Skip to content

Commentaries
Arabic
أعمال الرسل
  
28:28فَلْيَكُنْ مَعْلُوماً عِنْدَكُمْ أَنَّ خَلاصَ اللّهِ قَدْ أُرْسِلَ إِلَى الأُمَمِ، وَهُمْ سَيَسْمَعُونَ"29وَلَمَّا قَالَ هذَا مَضَى الْيَهُودُ وَلَهُمْ مُبَاحَثَةٌ كَثِيرَةٌ فِيمَا بَيْنَهُمْ30وَأَقَامَ بُولُسُ سَنَتَينِ كَامِلَتَينِ فِي بَيْتٍ اسْتَأْجَرَهُ لِنَفْسِهِ وَكَانَ يَقْبَلُ جَمِيعَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِ،31كَارِزاً بِمَلَكُوتِ اللّهِ، وَمُعَلِّماً بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلا مَانِعٍ.


لقد دوّى صوت بولس كبوقٍ، بشعار عصرنا الجديد على رؤوس اليهود المنقسمين. يرسل الله خلاصه إلى الأمم، أمّا الشعب اليهودي فقد رفض نعمة المسيح. فمِن الآن وصاعداً يَفتح الرُّوحُ القدسُ قلوبَ جميع الأمم المستعدّين، لينالوا آذاناً جديدة لسماع كلمة الله، ولينالوا قوَّةً جديدةً لحفظ الوصايا، وليس ليصبحوا عبيداً للشَّريعة وأحكامها الكثيرة. إنَّهم أَولادُ الله، الّذين اشتراهم المسيح بدمه الثمين مِن سوق نخاسة الخطيئة، وقدّسهم بمجد الرّوح القدس الأزلي.
وقد خدم بولس في روما سنتين كاملتين، معلِّماً ومبشِّراً ونبيّاً ورسولاً، ولم يجد الإمكانيات لاجتماعات ضخمة، أو للقيام بعظة في أزقّة الطرق، بل كان ليلاً نهاراً مربوطاً إلى يد عسكري، وهكذا تكلّم مع الأفراد الّذين زاروه، وشهد بسلطة الله علماً أنّه متيقن أنّ القدّوس قادر أن يحلّه مِن قيوده بكلمة واحدة، فاحتمل السلاسل بدون تذمّر، ورأى فيها علامة لجودة أبيه.
وبقي بولس أكثر مِن سبعمائة يوم في روما، يفسّر غنى نعمة يسوع الّذي ظهر له ربّاً مجيداً حيّاً أمام دمشق فلم يطلب الرسول مجده الخاص، ولم يعظّم اسمه الشخصي الّذي ما عاد يظهر في الآيات الأخيرة مِن أعمال الرسل مطلقاً، فكان لرسول الأمم هدفٌ واحدٌ وهو تمجيد الآب والابن والرّوح القدس، وقام بهذه المهمة بجرأة كبيرة، وبدون تباطؤ، والمسيح فتح أمامه باباً واسعاً، فلم يقدر أحد على منعه مِن تأدية رسالة انتصار المسيح لكلّ مَن أراد أن يسمع ويؤمن.
والعجيب أَنَّنا لا نقرأ شيئاً عن نمو الكنيسة وانتشارها في روما، ولا ذكراً لبطرس أو البابوات الأخر، فهذا كلّه ثانويٌّ، إنّما المهم فقط هو دعوة الإنجيل ووصول رسالته إلى الكرة الأرضيّة جميعها، فالرسالة ينبغي أن تنطلق ولو مات الرسل.
وربّما عرف تيوفيلس الموظّف الروماني الكبير بولس شخصيّاً في روما، وساعده في أثناء محاكمته، وقد طلب مِن لوقا، أن يجمع الإنجيل وسِفر الأعمال، ليعرف بدقّة تطوّر المسيحيّة مِن بدايتها حتّى انتشارها في كلّ العالم، فلهذا لم يجد لوقا ضرورةً في أن يكتب شيئاً عن أحوال بولس في رومية، لأنّ تيوفيلس كان قد عرفه شخصيّاً.
أيّها الأخ القارئ العزيز، بما أنّنا قد وصلنا الآن إلى نهاية تفسير سِفر أعمال الرسل، وشهدنا قدامك بمجد المسيح الحيّ وخلاصه المبين، فإنّنا نضع في يدك مشعل الإنجيل، ونقول لك: أَكمِلْ تاريخَ أعمال الرُّسل، واحمل بُشرى الخلاص إلى محيطكِ ليَخْلُصَ كثيرون. يسوعُ الحيُّ يدعوك وربُّك مستعدٌّ لمرافقتك، فماذا يمنعك مِن الانطلاق المتواضع؟ هل ترى موكب انتصار المسيح يمرّ وسط أمّتنا؟ آمن وصَلِّ وتهلّل، لأنَّ ربَّك الحيَّ يسبقك وينتظرك.

الصَّلَاة
أيّها الآب السماوي، نسجد لك ونتهلّل، لأنّ ابنك صالحنا معك وروحك القدّوس أوجد كنيسةً حيَّةً في كلِّ الشُّعوب والأزمنة. نشكرك لأنّك دعَوتَنا ونحنُ خطاة، لنصبح حلقةً في سلسلة أعمال الرسل، لكي تعظم قوَّتك في ضعفنا. نؤمن أنّ ملكوتك الرُّوحي يأتي وسط محيطنا، وأَنَّ مشيئتك تتحقَّق وسطَ فوضى عالمنا. خَلِّص كثيرين، وادفعنا إلى خدمةٍ فعليَّة، واحفظنا مِن الشِّرِّير.آمين.
السُّؤَال
لِم لم يخبرنا لوقا شيئاً عن إكمال محاكمة بولس وموته في رومية؟ وما هو شعار سِفر أعمال الرسل؟