Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
3- انسجام الرُّسُل بخصوص الخلاص بالنِّعْمَة
(غلاطية 2: 1- 10)
2:1ثُمَّ بَعْدَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ سَنَةً صَعِدْتُ أَيْضًا إِلَى أُورُشَلِيمَ مَعَ بَرْنَابَا آخِذًا مَعِي تِيطُسَ أَيْضًا.2وَإِنَّمَا صَعِدْتُ بِمُوجَبِ إِعْلاَنٍ وَعَرَضْتُ عَلَيْهِمُ الإِنْجِيْل الَّذي أَكْرِزُ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ وَلَكِنْ بِالاِنْفِرَادِ عَلَى الْمُعْتَبَرِينَ لِئَلاَّ أَكُونَ أَسْعَى أَوْ قَدْ سَعَيْتُ بَاطِلاً.3لَكِنْ لَمْ يَضْطَرَّ وَلاَ تِيطُسُ الَّذي كَانَ مَعِي وَهُوَ يُونَانِيٌّ أَنْ يَخْتَتِنَ.4وَلَكِنْ بِسَبَبِ الإِخْوَة الْكَذَبَةِ الْمُدْخَلِينَ خُفْيَةً الَّذينَ دَخَلُوا اخْتِلاَسًا لِيَتَجَسَّسُوا حُرِّيَّتَنَا الَّتي لَنَا فِي الْمَسِيحِ كَيْ يَسْتَعْبِدُونَا،5الَّذينَ لَمْ نُذْعِنْ لَهُمْ بِالْخُضُوعِ وَلاَ سَاعَةً لِيَبْقَى عِنْدَكُمْ حَقُّ الإِنْجِيْل.


بعدما اختبر بُوْلُس، في خدمة السَّنوات الطَّويلة، انتصار المسيح بين الأمم الوثنيَّة، في مدن أسيا الصُّغرى، صعد مع بَرْنَابَا، رفيقه في الإيمان، إلى أورشليم، مركز النَّاموس (شريعة موسى)، ليُثبت حقَّ الخلاص بالنِّعْمَة ضدَّ المُضِلِّين الَّذين بشَّروا بقَدَاسَة نابعة مِن حِفْظ النَّاموس (شريعة موسى)، إلى جانب تبرير المسيح للخاطئ. والرَّب نفسُه منح بُوْلُس رؤيةً، وأرسله لهذه الغاية لئلاّ يُقِرَّ المؤمنون مِن الأمم ممارسة الطقوس اليهوديَّة، بل يكتفوا بالخلاص الكامل في الصَّلِيْب، وهم متحرِّرون مِن جميع الأساليب العتيقة.
وإظهاراً للحريَّة المَسِيْحِيّة تقدَّم بُوْلُس إلى أورشليم، لأنَّ المسيح قد حرَّر عبده مِن تحريم اليهود لبعض الأطعمة والأشربة، وكذلك مِن الانفصال عن غير اليهود.
فعرف بُوْلُس أنَّ جميع النَّاس خطاةٌ متبرِّرون في المسيح. وتحرَّر بُوْلُس مِن مطالب النَّاموس (شريعة موسى)، لأنَّ المسيح أكمل شريعة الله عوضاً عنَّا، وأنقذنا مِن حرفيَّة النِّير اليهودي. فالحرِّية المَسِيْحِيّة تعني أيضاً الحريَّة مِن الخطيئة، لأنَّنا متنا مع المسيح عن التَّجارب، وحلَّ في قلوبنا روح محبَّته، كناموسٍ جديدٍ، مانحاً إيَّانا القوَّة على تنفيذ إرشاداته. وهكذا تحرَّرْنا مِن الموت، لأنَّ روح الرَّب العامل فينا هو الحَيَاة الأَبَدِيَّة. فتخلَّصنا مِن جميع القوى السَّلبية في الدُّنيا، وأصبحْنا أحراراً حقّاً، لنَخدم اللهَ الحيَّ بسلوك الشُّكر، وقَدَاسَة التَّحمُّل.
إظهاراً لهذه الحرِّية جاء بُوْلُس بتيطُس تلميذه الَّذي لم يختتن، لأنَّ في هذا الشَّاب ظهرَت جليّاً قوَّةُ الله المُنبثقة مِن موت المسيح، لتَجعلَ مِن الفاسد إنساناً جديداً مُنعماً بالمحبَّة والحقِّ والطَّهارة. لم يعرف هذا الشَّاب أحكام النَّاموس (شريعة موسى) المتفرِّعة، بل ثبت في ربِّه بدونها. فكان تيطس هذا برهاناً قاطعاً على دين النِّعْمَة الحقِّ.
هل أصبحتَ أنت أيضاً بُرهاناً حيّاً على قوَّة المسيح، كتيطُس؟ أم أنَّك ما زلت تُنكر قُدرة الصَّلِيْب بسلوكك؟
سُرعان ما أدرك زعماء المَسِيْحِيّة، في هذا المجمع المسكوني الأوَّل، ثمار الرُّوْح القُدُس في تيطس، مِن خلال فرحه وسلامه وصبره. فلم يُجبر أحدٌ هذا الأخَ اليونانيَّ على حفظ النَّاموس (شريعة موسى) والاختتان، بعدما ختنه الرُّوْح القُدُس في قلبه. وبقبولهم ممثِّل الكنيسة الأمميَّة هذا، قبلوا أيضاً الكنائس الجديدة ومبدأ النِّعْمَة والخلاص المجَّاني المُتمَّم في الصَّلِيْب وحده. بَيْدَ أنَّ بعض المؤمنين لم يثقوا ببُوْلُس الرَّسُوْل، لأنَّهم لم يتصوَّروا أنَّ الإنسان يستطيع أن يخلص بدون حفظ متفرِّعات الشَّريعة، بل سعوا إلى بناء الخلاص على أَعْمَال الإنسان، وليس على النِّعْمَة وحدها. فهاجمهم بُوْلُس جهاراً بمحبَّة، كي لا يضعف تعليم الخلاص بالإيمان نتيجة التَّمسّك باجتهاداتٍ باطلةٍ. وبرهن لهم أن ليس إنسانٌ يخلص بأَعْمَال النَّاموس (شريعة موسى)، بل بالإيمان بدم المسيح وحده.

الصَّلَاة
أيُّها الآب السَّمَاوِيّ، نشكرك لأنَّك خلَّصتَنا مِن عبوديَّة النَّاموس (شريعة موسى) وخطايانا والموت، بكفَّارة المصلوب، وجعلتَنا أحراراً كي نخدمك في قوَّة روحك. فساعدنا على ألاَّ نخلط الإنسانيَّة بنعمتك، ولا نُحاول تقديس أنفسنا بقوانين بشريَّة، بل أن نتمسَّك ببهجة الخلاص المُتمَّم على الصَّلِيْب، لِنُعظِّمك مع جميع الأحرار في روحك القُدُّوْس.
السُّؤَال
ما هي الحرِّية المَسِيْحِيّة؟