Skip to content

Commentaries
Arabic
مرقس
  
3- المَسِيْح يَظهَر لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ
(مرقس 16: 9- 11)
16:9وَبَعْدَمَا قَامَ بَاكِرًا فِي أَوَّلِ الأُسْبُوعِ ظَهَرَ أَوَّلاً لِمَرْيَمَ الْمَجْدَلِيَّةِ الّتي كَانَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْهَا سَبْعَةَ شَيَاطِينَ.10فَذَهَبَتْ هَذِهِ وَأَخْبَرَتِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ وَهُمْ يَنُوحُونَ وَيَبْكُونَ.11فَلَمَّا سَمِعَ أُولَئِكَ أَنَّهُ حَيٌّ وَقَدْ نَظَرَتْهُ لَمْ يُصَدِّقُوا


يَسُوْع حيٌّ، وقد قام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وغلب الموت بنصره المبين. وإن سألنا المجدِّفون المُلحدون ساخرين: "وهل رجع أحدٌ يوماً مِن الآخرة إلى عالمنا هذا؟" نجيبه بملء الثِّقَة: "نعم. يَسُوْع المَسِيْح قد قام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وأقام غيره أيضاً، وبرهن كيان حياة الله ووجوده". فجسده رمزٌ للخليقة الجديدة. هو المنتصِر الحيُّ الأبديُّ غالب كلّ مرض وفسادٍ وضعف؛ الكائن الموجود الباقي إلى الأبد، الّذي ليس لحياته نهاية.
وظهر يَسُوْع ثانيةً، حسب أخبار بُطْرُس على لسان تلميذه مَرْقُس، لتلميذةٍ كان قد شفاها قبلاً، وهي مريم المَجْدَلِيَّة الّتي كانت ملبوسة بأَرْوَاح. لم يقدر أحدٌ أن يشفيها غير يَسُوْع المخلِّص الّذي رحمها وحلَّها بكلمة قدرته القويَّة. فيَسُوْع ليس قاهر الموت فحسب، بل هو المنتصر على جميع أَرْوَاح جَهَنَّم أيضاً. يَسُوْع هو المخلِّص القدير الصَّالِح.
لم يكن الرُّوْح القُدُس آنَذَاكَ قد حلَّ في قلوب التَّلاَمِيْذ بعد، ولا في السَّيِّدَات المؤمنات اللواتي تَبِعْنَه. ولعلَّ يَسُوْع قد ظهر للمَجْدَلِيَّة ليثبِّت إيمانها، فلا تتعرَّض للارتداد، أو
للارتباط بأَرْوَاح شريرة من جديد.
إنَّ قيامة يَسُوْع مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات توضح لنا قداسته المُطلَقة وانطلاقه حُرّاً مِن قيود الجسد والخطيئة. وهو يُثبِّت أتباعه ويُحيطهم بجوٍّ مِن القَدَاسَة حصناً لهم من الخطيئة.
لم ترتعب المَجْدَلِيَّة عندما شاهدت المَصْلُوب حيّاً أمامَها، ولعلَّها اختبرت مِن خلال لقاءاتها الآثمة مع الأَرْوَاح سابقاً أنَّ ثمَّة أَرْوَاحاً وسلاطين يجهلها كثيرون. ورُبَّما حسبت يَسُوْع، للوهلة الأولى، ملاكاً ثمَّ تأكَّدَت أنَّه الرَّب، وعرفَت أن ليس مكانٌ لقوَّةٍ أُخرى؛ فكلمةٌ منه تطرد الشَّيْطَان وقوى الشَّر المخيفة على بكرة أبيها.
ركضت مريم المَجْدَلِيَّة، والفرح يغمر قلبها لمشاهدتها الرَّبّ المُقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَات، وأخبرت التَّلاَمِيْذ أنَّ الرَّبّ حيٌّ، وقد ظهر لها. لكنَّهم هزّوا رؤوسهم، وظنّوا أنَّ ما رأته لم يكن سوى رؤيا. وقالوا في أنفسهم إنَّنا نعرف مِن ماضي هذه المرأة أنَّها تأثَّرت طويلاً بالأحلام والأَرْوَاح والصُّوَر والهواجس. فممَّا لا ريب فيه أنَّ فِكرها صالحٌ، ولكنَّه غير حقيقيٍّ.
فقلوب التَّلاَمِيْذ، بعد الخيانة والجَلد والصَّلب والموت والدَّفن، بقيّت في حالة صدمة، فلم يُصدِّقوا إلاَّ ما يُشاهدونه بعيونهم. قد دفنوا أحلامهم وأمانيهم الكبيرة. لم يكن لديهم استعداد لتصديق أمرٍ ما بسهولةٍ، لأنَّ قلوبهم تقسَّت. وهذا ما نختبره اليوم في بعض أتباع يَسُوْع الّذين تعرَّضوا لنكبات مؤلمة في حياتهم، فهم يتقسّون في قلوبهم ويفقدون الصِّلة بإعلانات الرَّب المستمرَّة. إنَّ الرَّب الحيَّ يَعمل، ولكنَّهم لا يؤمنون، ولا يتطلَّعون إلى الرَّجَاء الحَيِّ، بل يتفرَّسون في الضّيق الشَّديد مِن حولهم وفي داخلهم.

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ العظيم، نسجد لك لأنَّك أعلنتَ شخصك القُدُّوس كي تُقوِّي المَجْدَلِيَّة الخائفة من الأَرْوَاح وتُثبِّتها في الإيمان. نسجد لك لأنَّك حيٌّ قُدُّوس، ولك السُّلطان على جميع الأَرْوَاح النَّجسة. ونؤمِن بقدرة كلمتك الإلهيَّة الّتي تستطيع أن تطرد الأَرْوَاح الشِّرِّيْرة مِن جميع الّذين يلتجئون إليك، فتحفظهم من الارتداد، وتُثبِّتهم في روحك القُدُّوس. حقّاً أنت المنتصر على الموت والشَّيْطَان والخطيئة. احفظني ليلاً ونهاراً في اسمك مع جميع المُبتهلين إليك. آمين.
السُّؤَال
لماذا ظهر يَسُوْع المَسِيْح لمريم المَجْدَلِيَّة أوَّلاً؟