Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
17:24وَلَمَّا جَاءُوا إِلَى كَفْرِنَاحُومَ تَقَدَّمَ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الدِّرْهَمَيْنِ إِلَى بُطْرُسَ وَقَالُوا: أَمَا يُوفِي مُعَلِّمُكُمُ الدِّرْهَمَيْنِ؟ (25) قَالَ: بَلَى فَلَمَّا دَخَلَ الْبَيْتَ سَبَقَهُ يَسُوعُ قَائِلاً: مَاذَا تَظُنُّ يَا سِمْعَانُ؟ مِمَّنْ يَأْخُذُ مُلُوكُ الأََرْضِ الْجِبَايَةَ أَوِ الْجِزْيَةَ، أَمِنْ بَنِيهِمْ أَمْ مِنَ الأََجَانِبِ؟ (26) قَالَ لَهُ بُطْرُسُ: مِنَ الأََجَانِبِ قَالَ لَهُ يَسُوعُ: فَإِذاً الْبَنُونَ أَحْرَارٌ. (27) وَلكِنْ لِئَلاَّ نُعْثِرَهُمُ، اذْهَبْ إِلَى الْبَحْرِ وَأَلْقِ صِنَّارَةً، وَالسَّمَكَةُ الَّتِي تَطْلُعُ أَّوَلاً خُذْهَا، وَمَتَى فَتَحْتَ فَاهَا تَجِدْ إِسْتَاراً، فَخُذْهُ وَأَعْطِهِمْ عَنِّي وَعَنْكَ. (خر30:13،2مل12:5-6)


لم تكن الجزية التي طلبت هي تلك الجزية المدنية التي كانت تدفع للسلطات الرومانية، والتي كان العشارون يدققون في تحصيلها، بل كانت الجزية الكنسية، نصف الشاقل، التي كانت تطلب من كل شخص لخدمات الهيكل وتسديد نفقات العبادة فيه، وكانت تدعى "فدية النفس" (خروج30: 12). هذه لم تكن في ذلك الوقت تحصل بالدقة التي كانت متبعة من قبل، سيما في الجليل.
لم يعلن المسيح نفسه أنه ابن الإنسان فقط بل ابن الله أيضاً أثناء قضية جزية الهيكل. لم يكن مُجبَراً أن يدفع جزية لبيت أبيه السماوي، لأن كل ما هو لأبيه هو له. لكن محبته لأعدائه ورأفته بضعفهم حملته لدفع الجزية طوعاً، فربط نفسه ببطرس وتلاميذه الآخرين، وسمَّاهم «أبناء الله الأحرار». كما ذُكِرَ ذلك عدة مرات في إنجيل متى. هل تتمسك أيها الأخ بهذا اللقب والوعد؟ فتقف مع أبناء الله، ليس لصلاحك، بل لأنك آمنت بكلمة يسوع. وكلمته القوية ستقدسك إلى التمام لتكون كما يدعوك الله أن تكون.
إن الإلتزامات الكنسية التي تفرض قانونياً ينبغي أن توفى برغم ما قد يوجد هنالك من الأخطاء الكنسية، ينبغي أن نحذر من اتخاذ الحرية سترة للطمع والشر (1بطرس2: 16). وإن كان المسيح قد دفع الجزية فمن ذا الذي يدعي الإعفاء منها.
إن الحكمة والتواضع المسيحيين يعلمانا أنه في حالات كثيرة خير لنا التنازل عن حقوقنا من اعثار الآخرين بالتمسك بها، ثم اننا ينبغي أن لا نتخلى عن واجباتنا خوفاً من العثرة، بل ينبغي في بعض الأحيان أن ننكر ذواتنا بصدد مصالحنا المدنية أولى من إعثار الآخرين.

الصَّلَاة
أيها الآب، نسجد لك بمحبة وفرح، لأن ابنك الوحيد صيَّرنا بموته أبناء لك. نحن بطبيعتنا أعداء لك وبعيدون عنك. أما دم يسوع فقرَّبنا إليك. نعظّمك لنعمتك، ونتهلل لأبوّتك لنا. ساعدنا لنخدم في محبتك كما خدم ابنك العالم لتتحقق ألوهيتك في إنسانيتنا.
السُّؤَال
كيف أعلن يسوع أنه ابن الإنسان وابن الله؟