Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
1- التَّسمية
(غلاطية 1: 1- 2)
1:1بُوْلُس رَسُولٌ لاَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ بِإِنْسَانٍ بَلْ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ وَاللهِ الآبِ الَّذي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ2وَجَمِيعُ الإِخْوَة الَّذينَ مَعِي إِلَى كَنَائِسِ غَلاَطِيَّة.


بدأ بُوْلُس رسالته بذكر اسمه، ليس افتخاراً، بل بقصد التَّعريف. واسم "بُوْلُس" باليونانيَّة معناه "الصَّغير"، وهو عكس اسمه العبرانيّ السَّابق "شَاْوُل"، الَّذي أُطلق على أوَّل ملوك اليهود ذي القامة الطَّويلة. وإذ كان بُوْلُس ينتسب إلى سبط بنيامين، مثل الملك شَاْوُل، سمَّاه والداه باسم الملك شَاْوُل. ولكنَّ بُوْلُس تخلَّى عن التَّفاخر والتَّعالي، وفضَّل اللَّقب "بُوْلُس" أي "الصَّغير"، مُعطياً المجد كلَّه للمسيح طوال حياته.
كان الرَّبّ المُقام مِن الأموات، الإله الحيّ، هو سرّ حياته. ولم تُتَحْ له فُرصة مشاهدته في الجسد، ولكنَّه ظهر له في مجده العظيم أمام أبواب دمشق، فأدرك المسكين شَاْوُل أنَّ المصلوب الميت المُحتقَر الَّذي يضطهده هو حيٌّ وحاضرٌ، فسحق تفاخره بالنَّاموس (شريعة موسى)، ورأى نفسه مخطئاً هالكاً. فلم يُبِدْه المسيح حالاً، بل كلَّمه بِلُطف.
فرؤية المسيح ليست تعليماً جافّاً، ولم يُظهر يسوع نفسه بكلامٍ فارغٍ، بل أعلن ذاته بقوَّةٍ وسُلطانٍ، مُغيِّراً حياة تابعيه. فإيمانُنا يعني اتِّحاداً بالله في المسيح.
والرَّبّ المُقام مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ اختار عدُوَّه المنسحق التَّائب ليكون رسوله إلى الأُمم، بعدما ملأَه بقوَّة روحه القُدُّوْس. فبرهن بُوْلُس للغَلاَطِيِّيْنَ أنَّه رسولٌ حَقٌّ غير مدعوٍّ مِن النَّاس، ولا مرسومٍ منهم، بل مِن المسيح المجيد مباشرةً في انسجامٍ مع إرادة الله.
وأدرك بُوْلُس، مستنيراً بالرُّوْح القُدُس، أنَّ الله القُدُّوْس ليس مُهلكاً قهَّاراً، وإلاَّ لكان قد عاقبه. فعرف بكلّ إيمانٍ أنَّ الله حنونٌ رحيمٌ مُنعِمٌ عليه، بل هو الآب الحَقُّ الَّذي له ابنٌ منذ الأزل، وأولادٌ مِن روحه القُدُّوْس.
عاش بُوْلُس مع أولاد الله هؤلاء، وأشركهم بخدمته، طالباً منهم أن يُصلُّوا لكي تكون هذه الرِّسَالَة ممسوحةً مِن الرُّوْح القُدُس، وفعَّالةً في قلوب قُرَّائِها. فلم يخدم بُوْلُس ربَّه منفرداً متكبِّراً، بل في شركة القدِّيسين الَّذين سمَّاهم "إخوة" في أُسرة الله الآب. (اقرأ أيضاً أَعْمَال الرُّسُل 1: 22).

الصَّلَاة
نسجد لك أيُّها الآب السَّمَاوِيّ، لأنَّك دعَوتَنا نحن الخُطاة المتمرِّدين لنُصبح أولادك. اغفر لنا خطايانا نحوك ونحو جميع النَّاس. ثبِّتْنا في مسيحك لنمتلئ بروحه القُدُّوْس، ونشترك في تبشير العالم، كما أرسلتَ شَاْوُل العظيمَ، وجعلتَه بُوْلُس الصَّغير، لكي تكمل قوَّة المسيح في ضعفه.
السُّؤَال
مَن هو الَّذي أرسل بُوْلُس إلى خدمته الرَّسُوْلية، وكيف تمَّ هذا التَّفويض؟