Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
2:9لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضًا وَأَعْطَاهُ اسْمًا فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ10لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاء وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ11وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ


قَبِلَ اللّه ذبيحة ابنه الَّذي صالح العالم مع القُدُّوْس، واحتمل انسكاب الغضب على نفسه. لقد احتمل يَسُوع عذاب الجحيم عوضاً عنا، ونزل إلى أسفل درجات الكون. ولكنَّه بتواضعه هذا قهر سُلْطَان الظلمة، وتغلب على غضب اللّه بمحبته الصافية. وهذا الخلاص لم يقدر أن يُؤمِّنه لنا لا ملاكٌ ولا بارٌّ، ولا حتَّى الآب القُدُّوْس نفسه في شخصيته لم يكن قادراً أن يموت عوضاً عنّا، ويدين العالم في الوقت نفسه. فالمَسِيْح هو الفَادي الوحيد والمخلِّص الفريد الَّذي غفر خطاياك حقّاً. وهذا الغفران سرّ عظيم، وحقيقة ملموسة لكل مَن يؤمن. ولا يوجد اسمٌ آخر في السَّمَاء وعلى الأرض يعطيك خلاصاً. فاسمُ "يَسُوْع" هو أهمُّ الأسماء كلِّها. ونرجو ألاَّ يتمكَّن أحدٌ مِن إخفاء هذا الاسم مِن شعورك الباطني، أو مِن تحريف هذا الاسم الفريد إلى "عيسى"، لأنَّ اسم "يَسُوْع" هو المفتاح الوحيد إلى اللّه.
لا يَعرف كثيرون مِن النّاس قوَّة هذا الاسم بعد، لأن غبطة السَّمَاء لم تدخل قلوبهم، فبقيت وجوههم حزينة. أسرِع وأخبرهم ببشرى الخلاص، أنَّ يَسُوع قد غفر ذنوبهم، والرُّوْح القُدُس يوشك أن يحلّ فيهم، ويفكّ قيود قلوبهم.
عرفت المَلاَئِكَة والشَّيَاطِيْن منذ الصَّلِيْب، أنَّ المَسِيْح هو المنتصر، لأنّ اللّه رفعه إلى يمينه، حيث يجلس حياً ومالكاً مع أبيه، إلهاً واحداً في وحدة الرُّوْح القُدُس. وجماهير المَلاَئِكَة تحمده وتسبحه ليلاً نهاراً، لأنَّ هبة مصالحة العالم لم يتمّها أحدٌ إلاّ هو. والشَّيَاطِيْن ترتجف خوفاً مِن هذا الانتصار، لأنّها تعرف أنَّ لها وقتاً قصيراً إلى أمد مجيئه. واسم يَسُوع يجبر كلّ شيطان أن يجثو أو يهرب، لأنّ المَسِيْح هو الرَّبّ الحقّ. وعند مجيئه الثَّاني سيقوم الأموات، ويسجدون له متعجّبين متهلّلين، مع جماهير الأحياء والأرواح والمَلاَئِكَة. فهل ستكون في صفوف الفرحين السَّاجدين، والمُؤْمِنِيْن بأنّ يَسُوعَ المَسِيْح هو الرَّبّ؟
هذه هي المعرفة والاعتراف والأساس المتين في الكَنِيْسَة الحقة، أنَّ يَسُوع هو الرب. وَلَيْسَ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يُسمِّي المَسِيْحَ ربّاً إِلاَّ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ. ولا يَقْدِرُ فيلسوفٌ ولا نبي أن يُدرك سرّ وحدة الثَّالُوْث الأَقْدَس، إلاّ المولود ثانيةً مِن محبة اللّه. والاسم الجديد ليَسُوع إنَّما هو عثرة للهالكين. ولكنَّه قوَّة اللّه لنا نحن المُخَلَّصين.
لقد أهملنا السجود للرَّبّ يَسُوع الَّذي يريد تبشير العالم كلّه، وإرشاد الكَنِيْسَة إلى الوحدة. وهو ضابط الكون، المستحقّ كلَّ احترامٍ. فمتى تجثو أمامه وتشكره، وتهب حياتك كلَّها له؟ تذكَّر أنَّ اللّهَ القُدُّوْس قد أصبح أباك الحنون لأجل ذبيحة يسوع الفريدة.
والسجود للرَّبّ يَسُوع، لا يعني التضييق على مجد اللّه الآب، بل على العكس، إنَّنا بسجودنا للابن نُظهِر أبوَّة اللّه وبنوَّتنا له. فمنذ مجيء المَسِيْح ظهر الاسم الجديد للّه أنّه أبونا. فليس العلي منفرداً، بل له عائلة مؤلفة مِن المولودين روحيّاً والمطهَّرين بذبيحة الابن. فكلُّ متجدِّدٍ عائشٍ في روح يَسُوع يُمجّدُ الآبَ، كما علَّمنا يَسُوع أن نصلي: ليتقدَّس اسمك الأبوي.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الآبُ القُدُّوْس، نسجد لك ولابنك في إرشاد الرُّوْح القُدُس، لأنك فديتنا بموته مِن سُلْطَان الخطيئة وخداع جهنّم. لقد أصبحنا أولادك المحروسين بدم ابنك إلى الأبد. فنسرع إليك بتسابيح، ونُقبِّل يدَي وقدَمَي يَسُوع المثقوبة، ونبشِّر باسم المخلِّص يَسُوع فادي العالمين. فأنر الملبوسين بأرواح العالم في محيطنا، ليتحرّروا ويسجدوا معَنا ليَسُوع لمجدك الأبدي. آمين.
السُّؤَال
ما هُمَا الاسم الأعلى ليَسُوع، واللقب الفريد للّه، اللَّذان تعترف بهما كلُّ كَنِيْسَة بفرح؟