Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
9- لا تُغِظ قريبَك لأجل أمورٍ تافهةٍ
(رُوْمِيَة 14: 13- 23)
14:13فَلاَ نُحَاكِمْ أَيْضًا بَعْضُنَا بَعْضاً بَلْ بِالْحَرِيِّ احْكُمُوا بِهَذَا أَنْ لاَ يُوضَعَ لِلأَخِ مَصْدَمَةٌ أَوْ مَعْثَرَةٌ.14إِنِّي عَالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ فِيْ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنْ لَيْسَ شَيْءٌ نَجِسًا بِذَاتِهِ إِلاَّ مَنْ يَحْسِبُ شَيْئًا نَجِسًا فَلَهُ هُوَ نَجِسٌ.15فَإِنْ كَانَ َأخُوكَ بِسَبَبِ طَعَامِكَ يُحْزَنُ فَلَسْتَ تَسْلُكُ بَعْدُ حَسَبَ الْمَحَبَّةِ. لاَ تُهْلِكْ بِطَعَامِكَ ذَلِكَ الَّذي مَاتَ الْمَسِيْح لأَِجْلِهِ.16فَلاَ يُفْتَرَ عَلَى صَلاَحِكُمْ.17لأَِنْ لَيْسَ مَلَكُوتُ اللهِ أَكْلاً وَشُرْبًا. بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوحِ الْقُدُسِ.18لأَِنَّ مَنْ خَدَمَ الْمَسِيْحَ فِي هَذِهِ فَهُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ اللهِ وَمُزَكًّى عِنْدَ النَّاسِ.19فَلْنَعْكُفْ إِذًا عَلَى مَا هُوَ لِلسَّلاَمِ وَمَا هُوَ لِلْبُنْيَانِ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ.20لاَ تَنْقُضْ لأَِجْلِ الطَّعَامِ عَمَلَ اللهِ. كُلُّ الأَشْيَاءِ طَاهِرَةٌ لَكِنَّهُ شَرٌّ لِلإِنْسَانِ الَّذي يَأْكُلُ بِعَثْرَةٍ.21حَسَنٌ أَنْ لاَ تَأْكُلَ لَحْمًا وَلاَ تَشْرَبَ خَمْرًا وَلاَ شَيْئًا يَصْطَدِمُ بِهِ أَخُوكَ أَوْ يَعْثُرُ أَوْ يَضْعُفُ.22أَلَكَ إِيمَانٌ. فَلْيَكُنْ لَكَ بِنَفْسِكَ أَمَامَ اللهِ. طُوبَى لِمَنْ لاَ يَدِينُ نَفْسَهُ فِي مَا يَسْتَحْسِنُهُ.23وَأَمَّا الَّذي يَرْتَابُ فَإِنْ أَكَلَ يُدَانُ لأَِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنَ الإِيْمَان، وَكُلُّ مَا لَيْسَ مِنَ الإِيْمَان فَهُوَ خطيئة


عرف بُوْلُس، مِن خلال خدمته الرُّوْحيّة في الكَنَائِس المتعدّدة، الاختلافات المستمرّة العنيدة بالنسبة للمأكولات المحلَّلة والمحرَّمة، فقال مشيراً إلى قول يَسُوْع (مرقس 7: 15- 23: لوقا 6: 4) أن لا شيء نجسٌ في حدِّ ذاته، ولكنَّ الأشياء الخارجة مِن الإنسان هي الَّتي تنجِّسه. أمَّا إذا رأى مؤمنٌ أنّ ثمَّة مأكولات خاصّة تصلح له فلا بأس بها. ولكن إن ظنَّ أحدٌ أنّ طعاماً معيَّناً يضرُّه فخيرٌ له ألاَّ يأكله.
وينبغي للمَسِيْحي أن يكون قدوةً حسنةً لغيره، ويجتنب كلَّ عملٍ قد يكون سبباً لخطيئة غيره. فالمؤمن الَّذي يأكل ويشرب بدون حدود ويتباهى بحرّيته، يخلق بتصّرفاته هذه الشُّكوك في قلب المتأنّي الَّذي يشعر بأنّ الأوَّل يحتقره. عِنْدَئِذٍ يكون الحرّ مخطئاً ومَسْؤُوْلاً عن بلبلة أفكار المبتدئ بالإِيْمَان، وعن زعزعة إيمانه بالمَسِيْح. فالمحبّة تطلب مِن القوي في الإِيْمَان ألاَّ يتباهى أمام الضعيف برأيه واختياره، بل يصمت كيلا يصبح عثرة أمام المبتدئ في الإِيْمَان.
شهد بُوْلُس بأنّ مَلَكُوْت الله لا يُبرهَن بِوَاسِطَة الطَّعام والشَّراب، بل يَظهر بثمار الرُّوْح القُدُس الَّتي سمّى منها البرّ والسَّلاَم والفرح كجواب للاختلافات في الكَنَائِس. وكان بُوْلُس حريصاً على تعزيز الوحدة في الكنيسة، فأرشد أفكار المُؤْمِنِيْنَ إلى أنَّ قضيَّة الطعام والشراب لا تستحقُّ أن تختلف الكنيسة مِن أجلها، لأنَّ وحدة الرُّوْح أهمّ بكثيرٍ مِن انسجام الرأي حول الأمور الثَّانوية كالطعام والشراب واللباس وطريقة قصّ الشعر وإنفاق الأموال؛ فروح المَسِيْح يتسلّط بمحبّته وصبره على ضرورات الحياة الدنيوية. شهد بُوْلُس بضرورة الارتباط بالمحبّة كأساس لمعرفة المَسِيْح، بِوَاسِطَة التَّعالي على توافه الأمور، والاهتمام بالإنسان الَّذي مات يَسُوْع لأجله.
فسلام الله في الكَنِيْسَة أهمّ مِن الحرّية المطلقة ومِن مقتضيات الشَّرِيْعَة نفسها. فإن كان هناك أحدٌ في الكنيسة لا يستطيع أن يأكل لحماً أو يشرب خمراً إرضاءً لضميره أو لمبادئ أو روادع في نفسه، فمن الضَّروري لنا أن نسلك بما يتَّفق مع المحبَّة بدون تذمّر، شاعرين بحاجات غيرنا الَّذي قد يعثر إيمانه بسبب تصرُّفاتنا.
ولكن إن كان أحد مِن المبتدئين في الإِيْمَان يأكل ويشرب بضمير مبكّت، فهو مخطئٌ وكذلك جميع أهل كنيسته، لأنَّ اليقين في الإِيْمَان أهمّ مِن السَّلاَم السَّطْحِيّ. فالإِيْمَان المتحقّق في المحبّة يسيطر على التعاون في الكَنِيْسَة. أمَّا الَّذي يريد أن ينفّذ عناده بلا قيد فهو مهلك لروح الشَّراكة.

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوْع، نَسْجُدُ لَكَ لأنّك قبلت في حلقة تلاميذك صيادي الأسماك الغِلاظ، والجباة الماكرين، والعلماء في الكتاب الناقدين والصوفيين الخياليِّين، فجمعتهم ووحَّدتهم ولم تعطهم وصيّة أخرى غير المحبّة الكاملة مع الغُفْرَان والصَّبر والسَّلاَم. ساعدنا أن نسامح الآخَرِيْنَ سبعاً في سبعين مرّة يوميّاً، ولا ننسى أنَّ عليهم هم أيضاً أن يغفروا لنا أخطاءنا وزلاّتنا سبعاً في سبعين مرّة يوميّاً.
السُّؤَال
ماذا تعني الآية "لَيْسَ مَلَكُوْتُ اللَّهِ أَكْلاً وَشُرْباً، بَلْ هُوَ بِرٌّ وَسَلاَمٌ وَفَرَحٌ فِي الرُّوْح القُدُس" ( رُوْمِيَة 14: 17)