Skip to content

Commentaries
Arabic
متى
  
الدلائل على اختطاف المؤمنين
(24: 37-41)
24:37وَكَمَا كَانَتْ أَيَّامُ نُوحٍ كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. (38) لأَنّهُ كَمَا كَانُوا فِي الأَيَّامِ الَّتِي قَبْلَ الطُّوفَانِ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُونَ وَيَتَزَّوَجُونَ وَيُزَّوِجُونَ، إِلَى الْيَوْمِ الَّذِي دَخَلَ فِيهِ نُوحٌ الْفُلْكَ، (39) وَلَمْ يَعْلَمُوا حَتَّى جَاءَ الطُّوفَانُ وَأَخَذَ الْجَمِيعَ، كَذلِكَ يَكُونُ أَيْضاً مَجِيءُ ابْنِ الإِنْسَانِ. (40) حِينَئِذٍ يَكُونُ اثْنَانِ فِي الْحَقْلِ، يُؤْخَذُ الْوَاحِدُ وَيُتْرَكُ الآخَرُ. (41) اِثْنَتَانِ تَطْحَنَانِ عَلَى الرَّحَى، تُؤْخَذُ الْوَاحِدَةُ وَتُتْرَكُ الأُخْرَى. (لو17:35)


قُبَيل الطوفان أمر الله نوحاً أن يصنع فلك الخلاص لنفسه وعشيرته، فاستهزأ أصدقاؤه به وحسبوه مجنوناً، حتى غرقوا في طوفان غضب الله يائسين. أما نوح فآمن بكلمة الله وأطاع هُداه، رغم المستهزئين حوله، فخلص مع عائلته.
المسيح هو فلك خلاصنا لا غيره. إنه يقدّم لنا الحماية من غضب الله، ويغفر ذنوبنا، ويمنحنا الحياة السرمدية، ويغذّينا بكلمته المقدسة. فتعال إلى مخلّصك، واتحد به في عهده الجديد فتعيش معه إلى الأبد حتى ولو زالت العوالم بالضجيج والنار.
إن أصبح تغافل الناحية الروحية عاماً شاملاً في أي شعب كانت علامة أخطر من أشر القبائح التي توجد في حالات فردية هنا وهنالك.
الأكل والشرب ضروريان لحفظ حياة الإنسان، والتزوج والتزويج ضروريان لحفظ الجنس، ولكن الأمور الشرعية تسبب لنا الهلاك إن تمّت بطريقة غير شرعية. كانوا غير معقولين فيها، متطرفين ومفرطين في إشباع الشهوات الجسدية وأرباح العالم، كانوا منغمسين فيها بكليتهم، كأنهم لم يخلقوا إلا ليأكلوا ويشربوا.
كانوا منغمسين فيها في الوقت غير المناسب، فقد انصرفوا بكليتهم للعالم وللجسد عندما كان الخراب على الأبواب، وعندما كانت لديهم الإنذارات الكافية، كانوا يأكلون ويشربون في الوقت الذي كان ينبغي فيه أن يتوبوا ويصلوا. عندما دعا الله بخدمة نوح إلى البكاء والنوح كان هنالك بهجة وفرح، فكانت هذه هي خطيئتهم التي لم تغتفر كما كان الحال مع إسرائيل فيما بعد (إش22: 12و14).
نرى في تاريخ البشر أنه قبل زوال الحضارات، يصير الناس فاسدين سطحيين، يلعبون ويعملون النجاسة بدون خجل، رغم شعورهم بأن الخراب قادم! وقد وصف يسوع الوقت قبل مجيئه بأن الناس يكونون آكلين وشاربين ومتزوجين. فلا يعني هذا أن الأكل والشرب والزواج خطية، بل أن الناس يعملون كل ذلك بدون الله، وبعيداً عنه بسطحية وغرور، فلأجل لا مبالاتهم وكفرهم يسقطون إلى غضب القدير.
إن استقامتك المزيفة والمدعاة لا تنجيك من الدينونة المقبلة عليك، بل إيمانك بمخلصك يسوع وحده، هو الذي ينجيك. كثير من الناس يتعاونون في محنتهم لخير مجتمعهم، ويتباحثون في أمورهم المهمة، لكن المضطهد في المسيح وحده يخلص، ومن يترقب مجيئه حسب وعده هذا يحبه وينتظره ويتوقف فرز المسيح للبشر عند مجيئه على علاقة الفرد الشخصية بفاديه المحبوب. من يخصه ويمتلئ بروحه يكون مقبولاً ومأخوذاً في الساعة الأخيرة.
سيخطف المسيح خاصته كما يجذب المغناطيس ذرات الحديد من الغبار، فمحبة المسيح لقديسيه كبيرة بمقدار أنه يخطفهم في أوائل مجيئه. فيصعدون إلى السماء كما صعد ربهم مسبقاً. وهم طبعاً لا يستحقون هذا الصعود، لكن خلاص ربهم غيرهم من الأنانية إلى المحبة، ومن الكبرياء إلى التواضع.
لم يخبر المسيح المؤمنين مسبقاً عن ساعة مجيئه إذ يريد أن يكونوا مستعدين لاستقباله في كل حين، سواء كانوا في ساعات اليقظة والعمل حين تشرق الشمس في نصف الكرة الأرضية نهاراً، أو حين ينامون في الليلة الدامسة في النصف الآخر. سوف تأخذ ملائكة الرب الرجال والنساء على السواء، لأنه لا يوجد في الآخرة ذكوراً وإناثاُ، بل قديسين بلا لوم متشبهين بملائكة الرب.
إن محبة المسيح ستجتذب الأحياء في الروح من بين الأموات في الخطايا، لتوحيد أبدي مع مخلّصهم الفادي. هل أصبحت اليوم واحداً مع المسيح في الروح؟ وهل أدركت أن الرب نفسه يشتاق إليك وإلى كل المؤمنين منذ أن فارقنا ساعة ارتفاعه إلى السماء؟ إنه يأتي مدفوعاً من محبته وبملء إرادته ليخلص أحباءه المضطهدين في الضيقة العظيمة.

الصَّلَاة
أيها الآب السماوي، نعظّمك لأن ابنك الحبيب أوجد لنا رجاءً حياً. إحفظنا من السطحية والتخيلات. امحُ معاصينا وثبّتنا في ابنك المخلّص لينجينا من ساعات الدينونة ويحفظنا إليه، مع كل المتغيّرين من الأنانية إلى المحبة ومن الحقد إلى السماح.
السُّؤَال
كيف سيعود المسيح ثانية إلى دنيانا وماذا سيحدث مع احبائه؟