Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
1: (1) . . . يَسُوعَ المَسِيحِ ابْنِ دَاوُدَ


يعرف كل يهودي من هو داود، لأنهم حفظوا مزاميره ( زبوره ) غيباً ورتلوها في المناسبات والأعياد الدينية، وعظَّموا محبة الله وعنايته بكلماته المليئة بالحمد والشكر. واستخدموا كلمات وعبارات ملكهم معترفين بخطاياهم وطالبين من الرب خلاصاً من أعدائهم.
فمن هو داود؟ اختاره الرب وهو ما يزال فتى راعياً، ليكون الملك الممسوح على شعب العهد القديم. وخلال خدمته الرعوية على القطيع تعلم الانتباه والجرأة والقيادة، والثقة بالله. كافح ضد الدببة والأسود. تعلم الصيد والعزف على الربابة والمزمار. ولمَّا صار شاباً تغلب بقدرة الله وعونه على جليات الجبار، فحسده الملك شاول، وغار من بطولته الشهيرة.
اضطر داود للهرب إلى الفلسطينيين، وعاش تحت حمايتهم، إلى أن انتحر خصمه شاول. بعدئذ أسس في "حبرون" مملكة مدة سبع سنوات. ولمَّا تحسَّنت الأحوال سنة 1004 ق.م فتح أورشليم، وجعلها عاصمة لأمته كلها. واستجلب أيضاً تابوت العهد إلى مركز سلطانه، جاعلاً من أورشليم محور الحضارة اليهودية. كذلك غلب أعداءه المجاورين تدريجياً في حروب دموية.
لمَّا أصبح داود غنياً وشهيراً، غلبته شهوته فزنى وقتل وأخذ نعجة الرجل الفقير. لكنه سمع توبيخ الله وتجاوب معه، فتقبّل الله توبته العميقة وغفر خطيئته بعد اعترافه الصريح بها، ومات ابن الخطيئة، إذ من المستحيل أن تجتمع الخطيئة والبركة تحت سقف واحد. ثم أدَّبه من جهة أولاده بخطايا متعددة وثورات أليمة، حتى اضطر للهرب من وجهه، وهو شيخ كبير السن، إلى عبر الأردن. ولم يعد إلى قاعدته إلا بعد أن قُتل ابنه الثائر أبشالوم.
في تلك السنوات الهائجة، اقترب داود من الله وصلى كثيراً، حتى ألهمه الروح القدس تسابيح ونبوات فائقة الوصف. ويشير قسم كبير من مزاميره إلى المسيح الآتي. وأعمق تأثير نقشه الروح القدس في قلبه أنه سيأتي من نسله ابن، يكون الله أباه بالذات(2صموئيل 17: 12-15 و 1ملوك 17: 11-14). وهذا الوعد المثير هو أحد أسس الإعتقاد أنه ينبغي أن يكون المسيح ابناً لداود.
لم يضع متى البشير وفي أول جملة من كتابه، لم يضع لقب المسيح فقط على يسوع، بل شدَّد على أنه من ذرية داود، مبيّناً أن يسوع هو من عشيرة الملك، معيَّن منذ ولادته ليكون الملك الأزلي الموعود.

الصَّلَاة
أيها الله القُدُّوس، طرقك غامضة أمام أعيننا. لكن كل وعد من وعودك يتم حتماً وتلقائياً. لم تخترنا لجودتنا الخاصة، بل لأجل رحمتك العظيمة. ولم ترفضنا لأجل آثامنا، بل تطهرنا إذا تُبنا توبة حقَّة. فأرشدنا إلى انكسار الكبرياء وإلى الندامة على خطايانا لنرفض كل شرورنا، وتتقدس أذهاننا بقوة روحك الطاهر.
السُّؤَال
لماذا سمي يسوع «ابن داود»؟