Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
الويل الأول
23:13لكِنْ وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ، لأَنَّكُمْ تُغْلِقُونَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ قُدَّامَ النَّاسِ فَلا تَدْخُلُونَ أَنْتُمْ وَلا تَدَعُونَ الدَّاخِلِينَ يَدْخُلُونَ!


عندما يقول الله «ويل» تأتي الدينونة حتماً، وعندما يقول المسيح «ويل» ثماني مرات، فمعناه أن الفساد قد تضاعف، ولا بد من العقوبات الإلهية على المتدينين المرائين.
كان الكتبة والفريسيون مرائين، أي كانت صفاتهم الشريرة تلخص في رذيلة الرياء. كانت هي الخميرة التي خمرت كل أقوالهم وأفعالهم. المرائي يمثل على مسرح العالم الروحي، فهو يمثل دور شخص آخر غير شخصه، يمثل دور الشخص الذي لن يكونه وقد لا يريد أن يكونه. المراؤون في حالة ويل يرثى لها. ويل للمرائين هكذا قال ذاك الذي قوله قول الفصل، إن عاشوا فتدينهم باطل، وإن ماتوا فهلاكهم مروع.
ما هي خطيئة الأتقياء؟ إنها الرياء. لا يشمئز المسيح في حالة أشد مما عندما يلتقي بمراء متظاهر بالتقوى وهو في حقيقته شرير يتصرف كالأبرار بينما هو يثبت في الخطيئة ويصلي صلاة تتمحور حول نفسه. هو يتبرع ظاهراً لكن بلا محبة في قلبه. في كل هذه الأعمال الدينية يظن أنه غير محتاج إلى التوبة والتغيير الفكري، مكتفياً بذاته، ومتكلاً على بر نفسه. لا يطلب مخلّصاً بل يرفضه، فيبث المرائي أفكاره في الآخرين ويمنعهم تلقائياً من التوبة، ويثبتهم في اتكالهم على ذواتهم. إنه يبعدهم عن شعورهم باحتياجهم إلى المخلص. فالمرائي من أفظع المضلين، لهذا أحب المسيح الخطاة أكثر من الأتقياء المتظاهرين بالتقوى، فالأولين تابوا وطابوا، أما الآخرون لم يتوبوا فتقسُّوا وأثروا على طالبي الحق ومنعوهم من الخلاص.
طورت بعض المذاهب قوانينها لدرجة أن يحكم كل مؤمن تابع لابن الله المصلوب، وإن لم يرفض مخلصه يقتل. فالمتمسكون بالبر الذاتي لن يدخلوا إلى رحاب نعمة المسيح كما يمنعون الداخلين من الثبات في ربهم الحنون.

الصَّلَاة
أيها الآب السماوي، امتحني وجددني لكي أتكلم بالحق ولا أعمل العكس. ساعدني لكيلا أصبح عثرة للآخرين قولاً وعملاً. غيرني نحو التواضع، تواضع الرب يسوع بلطف الروح القدس. املأني بمحبتك لكي أعيش وفق الإنجيل ولا أكون مرائياً بل أسلك بكل استقامة.
السُّؤَال
كيف يمنع المراؤون طالبي الحق من الدخول إلى ملكوت السماوات؟