Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
2:6الَّذي سَيُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ أَعْمَالهِ.7أَمَّا الَّذينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالحَيَاة الأَبَدِيَّة.8وَأَمَّا الَّذينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ9شِدَّةٌ وَضِيْقٌ عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُوْنَانِيّ.10وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُوْنَانِيّ،11لأَِنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ


أخي العَزِيْز، هل تعرف مبادئ دينونة الله؟ العالم موشكٌ على نهايته، والإنسان العاقل هو مَن يتَّخذ الخطوات الفوريَّة والحاسمة للوقوف أمام الدَّيَّان الأعظم. ورسول النِّعْمَة يُعلن لنا بكلِّ وضوحٍ أنَّ أَعْمَال الإنسان الصَّالحة والطَّالحة سوف تُفحَص في الدَّيْنُوْنَة الأخيرة كأساس للحكم عليه. وقد أوضح لنا المَسِيْح بكلّ تحديد، في الإصْحَاح 25 مِن إِنْجِيْل متَّى، أنَّ محبَّتنا العمليَّة للمرفوضين والأصاغر والمحتقَرين والفقراء والمساكين هي الأَعْمَال المرضيَّة عن الله. لم يَذكر المَسِيْح الصَّوم والصَّلاَة والحجَّ والزّكاة كأَعْمَال حسنة، بل تحدَّث عن الرَّحمة العمليَّة للمحتاجين.
إنَّ أَعْمَال محبَّتك الَّتي تقوم بها في الخفاء هي الَّتي تُبرهن هل أنت إنسانٌ قاسي القلب، متعجرفٌ، مترفِّعٌ عن البسطاء والجهَّالِ والأرامل والأيتام، أم أنت شفيقٌ رحيمٌ تدفعك محبَّة المَسِيْح إلى تجسيد هذه المحبَّة على صعيد الواقع. إنَّ أَعْمَال محبَّتك وحدها، وليس تعبُّداتك وتمسُّكك بالعَقَائِد، هي الَّتي ستُلاقي في الدَّيْنُوْنَة الأَجر والمُكافأة والثَّواب.
يَدُلُّك بُوْلُس على الطَّريقة الوحيدة لانسكاب مَحَبَّة اللهِ في قلوبنا: إنَّ مَن يُوجِّه ذهنه إلى مجد الله، ولا يتهافت على الغنى البائد والشَّرَف الزَّائل، يقترب من الله، ويتغيَّر إلى رحمته. فمَن يَطلُب جلال الله حقّاً، ينكسر في كبريائه، ويُنكر شرفه الشَّخصي. وهو بتوبته ينفتح لغفران الله، ويتمسَّك برحمته متَّخذاً منها ترساً قويّاً. إنَّ كلَّ مَن يُدرك أنَّه فانٍ، ويتوق إلى الحَيَاة الأَبَدِيَّة، ويَقبلها بالإِيْمَان، يشترك في مقاصد الرُّوح الأبديّ. فانتبه: ليست أَعْمَالك هي الَّتي تُخلِّصُك، بل إنَّ شوقك إلى الله يجذب قوَّته في ضعفك، فتغلُب محبَّتُه نفسك، لتُنفِّذ دوافع محبَّته. فهلاَّ تَطلب الله لتحيا إِلَى الأَبَدِ؟
إنَّ مَن يعمل الشَّر لا يَعمله لأنَّه قد وُلِد آنيةً للغضب، وكُتِب عليه الإثم قضاءً وقدراً مِن ربِّه، بل لأنَّه، بكلّ بساطةٍ، لا يُريد أن يُطيع الحَقَّ. فالأَعْمَال الرَّديئة لا تتمُّ عادةً على نحو مُفاجئٍ، بل هي حصيلة أخطاء متعاقبة ومتفاقمة. وضميرنا يُعارض كلَّ عملٍ لا يليق، ويُحذِّرُنا ويؤنِّبنا ويَنهانا عن إحزانِ روح الله. ولكنَّ مَن يعند، ويرفض صوت الله، ويستسلم لروح المعصية، يَقترف جرمه بكلّ وقاحةٍ، خانقاً ضميره. فأَعْمَالنا السَّيئة هي نتيجة استسلامنا للتَّجارب المُحِيْطة بنا، مِن كتب، وأفلام، وعشرة سيِّئة، وحتَّى أفكار وتصوُّرات قلوبنا الشِّريرة.
إنَّ مَن يقاوم جذب روح الله يَسقط في الدَّيْنُوْنَة، لأنَّه أغلق قلبه في وجه هِبات الله، فأهان العليَّ واستفزَّه. ولا بُدَّ لعقوبات الله مِن أن تنال كلَّ مُتمرِّدٍ عاصٍ، جالبةً معها الضّيق والعذاب. فهل أنت عائشٌ في قوَّة المَسِيْح على مستوى المحبَّة، أم رازحٌ تحت غضب الدَّيَّان العادل؟ لا مفرَّ لك مِن الإجابة عن هذا السُّؤَال. فاستعدّ ليوم الفصل بين الخير والشَّر.
إنَّ بُوْلُس، بقوله إنَّ الدَّيْنُوْنَة تقع أوَّلاً على اليهود، يقصد أنَّ العَهْد القَدِيْم ألقى بمَسْؤُوْليَّاتٍ ضخمة على اليهود، والله سيحاسبهم أوَّلاً بكلّ تدقيق. وكلّ مَن يتقرَّب منهم مِن الله بأَعْمَال الرُّوْح القُدُس سيتمتَّع بالمجد الأبدي، أمَّا مَن يثبت منهم في قساوة قلبه وعناده، فسيكون مصيره نار جهنَّم قبل غيره، لأنَّه لم يسمح لروح الله أن يُغيِّر روح العصيان فيه.
سيكون لجميع الشُّعوب والألسنة، مِن يُوْنَانِيّين و منغوليِّين وزنوج وسواهم، الحقّ في التَّقدم إلى الله، لأنَّه خالق الشُّعوب كلِّها، وهو لا يَعرف العنصريَّة البغيضة الَّتي أوجدها البشر، فالجميع أمام الله سواء. وسَيَخبو بريق الأثرياء والمشاهير ونجوم العالم أمام بهاء مجد الله وجلاله، لأنَّنا جميعنا لا شيء أمام خالق الكلّ. وقد يفوق بريقُ الأمَّهات الصَّالحات والإِخْوَة البسطاء بريق زُعماء العالم وأساقفته وكبار رجالاته.
سَيَقِيْسُنَا الله بمقياس محبَّته. فمَن سمح بتغيير نفسه وفقاً لمقياس المحبَّة الإلهية يُقبَل. أمَّا مَن تقسَّى وأحبَّ نفسه أكثر مِن غيره، فيسقط في البعد عن الله والازدراء الشَّديد. إنَّ الرَّب عادلٌ وأمينٌ، وليس عنده محاباةٌ.
صحيحٌ أنَّه لا يوجد أحدٌ صالحٌ في ذاته ورحيمٌ كالله. ولكن مَن يغرف مِن نبع المحبَّة يصلح، لأنَّ قوَّة الآب السَّمَاوِيّ تُغيِّر كلَّ مَن يطلبه. لكن لا تظنّ أنَّ هذا التَّغيير والتَّجهيز لعمل رحمة الله يتمُّ بسرعةٍ، لأنَّ التَّغلُّب على الأنا المتكبِّر يحتاج إلى زمن. وقليلون يُريدون أن يُصبحوا خُدَّام السَّاقطين. ولذلك سبقنا يسوع، وأكل مع الزُّناة والعشَّارينَ، لكي ننكر قلوبنا القاسية، وننال قلباً لطيفاً، ونُحبّ الخُطاة كما يُحبُّهم الله.
هل سمعتَ ما هي مكافأة الَّذين يثبتون في أَعْمَال المحبَّة بصبر طويل؟ إنَّ اللهَ يُلبِسُ جميع المنفتحين لروح النِّعْمَة مجدَه الخاصَّ. لذلك ليس هدف الله النِّهائي بأقلّ مِن قصده الأوَّل. فهو قد خلق الإنسان على صورته، وشاء أن يسكب في هذا الإناء أمجاده وصفاته كلَّها. فالعليُّ يُكرم الَّذين يرحمون المطرودين. وسلامه يحلُّ في قلوب المرفوضين لأجل بِرِّه.
إنَّ هدف الدَّيْنُوْنَة هو فرز المُحبِّين المنتقلين إلى المجد في فرح الله عن الَّذين قسّوا قلوبهم تجاه جذب الرُّوْح القُدُس، السَّاقطين في غضب العذاب الأبدي. لاَ تَضِلُّوا. اَللهُ لاَ يُشْمَخُ عَلَيْهِ. فَإِنَّ الَّذي يَزْرَعُهُ الإِنْسَانُ إِيَّاهُ يَحْصُدُ أَيْضًا.

الصَّلَاة
يا ربّ، محبَّتي ضئيلة، وأنانيتي كبيرة. أنا رجسٌ أمامك، مع أهل بيتي وأصدقائي. اغفر لي ذنوبي، وافتح عينيَّ على أَعْمَال محبَّتك. أرشدني إلى حياة التَّضحية، واغلبني للقيام بأَعْمَال صالحة، لأن ليس فيَّ شيءٌ صالحٌ. خلِّصني مِن نفسي، لكي تملأ محبَّتُك قلبي، فأطلُب المحتقَرين، وأجلس مع الغوغاء، وأُحبّهم وأُباركهم، كما طلبتَ أنتَ الضَّالِّين لتُخلِّصهم.
السُّؤَال
ما هي المَبَادِئ الإلهيَّة في الدَّيْنُوْنَة الأخيرة؟