحَالِ قَامَ أَمَامَهُمْ، وَحَمَلَ مَا كَان مُضْطَجِعاً عَلَيْهِ، وَمَضَى إِلَى بَيْتِهِ وَهُوَ يُمَجِّدُ اٰللّٰهَ.26فَأَخَذَتِ اٰلْجَمِيعَ حَيْرَةٌ وَمَجَّدُوا اٰللّٰهَ، وَاٰمْتَلأُوا خَوْفاً قَائِلِينَ: «إنَّنَا قَدْ رَأَيْنَا اٰلْيَوْمَ عَجَائِبَ!».


الله هو القوّة. والمسيح هو قوّة الربّ. وجرت منه أنهر البركة، قولاً وعملاً وصلاة. وكثيرون ابتدأوا يتبعونه.
فاستيقظ المسؤولون في الهيئات الدينيّة، شاكّين في شخصيته. لأنّ يسوع لم يدرس التوراة رسميّاً في مدارسهم. ولم ينضم إلى أحد أحزابهم. فارسلوا إليه جواسيس، ليمسكوه بأقواله وأعماله. والفريسيون المتكبّرون كانوا مشهورين بحفظ الشرائع بقساوة. والكتبة كانوا هم فقهاء التوراة. فأرادوا أن يعرفوا أعجوبة قوّة يسوع. دققوا في كلّ كلمة من كلماته، كأنّهم مفتشون في الامتحانات المدرسيّة النهائية.
وشاءت حكمة الله في هذه اللحظة، ان يأتي رجال بمفلوج إلى يسوع. فكان هذا أجمل وأقوى رمز للتبشير. ولما صادفوا صعوبات من التقدم إلى يسوع، صعدوا إلى السطح ونقبوه، ودلّوا المفلوج إلى الغرفة، أمام قدمي يسوع، بدون أي كلاّم. ولكن عملهم الواضح كان صرخة واحدة مفعمة بالإيمان والطلّبة والرّجاء. وفرح يسوع من إزعاجه أثناء تعليمه، لانه يحب الإيمان. ورأى فيه رجاء المؤمنين الخارق للصعوبات. فهل تأتي في ابتهالاتك مباشرة؟ هل تكون عنيداً في محبّتك، ليخلّص يسوع رفيقك المفلوج روحيّاً؟
ويعرف المسيح سبب كلّ أمراض خطايانا. ولا تسبّب خطيئة معينة عادة مرضاً معيّناً، بل حياتنا البعيدة عن الله هي سبب ضيقاتنا وعلّة كوارث العالم كلّها. ففكّ يسوع القيود النفسانية في الشاب المريض مقدّمة لشفاء جسده. فهل سمعت كلمة يسوع: مغفورة لك خطاياك؟ اسجد واحن رأسك أمام ابن الله، وتمسّك بوعده مباشرة. هذه الكلمة الجوهرية تخصّ كلّ انسان يشتاق إلى طهارة وبِرّ وسلام مع الله. مغفورة لك خطاياك. آمن بهذا الإنجيل فتخلص. والمسيح يكلّمك شخصيّاً، ويحلّ ربط خطاياك. آمن بكلمة ربّك واشكره فتتعاهد معه، ويجري فيك سلامه. والمسيح نفسه هو الضامن لقوله الإلهي المختص بكلّ البشر.
ولمّا سمع جواسيس الهيئات الدينية هذه الكلمة الغافرة، فكروا أنّه لا يقدر أنّ يغفر الذنوب إلاّ الله. كان الحق معهم. وفكّروا أنّ هذه العبارة على لسان يسوع، هي تجديف. ولهذا فهو مستحقّ الموت. فكانوا عُمياً عن ألوهيته. ولم يشعروا بقوّة الرّوح القدس النابع مِن شخص يسوع، بل أبغضوه، لأنّه كان مختلفاً عنهم. لقد كان مِن فوق وهم مِن أسفل.
وشعر يسوع بأفكارهم، وقرأ بغضتهم بأعينهم. وفضح كبرياءهم المدين. وبيّن قصر بصرهم بكلّ جلاء. وسألهم لماذا يفكّرون بهذه الأفكار الشرّيرة في قلوبهم؟ وجذب أعداءه إلى التّوبة، وأعطاهم برهاناً لقدرته. ليتعلّموا الإيمان ويحبّوه، ويحصلوا أيضاً على غفران خطاياهم.
والإنسان يسوع شهد بسلطانه أنّ له الحقّ والقوّة، ليحلّ الخطايا ويغفرها. ولم يتنبأ في العهد القديم نبي بهذه الصفات عن المسيح. أمّا الآن فأعلن ابن الله امتيازه، أنّه يشترك بقدرة الله. وبيّن بهذه أنّه واقف في المستوى نفسه مع الله. واحداً معه، وثابتاً فيه. وهذه الشهادة، تفجّر عقولنا. ولكنّ المسيح، حجب ألوهيته. وسمّى نفسه ابن الإنسان ليدرك مستمعوه الأعجوبة الأعظم، إنّ الله وقف بينهم متجسّداً، حالاً خطاياهم بنعمته.
وبعد هذا البحث الأساسي أعطى يسوع الجمهور الخائف والمبغضين المعارضين برهاناً ملموساً، أعلنه لهم، قبل أن يتمّمه. وأمر المفلوج بكلمة واحدة، ان يقوم. فتوقّفت انفاس الحاضرين، لمّا شاهدوا المتحرّر مِن الخطيئة قد قام. لأنّه شعر بمحبّة المسيح، وتمسّك بكلمة الغفران. ودخل فرح الله في قلبه، فقفز باسم المسيح مِن فراشه. وجرّب أطرافه المتجمّدة مِن سنين، وحمل سريره المبتل بالدموع. ومشى على رجليه حقّاً. وسبّح الله وهلّل بلسانه، وعظّم يسوع مخلّصه.
وارتعبت الجماهير، وصلّوا في قلوبهم. وسكت فقهاء التوراة. لأنّ قوّة الربّ انتصرت على خطايا وأمراض علانيّة. ففار الدم في المغلوبين، وفكّروا بقتل المسيح في غيظهم. لأنّه في هذه المناسبة، أظهر المسيح حقيقته وجوهر عمله أمام هؤلاء الجواسيس. فكرازته المبدئية في الناصرة عن النبوة في إشعياء 61 تمّت أكثر فأكثر. واهتزّت قلوب النّاس بزلزال روحيّ. هل لمستك قوّة الله؟ هل تأكّدت مِن غفران خطاياك؟ اسجد لربّك، لأنّه هو هو أمساً واليوم وإلى الأبد.

الصَّلَاة
أيّها الربّ يسوع مخلّصي وربّي، أشكرك لأنّك غفرت كلّ ذنوبي. وكفّرت عن خبثي، مِن فرط نعمتك وإحسانك، أُقبّل رجليك، وأسجد لك، وأحبّك وأشكرك. لأنّك أدخلتني إلى الحياة الأبديّة احفظني في برّك، واجعل حياتي حمداً لإلهنا وخدمة للنّاس.
السُّؤَال
لِمَ غفر يسوع خطايا المفلوج؟