Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
1:7كَمَا يَحِقُّ لِي أَنْ أَفْتَكِرَ هَذَا مِنْ جِهَةِ جَمِيعِكُمْ لأَِنِّي حَافِظُكُمْ فِي قَلْبِي فِي وُثُقِي وَفِي الْمُحَامَاةِ عَنِ الإِنْجِيلِ وَتَثْبِيتِهِ أَنْتُمُ الَّذينَ جَمِيعُكُمْ شُرَكَائِي فِي النِّعْمَةِ.8فَإِنَّ اللهَ شَاهِدٌ لِي كَيْفَ أَشْتَاقُ إِلَى جَمِيعِكُمْ فِي أَحْشَاءِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.9وَهَذَا أُصَلِّيهِ أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي الْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ10حَتَّى تُمَيِّزُوا الأُمُورَ المُتَخَالِفَةَ لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلاَ عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ الْمَسِيحِ11مَمْلُوئِينَ مِنْ ثَمَرِ الْبِرِّ الَّذي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِمَجْدِ اللهِ وَحَمْدِهِ


لا تُعْنَى كَنِيْسَة المَسِيْح الحيَّة، خلال اجتماعاتها، بما يرتديه أعضاؤُها مِن أزياء جديدةٍ. ولا مكان فيها لعرض الوجوه المتفاخرة، ولا لإعطاء الأذهان فرصة أثناء الوعظ للتفكير بما قد أعدّته الزَّوجات مِن طعامٍ لذيذٍ، وما إلى ذلك مِن أُمورٍ دنيويَّةٍ تافهةٍ. بل الكَنِيْسَة الحية هي شركة القِدِّيْسِيْن العاملين في المحبَّة، المتسابقين في الاحترام والتَّعَاوُن والتَّضْحِيَة.
حمل بُولُس جميعَ أعضاء رعيته في أحشاء قلبه، لأنَّ له قلباً أبوياً واسعاً،ً وطاقةً دائمةً للاحتمال، فقد انسَكَبَت محبة اللّه في ذهنه.
ولم يستَحِ أعضاءُ رعيته به حين أُلْقِي في السجن، بل حملوا عوضاً عنه إِنْجِيْل الخلاص بجرأة وجسارة إلى محيطهم، عالمين أنَّ بُولُس قد سُجن لأجل الدفاع عن الإِنْجِيْل الصحيح، وللشهادة أمام الملوك، وحتّى القيصر نفسه. فلم يخافوا رغم الاضطهاد، إنَّما اشتركوا جميعاً في الشَّهَادَة والصَّلاَة لنشر بشرى السَّمَاء. وهكذا برهنوا على أنَّهم شركاء في النِّعْمَة والقوَّة الإلهيّة. فالَّذي يَنقل الإِنْجِيْل لا يُبشِّر بتعليم فقط، بل يقدّم قوَّة العلي للآخرين. فمَن يؤمن يخلص. ومَن يعترف بيَسُوع، يُسَرّ في مسرّته.
واشتاق الأسير بُولُس إلى رؤية شركائه الأحبّاء، وإلى المساهمة معهم في دمة الرَّبّ، لأنَّ فيه كانت تكمن المشاعر والدوافع نفسها الَّتي أنزلها المَسِيْح سابقاً مِن السَّمَاء، وهي المحبَّة الإلهيَّة والرثاء والرحمة. فكأنّه وهو داخل المَسِيْح وبأحشاء رأفته أحبَّ زملاءه.
ونابَ بُولُس، في عزلته الَّتي لم تسمح له بالاشتراك في الجهاد الروحي، عن شهود الخلاص، مصلياً لأجلهم أمام عرش النِّعْمَة بحرارة وقوَّة، أن يمنحهم الآب السَّمَاوِِيّ أهمّ شيء في التبشير: وهو الامتلاء بالمحبَّة المقدَّسة، فينموا في قوَّة معرفة اللّه، ويحصلوا على موهبة تمييز الأرواح والأحوال، ويستطيعوا كأطباء ماهرين أن يعالجوا أخطاء الضّالين، ويبنوا خلاصهم، بلياقة وشعور لطيف.
وكان لتفكير الرَّسُول هدف واحد كشعار رئيسي لحياته، وهو مجيء الرَّبّ الَّذي أعطى كلماته وصلواته توجيهاً أبديّاً. وفي هذا الرُّوح تأكَّد أنَّ المَسِيْح نفسه سيُخلِّص كنيسته، ويعمل فيها ويحفظها ويُكمِّلها ليجعلها تثمر؛ لأنَّ الفضائل الروحيَّة المطلوبة منَّا تنضح منه شخصيّاً. وكما يُحرِّك الرَّأسُ أعضاء الجسد، هكذا يُرشد المَسِيْح المُؤْمِنِيْن به إلى خدمات لطفه، ليعظم حمد اللّه ويتقدّس اسمه الأبوي. فهل أنت عضوٌ في جسد المَسِيْح، مجتهدٌ في كنيستك، أم تراك تهدر وقتك خارج الرحاب المقدّسة؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح، أنت رأسنا ونحن أعضاؤك. املأنا بصدق محبّتك، وأنرنا لمعرفة مشيئتك في جميع أحوال حياتنا، كيلا نخاف مِن السجون والاضطهادات لأجل إِنْجِيْلك، بل نمتلئ فرحاً ويقيناً بأنَّك آتٍ عن قريب لتخليص العالم القلق. تعال أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع.
السُّؤَال
كيف أحبَّ بُولُسُ الرَّسُول أهلَ فِيْلِبِّي؟ وماذا صلّى لأجلهم؟