Skip to content

Commentaries
Arabic
رومية
  
ثالثاً: التَّبرير يَربطنا بعلاقةٍ جديدةٍ مع الله والنَّاس
(رُوْمِيَة 5: 1- 21)

1: السَّلام والرَّجاء والمحبَّة تحلُّ في المؤمِن
(رُوْمِيَة 5: 1- 5)
5:1فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيْمَان لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيْح2الَّذي بِهِ أَيْضًا قَدْ صَارَ لَنَا الدُّخُولُ بِالإِيْمَان إِلَى هَذِهِ النِّعْمَة الَّتي نَحْنُ فِيهَا مُقِيمُونَ وَنَفْتَخِرُ عَلَى رَجَاءِ مَجْدِ اللهِ.


يعيش الإنسان الطَّبِيْعِيّ في خصام مع الله، وجميع النَّاس يتعدَّون على القُدُّوْس، لأنَّ خطايانا تُحسَب تعدِّياً. وغضب الله معلَنٌ على جميع فُجور النَّاس وإثمهم.
أمَّا وقد مات المَسِيْح على الصَّلِيْب، وصالح البشر مع ربِّهم، فقد دخلنا عصر السَّلام، لأنَّ الابن رفع الخطيئة الفاصلة، فظهرت نعمة الله المخلِّصة لجميع الناس. ما أعظم البركة والفرج والطُّمأنينة في الَّذين يؤمنون بالله عن طريق المَسِيْح المخلِّص. لا سلام للأشرار، ولا راحة للقلوب، إلاَّ بِوَاسِطَة الإِيْمَان بالمصلوب.
لقد طهَّرنا المَسِيْح وقدَّسنا، لكي يقبل كلُّ مؤمن في العَهْد الجَدِيْد الامتياز العظيم الَّذي كان مُعيَّناً في العَهْد القَدِيْم لرئيس الكهنة فقط، الَّذي كان يدخل قُدْس الأَقْدَاسِ، مرَّةً واحدةً في السَّنة، ليُكفِّر عن ذنوب الأُمَّة. ولكن في ساعة موت المَسِيْح انشقَّ الحجاب أمام قُدْس الأَقْدَاسِ، فصار لنا حقُّ المُثول في حضرة القُدُّوْس الَّذي يدعونا إلى التَّقدُّم إليه بثقةٍ. فنُدرك إذاً أنَّ الله ليس مُخيفاً، ولا مُهلِكاً، ولا بعيداً عنَّا، ولا متعالياً علينا كما يُصوِّره البعض خطأً، بل هو الآب المخلِّص الَّذي يفيض محبَّةً ورأفةً، الَّذي ينتظر صلواتنا، ويستجيب ابتهالاتنا، ويستخدمنا لنشر إِنْجِيْل ابنه، كي تحلّ بركة ذبيحة الصَّلِيْب على جميع الناس الَّذين يطلبون الراحة لقلوبهم.
بادَرَ المَسِيْح تلاميذه، مراراً، بعد قيامته مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ، بقوله لهم: "سلامٌ لكم". وقد قصد بكلمته هذه أن يقول لهم الأمرَين التَّالييَن:

1- لقد غفر الله لكم ذنوبكم جميعها لأجل آلام يسوع.
2- فقوموا واذهبوا، وانشروا السَّلام الإلهي.

إنَّ يسوع يُبادرك بقوله: "كما أرسلني الآب أُرسلك أنا". فالمؤمن بيسوع مشحونٌ بسلامٍ ليس لاستهلاكه الشَّخصي، بل ليكون مِن صانعي السَّلام الَّذين يُطوِّبهم المَسِيْح، ويدعوهم "أبناء الله الحقيقيين".
إلى جانب سلام القلب النَّابع مِن التَّبرير، وحقّ الدُّخول إلى عرش القُدُّوْس، وإرسالنا لنشر النِّعْمَة، يؤكِّد لنا بُوْلُس أنَّ لنا رجاءً يفوق كلّ عقلٍ وتصوُّرٍ. فقد خلقنا الله على صورته، ولكنَّنا بسبب خطايانا فقدنا المجد الموهوب لنا. أمَّا الآن فقد حلَّ الرَّجاء في قلوبنا بِوَاسِطَة الرُّوْح القُدُس. والله يُعيد إلينا المجد نفسه الَّذي يملكه هو ويشعُّ مِن ابنه. فهل أنت تفتخر بمجد الله؟ هل تتمسَّك بالرَّجاء الموضوع أمامك؟ ليس مستقبلنا مجرَّد فكر وظَنّ وأمنية، بل قد تحقَّق بِوَاسِطَة قوَّة الرُّوْح القُدُس فينا، الَّذي هو عربون المجد العتيد.