Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
1- دعوته وإرساله مِن المسيح مُباشرةً
(غلاطية 1: 11- 17)
1:11وَأُعَرِّفُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَة الإِنْجِيْل الَّذي بَشَّرْتُ بِهِ إِنَّهُ لَيْسَ بِحَسَبِ إِنْسَانٍ.12لأَِنِّي لَمْ أَقْبَلْهُ مِنْ عِنْدِ إِنْسَانٍ وَلاَ عُلِّمْتُهُ، بَلْ بِإِعْلاَنِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ.


سمَّى بُوْلُس أعضاءَ الكنيسة إخوةً في عائلة الله، حتَّى وإن كانوا في خطر الارتداد إلى عبوديَّة النَّاموس (شريعة موسى). فناضل الرَّسُوْل في سبيل ثقة المؤمنين بألوهيَّة رسالته عن النِّعْمَة، لأنَّ الإِنْجِيْل ليس مؤلَّفاً مِن عقول النَّاس، ولا هو وليد حكمة الأجيال. لم يجلس بُوْلُس عند قَدَمَي بطرس أو غيره مِن الرُّسُل، ولم يدرس كلام يسوع، بل إنَّ معرفة إِنْجِيْله تكوَّنَت مِن خلال رؤيته يسوع شخصيّاً.
لم يُرِه اللهُ ملاكاً، ولا نوراً ممثِّلاً إيَّاه، بل كلَّمه جهاراً بواسطة ابنه.
فالمسيح هو الإِنْجِيْل نفسه، لأنَّ الإنسان يسوع المصلوب المحتقَر لم يتفتَّتْ في قبره، بل هو حيٌّ وربُّ المَجد. لم يُبِد عدوَّه المتربِّص بالمَسِيْحِيّين، بل كلَّمَه بلُطفٍ، وأبطل تمسُّكه ببِرِّ النَّاموس (شريعة موسى)، وأنعم عليه بخدمة تبشير الأُمم. فبُوْلُس رأى الرَّحمَان، وسمع كلماته. فهو رسولٌ حَقٌّ، وحاملٌ الوحي الإلهيَّ في ذاته. لم يَختبر أيُّ رسولٍ آخَر ما اختبره بُوْلُس. وهكذا أصبح شَاْوُل المتكبِّرُ بُوْلُس الصَّغيرَ، لأنَّه وجد في قَدَاسَة جلال المسيح مقياس حياته، وأساس إيمانه، وهدف رجائه. لم يُرِدْ بُوْلُس أن يفكِّر بأحدٍ سواه، ولم يَبْغِ أحداً سواه. فكان المسيح حياته، وقوَّته، وبشارته.
إنَّنا لا نُقدِّم لك اليوم نواميس وشرائع، فالمسيح هو مقياس حياتك؛ ولا نبشِّر بغفران الخطايا، فالمسيح هو غافر خطاياك؛ ولا نُعلن الحَيَاة الأَبَدِيَّة عامَّةً إلاَّ به ومنه، لأنَّه هو المُحيي المُقتدِر؛ ولا نُخوِّف النَّاس بالدَّيْنُوْنَة المُقبلة، بل نُبرز المسيح الآتي الَّذي هو الدَّيان الإلهي. فادرس معنا إِنْجِيْل المسيح لكي تلتقي شخصه، وتراه بعيني قلبك، وتسمع صوت روحه المتكلِّم في الإِنْجِيْل.

الصَّلَاة
أيُّها الرَّب، نُعظِّمُك لأنَّك حاضرٌ وحيٌّ، ولم تُرشدنا إلى الإيمان بمجرَّد فكرة أو عقيدة، بل بشخصك الملموس. افتح أعين قلوبنا لكي نرى صفاتك وأَعْمَالك، وأسْمِعْنا كلماتك وأسماءك أثناء تأمُّلنا في الإِنْجِيْل، لكي نصبح شهوداً أمناء لك، ونعترف جهراً بأنَّك أنت حياتنا.
السُّؤَال
ما هو لبُّ الإِنْجِيْل؟