Skip to content

Saturday - May 27, 2023
  
Weekly Devotion

لا تهتموا للغد. لأن الغد يهتم بما لنفسه. يكفي اليوم شره. (متى 6: 34)

يعلمنا الرب يسوع، له المجد، من خلال هذه الآية أن لا نهتم بالماديات، بل يكون جل إهتمامنا بالروحيات. وهو يحثّنا أن نهتم ببر الله وبحياتنا الأبدية، إذ قال: "أطلبوا أولا ملكوت الله وبره، وهذه كلها تزاد لكم". وعبارة لا تهتموا، يقصد بها أن لا تحملوا هما، أي لا تقلقوا من جهة ما سيحدث في الغد.

يريدنا الله أن نكون واقعيين من ناحية حقائق الحياة وأن لا نكون قلقين من جهة مستقبلنا. والحقيقة هي أنه لا يستطيع أحد أن يعلم ما سيكون في المستقبل إلا شيئا واحدا: وهو الموت. فقد كتب علينا أن نموت ثم بعد ذلك الدينونة! فلماذا نهتم بالمستقبل غير المعروف، وأما الموت والدينونة المكتوبان علينا فلا نهتم بهما؟ ينبهنا الرب يسوع أن نصحى من هموم العالم وأن نضع الحقيقة المحتومة علينا أمام أعيننا.

وتدل ظاهرة القلق الموجودة عند الإنسان على عدم الثقة بوعود الله. وقد سأل الرب يسوع تلاميذه: "حين أرسلتكم بلا كيس وبلا مزود ولا أحذية، هل أعوزكم شيء؟ قالوا: لا". فعلينا أن نفهم أن مسؤوليتنا الأولى هي أن ننضج في إيماننا وشركتنا مع الرب يسوع لكي نستطيع أن نتغلب على القلق الجسدي الذي دخل قلب الإنسان عندما سقط في الخطية. فبواسطة الشركة مع الرب يسوع في قراءة الإنجيل والصلاة تنبت في القلب الثقة بالله وقوة ستره لنا في الحياة اليومية. والمسؤولية الثانية للمؤمن هي أن يبشّر الآخرين بنعمة الله التي ظهرت في شخص يسوع المسيح والتي إنتشلتنا من الموت والدينونة الى الحياة، فيرتكز إيماننا في كلمته وملكه. فكل من يثبت في هذا الإيمان يُزاد له كل إحتياجاته في هذه الحياة وفي الآخرة.