Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
1:2نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ اللهِ أَبِينَا وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ


بعد التَّحية الافتتاحية، أفاض الرَّسُول بركته على الرَّعية كخلاصة تعليمه وقوَّته. فمَن يضع نفسه تحت هذه البركة الرَّسُولية ويتمسّك بها، لا يبقَ إنساناً عادياً فيما بعد، بل يتغيَّر، ويتبرَّر، ويمتلئ نعمة وحقّاً. ويثبت في سلام مع اللّه.
فالنِّعْمَة في العَهْد الجَدِيْد تعني محبَّة اللّه المستمرّة الشرعيّة للآخرين غير المستحقّين بنظرنا. فهذه النِّعْمَة تتوقف على الصَّلِيْب، لأن بدون موت المَسِيْح نيابة عنا لا توجد نعمةٌ حقَّة، ولا يحق لِلَّهِ أن يُنعم علينا، بل لمتطلبات قداسته ينبغي أن يهلكنا. ففي المَسِيْح ابتدأ عصر النِّعْمَة. وصارت رحمة اللّه حقّاً شرعيًّا لكل مؤمن به.
والسَّلاَم مع اللّه هو ثمر المصالحة المبني على مصالحة يَسُوع. فمَن يقبل موته النيابي عن البشر، يحلّ فيه روح اللّه، الَّذي هو السَّلاَم نفسه. لأن ليس في اللّه اضطراب أو خصام، بل مسرَّة ومحبَّة ووحدة. فجميع المَسِيْحِيِّيْنَ المولودين ثانيةً مِن الرُّوْح القُدُس يشتركون في هذه الصِّفة الإلهيَّة، السَّلاَم. كما أنّ أوَّل كلمة قالها المَسِيْح بعد قيامته هي: سلامٌ لكم.
فإيمانُنا كلُّه يتعلَّق بهاتين الكلمتين: النِّعْمَة والسَّلاَم. ومَن يَثبت في هذه الحقائق الإلهيَّة، يتجرّأ ويَدْعُ اللّهَ أباه. وهذا الاسم الفريد هو محور الإِنْجِيْل كلِّه، متضمّناً الجواب الصَّحيح لأسئلة الأديان والفلسفات جميعها. فلم يبقَ اللّه مُهلكاً غاضباً بعيداً مجهولاً، بل أعلن نفسه في المَسِيْح كمحبَّة سرمدية. فلا نعرف اللّه إلاَّ بتجسُّد المَسِيْح الَّذي يريد أن يكون لأبيه أولاد كثيرون يسلكون في فضائله، ليتقدّس اسم الآب عملياً. فهل أصبحت مِن أبنائه مولوداً مِن روح محبته؟
والمَسِيْح هو الرَّبّ الحيّ، الجالس عن يمين الآب، المالك معه الكون كلَّه في وحدة أبدية. وهو رأسنا، فنحن له وهو لنا. وهكذا نسلّم أنفسنا له طوعاً، لأنَّه بذل ذاته فدية عن كثيرين. وأتمَّ الخلاص. فدُفع إليه كلّ سُلْطَان في السَّمَاء وعلى الأرض. وكلّ مَن يؤمن ويلتصق به، يشترك في نشر اسمه وملكوته، وينتظر مجيء الرَّبّ في المجد، لينشئ مملكة السَّلاَم على أرضنا القلقة.
وإن درست الكلمات الافتتاحية لرسالة بُولُس إِلَى أَهْلِ فِيْلِبِّيْ، تَكُن قد أمسكت بمفتاح رسالة الفرح كلّها.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ، نعظّمك لبحر محبَّتك. فبركتك قرَّبتنا منك. وموت ابنك كفَّر عن خطايانا. وروحك القُدُّوْس يقدِّسنا إلى التمام. فنسجد لك ولابنك. ونلتمس منك الامتياز أن نشترك في نشر ملكوتك، ليتقدّس اسمك الأبوي. ويخلص كثيرون مِن عالم الفساد. آميـن.
السُّؤَال
ما هي المعاني البارزة في البركة الرَّسُوليَّة؟