Skip to content

Commentaries
Arabic
غلاطية
  
2:6وَأَمَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ شَيْءٌ مَهْمَا كَانُوا لاَ فَرْقَ عِنْدِي. اَللهُ لاَ يَأْخُذُ بِوَجْهِ إِنْسَانٍ. فَإِنَّ هَؤُلاَءِ الْمُعْتَبَرِينَ لَمْ يُشِيرُوا عَلَيَّ بِشَيْءٍ،7بَلْ بِالْعَكْسِ إِذْ رَأَوْا أَنِّي اؤْتُمِنْتُ عَلَى إِنْجِيْل الْغُرْلَةِ كَمَا بُطْرُسُ عَلَى إِنْجِيْل الْخِتَانِ.8فَإِنَّ الَّذي عَمِلَ فِي بُطْرُسَ لِرِسَالَةِ الْخِتَانِ عَمِلَ فِيَّ أَيْضًا لِلأُمَمِ.9فَإِذْ عَلِمَ بِالنِّعْمَة الْمُعْطَاةِ لِي يَعْقُوبُ وَصَفَا وَيُوحَنَّا الْمُعْتَبَرُونَ أَنَّهُمْ أَعْمِدَةٌ أَعْطَوْنِي وَبَرْنَابَا يَمِينَ الشَّرِكَةِ لِنَكُونَ نَحْنُ لِلأُمَمِ وَأَمَّا هُمْ فَلِلْخِتَانِ.10غَيْرَ أَنْ نَذْكُرَ الْفُقَرَاءَ. وَهَذَا عَيْنُهُ كُنْتُ اعْتَنَيْتُ أَنْ أَفْعَلَهُ.


كان بُوْلُس، قبل هذا المجمع المسكوني الأوَّل، يَخدم الرَّبّ بدون علاقة مباشرة ببطرس المقدام بين الرُّسُل. ولكن بعدَما أفسد النَّاموسيّون (شريعة موسى) الثِّقة المتبادَلة بين الكنيسة في القدس والكنائس التَّابعة لأَنْطَاكِيَة، رأى بُوْلُس ضرورة ذهابه إلى أعمدة الكنيسة، ليس لينال منهم فضلاً أو حقّاً لبشارته، بل ليبرهن أمام أعداء الخلاص بالنِّعْمَة أنَّه ورُسُل المسيح متلاحمون في وحدة المحبَّة والإجماع على التَّعليم المبنيِّ على الصَّلِيْب والقيامة، وليس على النَّاموس (شريعة موسى).
وبعدَما سمع المسؤولون في القدس أخبار بَرْنَابَا وبُوْلُس، وصلَّوا كثيراً، وتباحثوا طويلاً، خضع بطرسُ ويوحنَّا ويعقوبُ أخو الرَّبّ لإرشاد الرُّوْح القُدُس، وأقرّوا مطيعين بحقيقة الخلاص المجَّاني، وبرهنوا بذلك على اعتبارهم بُوْلُس رسولاً حقّاً، وعلى وحدتهم معه أمام الجميع بوضع الأيدي المتبادَل. فالمحبَّة أقوى مِن تعارض الأفكار. لقد بلوَر روح المسيح في أذهان الأكثريَّة معرفة الحقيقة أنَّ الرَّب وحده، وليس حفظ النَّاموس (شريعة موسى)، هو الَّذي يُخلِّص الخطاة.
لم يضع الرُّسُل الكبار على بُوْلُس وكنائسه أيَّ فريضةٍ، إلاَّ أنَّهم بسطوا أمامه بعض الطّلبات الأخويَّة، لكي يتمكَّن المؤمنون مِن أصل يهودي مِن معاشرة المَسِيْحِيّين الأمميين. فامتنع أتباع المسيح في اليونان، بدافع المحبَّة، عن أكل لحوم الحيوانات المخنوقة والدَّم، وتطوَّعوا لجمع تبرُّعاتٍ لأجل المؤمنين الفقراء في القدس المُضطهَدين مِن قبل اليهود.
وإضافةً إلى هذه الحرِّية في الكنائس العالميَّة مِن نير الأحكام اليهوديَّة، اعتبر المسؤولون في القدس الكنائسَ المتفرِّقة في أنحاء العالم، المبنيَّة على النِّعْمَة، كنائس حقَّةً، وهُم واحدٌ معها في جسد المسيح الرُّوْحِيّ.
وشكر الرُّسُل يسوع لأنَّه أرسل بُوْلُس إلى الأمم، كما بطرس وسائر الرُّسُل إلى اليهود. فأجمع هذا المؤتمر المسكوني المُهمُّ على مساواة بُوْلُس ببطرس، وعلى أنَّ الرَّبّ قد استودع بين يدي بُوْلُس جميع الأمم. فلم يرَ بُوْلُس هذا الاعتبار، الَّذي قَبِله بتواضعٍ، ضروريّاً للتَّأكيد على السُّلطان المُعطى له مِن يسوع؛ فذهب إلى أورشليم لدمج كنائسه الأصليَّة، وتقوية المؤمنين في يقينهم بالنِّعْمَة، وتثبيت ثقتهم بوظيفة رسول الأُمم.
لقد تعب الرُّسُل في سبيل وحدة الكنيسة، وحِفْظ التَّعليم الصَّافي، ونجحوا في إرشاد الرُّوْح القُدُس. ليتنا نمارس نحن أيضاً هذه المبادئ في اجتماعاتنا الصَّغيرة، فتنمو المحبَّة والإيمان والرَّجاء في كثيرين.

الصَّلَاة
أيُّها الرَّبّ، أنت رأسُ الكنيسة، ونحن آسفون لأجل انقسامات جسدك الرُّوْحِيّ، والأخطاء الظَّاهرة في تعليم إِنْجِيْلك الصَّافي. امنحنا التَّواضع المتبادَل، والمحبَّة، وإدراك الحقِّ، لكي نقترب بعضُنا مِن بعضٍ باقترابنا منك، ونُصغي إلى صوت روحك القُدُّوْس، فتهَب لمُحِيْطنا مِن جديد نهضةً روحيَّةً، ويعمّ الشُّكرُ في المحبَّة الإِخْوَة جميعاً.
السُّؤَال
ماذا كانت غاية ونتيجة مؤتمر الرُّسُل الأوَّل؟