Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
22:22فَسَمِعُوا لَهُ حتّى هذِهِ الْكَلِمَةَِ، ثُمَّ صَرَخُوا قَائِلِينَ:"خُذْ مِثْلَ هذَا مِنَ الأَرْضِ، لأَنَّهُ كَانَ لا يَجُوزُ أَنْ يَعِيشَ"23وَإِذْ كَانُوا يَصِيحُونَ وَيَطْرَحُونَ ثِيَابَهُمْ وَيَرْمُونَ غُبَاراً إِلَى الْجَّوِ،24أَمَرَ الأَمِيرُ أَنْ يُذْهَبَ بِهِ إِلَى الْمُعَسْكَرِ، قَائِلاً أَنْ يُفْحَصَ بِضَرَبَاتٍ، لِيَعْلَمَ لأَيِّ سَبَبٍ كَانُوا يَصْرُخُونَ عَلَيْهِ هكَذَا25فَلَمَّا مَدُّوهُ لِلسِّيَاطِ، قَالَ بُولُسُ لِقَائِدِ الْمِئَةِ الْوَاقِفِ:"أَيَجُوزُ لَكُمْ أَنْ تَجْلِدُوا إِنْسَاناً رُومَانِيّاً غَيْرَ مَقْضِيٍّ عَلَيْهِ؟"26فَإِذْ سَمِعَ قَائِدُ الْمِئَةِ ذَهَبَ إِلَى الأَمِيرِ، وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً:"انْظُرْ مَاذَا أَنْتَ مُزْمِعٌ أَنْ تَفْعَلَ! لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ رُومَانِيٌّ"27فَجَاءَ الأَمِيرُ وَقَالَ لَهُ:"قُلْ لِي أَأَنْتَ رُومَانِيٌّ؟" فَقَالَ: "نَعَمْ"28فَأَجَابَ الأَمِيرُ:"أَمَّا أَنَا فَبِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ اقْتَنَيْتُ هذِهِ الرَّعَوِيَّةَ" فَقَالَ بُولُسُ:"أَمَّا أَنَا فَقَدْ وُلِدْتُ فِيهَا"29وَلِلْوَقْتِ تَنَحَّى عَنْهُ الَّذِينَ كَانُوا مُزْمِعِينَ أَنْ يَفْحَصُوهُ وَاخْتَشَى الأَمِيرُ لَمَّا عَلِمَ أَنَّهُ رُومَانِيٌّ، وَلأَنَّهُ قَدْ قَيَّدَهُ.


تمسّك اليهود باختيار إبراهيم ونسله، وتشبّثوا بوعود الله في عهده مع موسى، فكان مستحيلاً لهم، أن يفتح الله الأبواب فجأةً لدخول الوثنيين النجسين إلى رعويته، واعتبروا الناموس (الشريعة) والختان والسبت والهيكل عربوناً لحضور الله معهم، فاغتاظوا وأنكروا التصوّر أن تكون هذه الكنوز الثمينة كلّها باطلة، وأن تنال الأمم النعم جميعها، بدون تعبها في حفظ الناموس، (الشريعة) بواسطة الإيمان فقط. لقد فاق هذا التصور قُدرةَ تفكير اليهود، فانفجروا ورأوا في بولس لاوياً للحقّ ومجدِّفاً كنوداً، وعدواً لله لدوداً، وطلبوا إبادته فوراً، وتحوّل غضب الجمهور إلى ضجة جهنّميّة، حتّى أنّهم مزّقوا ثيابهم ورموا الغبار في الجو، بينما وقف بولس محفوظاً وسط الهيجان. ولم يدرك اليهود دعوةَ المسيح الأخيرة إلى التوبة. لقد أرسل يسوع بولس إلى الشّعوب، وليس بولس هو مرسل نفسه. ولكنَّ ذهنَ اليهود العنيدَ تقسَّى ضِدَّ جَذْبِ روح الله نهائيّاً.
وفي القصّة التالية أخبر لوقا مستلم سفره، الموظف الروماني ثاوفيلوس الشريف، كيف أنّ الضباط الرومان تصرّفوا مع بولس باستقامة، لمّا عرفوا أنّه روماني، وقصدوا قبل معرفته أن يستخرجوا منه اعترافاً بالحقّ بواسطة التَّعذيب، لأنّ الأمير لم يفهم خطاب بولس الّذي كان باللّغة العبرانيّة، إنّما شاهد الصياح والضجيج نتيجة لذلك الخطاب.
ومع أنّ بولس كان مستعدّاً للموت، كافح في سبيل بقائه شاهداً للمسيح، واستخدم حقّه المدني للحصول على الحرية، وأخبر الضابط الّذي أعدَّه للعذاب بالخطر المقبل عليه، إن هو جَلدَ رجلاً رومانيّاً، لأنَّ مَن يجلد رومانيّاً يُحكَم عليه بالموت مباشرةً. فأسرع هذا الأمير المسؤول عن ألف جندي إلى بولس المقيد خائفاً في صميم قلبه، لأنّه ربط رومانيّاً حرّاً بسلاسل. وبواسطة احتجاج الرسول نعلم أَنَّ والديه أصبحا رومانيَّين على الأغلب، لمّا زار القيصر أنطونيوس مع كليوباترا طرسوس في زواجهما، مانحا ً كلّ أهالي المدينة المستقرين فيها الرعويَّة الرُّومانيَّةَ مجّاناً، ولولا هذا الامتياز لألهبت ظَهرَ بولسَ السِّياطُ المحدّدة وكشطت ظهره كما فعلوا بيسوع.

الصَّلَاة
أيّها الرّبّ يسوع المسيح، نشكرك لأنّك اختَرتنا، نحن غير المستحقّين وكلّ مَن يسمع ويحفظ كلمتك، لنصبح شعبَكَ المختارَ بالنِّعمةِ وحدها، وبدون حفظ الشريعة. اغفر لنا شكرنا الناقص، وساعدنا لنسلكَ قدّيسين بلا لوم قدّامك في المحبّة، ونبلغ خلاصك للمشتاقين إلى سلامك، ولا نصمت بل نتكلّم.
السُّؤَال
لِم انفجر اليهود لمّا قال بولس إِنَّ يسوع قد أرسله إلى الأمم؟