Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
2:3فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. (4) فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْبِ، وَسَأَلَهُمْ: أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟


حصل اضطراب للملك ولأهل أورشليم جميعاً عندما بلغهم الخبر بولادة مسيحهم، فان الله كان قد أجرى عمله بدون معرفتهم، ثم استخدم أناساً أجانب لإبلاغهم الخبر. جمع هيرودس كل رؤساء الكهنة السابقين مع رئيس الكهنة المسؤول في ذلك الوقت، ومعه رؤساء الفرق الكهنوتية الأربع والعشرين ( 1 أي 24: 1-19؛ 2 اي23: 8 قابل لو 1: 8) وكتبة الشعب أيضاً. ومع أن الكهنة والكتبة قد عرفوا كتبهم حرفياً إلا أنهم لم يعرفوا ذاك الذي شهدت عنه تلك الكتب. فأجابوا على سؤال الملك حالاً عن الموضع الذي يولد فيه المسيح. أما ذاك الذي ولد فلم يعرفوه. دلّوا الآخرين عليه، دون أن يذهبوا إليه. هكذا نكون نحن أيضاً عندما نعلِّم كلمة الله للآخرين دون أن نكون سالكين فيها.
لم يكن هيرودس يجهل نبوات العهد القديم عن المسيا وملكوته والأوقات المحددة لظهوره وفقا لنبوة دانيال وأسابيعه، لكنه إذ حكم هو نفسه طويلا وإذ كان ناجحا في حكمه بدأ يرجو أن تسقط هذه المواعيد إلى الأبد وأن يدوم حكمه رغما عنها. فالقلوب الشريرة الأثيمة العالمية لا ترهب شيئاً أكثر من إتمام الكتاب ووعوده.
اظطرب هيرودس وجميع أورشليم لاعتقادهم خطأ أن مملكة المسيا سوف تتصادم مع السلطة العالمية، مع أن الملاك الذي أعلن البشرى أشار بكل صراحة إلى أن مملكته سماوية وليست من هذا العالم. فسبب مقاومة ملوك الأرض وشعوبها لملكوت المسيح هو عدم فهمهم إياه بل تكوين فكرة خاطئة عنه.
عندما وصلت قافلة المجوس إلى أورشليم، كان يحكمها طاغية اسمه هيرودس الكبير؛ لم يكن يهودي أصيل، بل كان أدومياً من سبط عيسو الخشن الصياد البري. فتح هيرودس بمساعدة الرومان مدينة أورشليم سنة 37 ق.م، وسفك دماء كثيرة. فقد كان قاتلاً ماكراً زانياً مجرماً قتل ابنه وامرأته ليتأكد من إزالة كل طامع بعرشه.
إلى هذا الملك الشرير جاء المجوس من الشرق يسألون: «أين هو المولود ملك اليهود؟ لدينا دليل أنه وُلد حديثاً، لأن زحل والمشتري اتحدا في برج الحوت. وقد رأينا هذا الالتقاء في المشرق بوضوح». سقط هذا الخبر كصاعقة في قصر الملك وهزَّ العاصمة كلها. فخاف السكان من التفتيش في البيوت والضغوط على النفوس، وأن الملك سيسفك الدماء الكثيرة ليثبّت عرشه.
أدرك هيرودس الماكر فوراً معنى هذا الاعلان الغريب، الذي لم يكن مختصاً بانسان ما، بل بمسيح الله الموعود. فاستعد للكفاح ضد الله وابنه، وأمر بانعقاد المجلس اليهودي الأعلى في قصره.
تألف هذا المجلس من 71 عضواً هم رؤساء الكهنة، وكتبة وشيوخ، وهم المسؤولون عن اتخاذ القرارات الشرعية والاجتهادات الدينية والمحاكمات النهائية. كانوا جميعاً يعرفون التوراة بكل تفاصيلها، خصوصاً النبوات المختصة بالمسيح. فتباحثوا مضطربين عن ماهو مكتوب في سفر إشعياء، وابتدأوا بالإصحاح التاسع (9: 2) " الشعب السالك في الظلمة أبصر نورا عظيماً. الجالسون في أرض ظلال الموت أشرق عليهم نور" وتعمقوا في النبوة الثانية التي وردت في ( اشعياء 9: 6) "لأنه يولد لنا ولد ونعطى ابناً، وتكون الرياسة على كتفه، ويدعى اسمه عجيباً، مشيراً إلهاً قديراً، أباً أبدياً، رئيس السلام". ثم وصلوا إلى أمر الله للمسبيين في قوله (اشعياء60: 1-3) "قومي استنيري لأنه قد جاء نورك، ومجد الرب أشرق عليك، لأنه ها هي الظلمة تغطي الأرض والظلام الدامس الأمم. أما عليك فيشرق الرب، ومجده عليك يُرى. فتسير الأمم في نورك، والملوك في ضياء إشراقك".
غير أن الملك هيرودس لم يرغب في معرفة صفات المسيح المولود ولا أعماله ولا سلامه بل أراد أن يعرف مكان ولادته كي يستطيع القبض عليه فوراً، ويبيده بلا شفقة، كراهية وحقداً.
ليتنا نملك روح التأمل حتى نتعمق في وعود الله الواردة في العهد القديم وهي 333، ونقارنها بسيرة المسيح في العهد الجديد، لندرك أن ولادة المسيح، وأعماله، وموته، وقيامته، وصعوده لم تحدث صدفة، بل كانت مكتوبة بالتفاصيل مسبقاً.

الصَّلَاة
أيها الرب يسوع، ولدت والعالم كرهك منذ ولادتك، ولم يدرك محبتك ولاهوتك، بل خافوا منك. أما نحن فنحبك ونسلم لك أنفسنا، حامديك لأنك أتيت إلى دنيانا غالبا الرفض والحقد والعداوة. أعلن نفسك لكل الذين يشتاقون إليك.
السُّؤَال
من هو هيرودس، وما هو المجلس الأعلى اليهودي؟