Skip to content

Commentaries
Arabic
فيلبي
  
8- خَتم الرِّسَالَة بالنِّعْمَة
(فِيْلِبِّي 4: 21-23)
4:21سَلِّمُوا عَلَى كُلِّ قِدِّيسٍ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. يُسَلِّمُ عَلَيْكُمُ الإِخْوَةُ الَّذينَ مَعِي.22يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ جَمِيعُ الْقِدِّيسِينَ وَلاَ سِيَّمَا الَّذينَ مِنْ بَيْتِ قَيْصَرَ.23نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ. (كُتِبَتْ إِلَى أَهْلِ فِيْلِبِّيْ مِنْ رُومِيَةَ عَلَى يَدِ أَبَفْرُودِتُسَ)


المحبة تبتهل وتهدي الهدايا وتكتب الرَّسَائِل، لتُثْبِت بذلك نفسَها للبعيدين، فيفرحوا ويتشجعوا ويشتركوا في البركة.
طلبَ بُولُس مِن مستلمي رسالته، أن يسلِّموا على كلّ قدِّيس في المَسِيْح عندهم ثابت في المَسِيْح ونعمته، ليتأكّد أنَّ هناك وحدة روحية تربط الجميع، سواء كانوا مسجونين أو أحراراً. فهل يربطك رباط المحبّة المقدّس بإخوتك المُؤْمِنِيْن رغم المسافات؟
أخي المؤمن، تأتي القَدَاسَة مِن إيمانك بالمَسِيْح وبكلمته، والعمل بها، دون النظر إلى ماضيك ونفسك. وإذ ذاك ترى بركات الرب، وتشعر بقوَّة روحه الأزليِّ، فيجعل منك خادماً له، مفروزاً لخدمته.
ونؤكِّد لك، أنَّنا نصلِّي لأجلك باستمرار، ونسلِّّم عليك. ولكنْ تأكَّد أننا لسنا وحدنا مَن يفعل هذا، بل إنَّ المَسِيْح نفسه يعرفك، ويحبُّك ويشفع لك. اعلَم يقيناً أنه يدفعنا للإيمان لأجلك. كما أنّه يرشد جميع القِدِّيْسِيْن للصَّلاة لأجلك، لأنَّ الرَّبّ علَّم أتباعه، في صلاته الرَّبَّانِيَّّة، أن يُصلُّوا في صيغة الجماعة "نحن"، فيشملوك في صلاتهم أيضاً. واعلم أيضاً أنَّ جميع القِدِّيْسِيْن الأحياء يبتهلون لأجلك كلَّ يوم، وفي كلِّ مكان على الأرض. ولَئِن غربت الشَّمس في منطقةٍ مِن كرتنا الأرضية، فإنها تُشرق على الأخرى في الوقت نفسه، أي إنَّ سلسلة الصَّلاَة المَسِيْحِيّة لا تنتهي. فهل أنت حلقةٌ في هذه السِّلسلة؟
وشهد بُولُس بخاصَّةٍ أنَّ بعض عبيد القيصر وأعوانه قد أصبحوا مؤمنين بالمَسِيْح، وتقدَّسوا في سلوكهم حقّاً. ودخول الإِنْجِيْل حاشيةَ الإمبراطور يُعتبَر عجيبةً، لأنَّ هؤلاء عاشوا في محيط يكرَّم فيه القيصر كإله. فهؤلاء المُؤمِنُون أدركوا المَسِيْح ربّهم، وتحوَّلوا عن إلههم القديم إلى اللهِ الحي بعزم وثبات، رغم خطر الاضطهاد والجوّ المخيف حولهم.
وهذا يؤكِّد لك أن ليس أحد في محيطك أيضاً يقدر على معارضة ظفر الإِنْجِيْل، رغم ما ظهر مِن فوز السلطات المضادة لملكوت اللّه، والَّتي كانت مؤقَّتة. في أيامنا هذه لا يتذكَّر أحدٌ القيصرَ الَّذي حَكم أيام بُولُس. ولكنَّ الملايين مِن المُؤْمِنِيْن يعتبرون يسوع المسيح المخلِّصَ الوحيد، هذا المُخلِّص الَّذي لا يزال تأثيره يُدهش أكبر المفكرين.
ولا تنسَ أنَّنا جميعاً في سباقٍ مع الفرح، هذا الفرح الَّذي لا يَنتج مِن تلقاء نفسه، ولا بقوَّتنا الشَّخْصِيّة، بل بالمَسِيْح الَّذي يُغطِّي ضعفنا بنعمته العظيمة، ويُطهِّرُنا بدمه مِن آثامنا كلَّ يوم، ويقدِّسنا إلى التمام. فاللهُ القُدُّوْس يَقبلك، وإنْ تعبتَ أو وقعتَ يوقفك على رجليك، لتسير معنا في موكب انتصار المقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ.
المَسِيْحُ حيٌّ. وهو ضامن إيمانك، ويقوّي رجاءك، ويسند محبّتك. هو مخلِّصك. فانقل هذه النِّعْمَة إلى الكثيرين، ليتغيَّروا ويثبتوا معنا في حياة الثَّالُوْث الأَقْدَس، فيزداد السَّلاَم والفرح في المَسِيْح وسطَ هذا العالم المُضطرِب.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع المَسِيْح، أنتَ سبَب فرحنا، لأنك فديتنا وثبَّتَّنا في سرورك، وستُكملنا بالنِّعْمَة. بارِك يا ربّ المنعزلين في وطننا الَّذين لا يعرفون قدِّيساً في محيطهم. كُن قريباً منهم، وصلِّ فيهم، ليختبروا قوَّتك المخلِّصة وأمانتك. طهِّرهم باسمك إلى الأبد، وساعدنا أن نُعاين بعضنا بعضاً في مسرَّة مجدك الأبدي. آمين.
السُّؤَال
ما الَّذي يربط الكلمات الثلاث التَّالية بعضها بِبَعض: المَسِيْح و النِّعْمَة و القِدِّيسُون؟