Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
10- بطلان يوم الكفَّارة فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ
(10: 1- 4)
اَلأَصْحَاحُ الْعَاشِرُ 1لأَِنَّ النَّامُوسَ إِذْ لَهُ ظِلُّ الْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ لاَ نَفْسُ صُورَةِ الأَشْيَاءِ لاَ يَقْدِرُ أَبَدًا بِنَفْسِ الذَّبَائِحِ كُلَّ سَنَةٍ الَّتِي يُقَدِّمُونَهَا عَلَى الدَّوَامِ أَنْ يُكَمِّلَ الَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ.2وَإِلاَّ أَفَمَا زَالَتْ تُقَدَّمُ. مِنْ أَجْلِ أَنَّ الْخَادِمِينَ وَهُمْ مُطَهَّرُونَ مَرَّةً لاَ يَكُونُ لَهُمْ أَيْضًا ضَمِيرُ خَطَايَا.3لَكِنْ فِيهَا كُلَّ سَنَةٍ ذِكْرُ خَطَايَا.4لأَِنَّهُ لاَ يُمْكِنُ أَنَّ دَمَ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ يَرْفَعُ خَطَايَا.


كان من أهمِّ الأيَّام الكَهَنُوْتيَّة في شعب العهد القديم اليوم المسمَّى "يوم الكفَّارة العظيم" الذي لم يكن عيداً للفرح، بل يوماً للحزن والتَّوبة يمتحن كلُّ فردٍ فيه نفسه، ويتفكَّر هل أهمل خطيَّةً ما ولم يُكفِّر عنها بذبيحةٍ معيَّنةٍ؟!
وكان يؤتى في ذلك اليوم العظيم إلى رئيس الكهنة بتيسين، أحدهما للشَّيطان والآخَر لله. فيضع رئيس الكهنة يديه على رأس الكبش الأوَّل رمزاً لانتقال خطايا الشَّعب إليه. وبَعْدَئِذٍ يأخذ أحد الرِّجال تيس الخطيَّة ويقوده إلى البرِّية ويسرحه هناك، لكي يرجع الشَّر إلى مصدره. أمَّا الثَّاني فكان يُذبَح عوضاً عن الشَّعب. ويأخذ رئيس الكهنة دمه ويتقدَّم به إلى قدس الأقداس، ويرشُّ منه على غطاء الكفَّارة ليُكفِّر عن الأمَّة كلِّها خطاياها المُرتكبّة سهواً وعن غير قصدٍ.
ولكن رغم توبة الشَّعب العامَّة وحزن الجميع، لم يكن ينتج مِن دم التَّيس تكفيرٌ دائمٌ، بل كان مِن الضَّروريِّ إعادة ذلك الطَّقس سنويّاً. فكانت هذه الشَّعيرة السَّنوية بذبح تيس الخطيَّة برهاناً مزدوجاً على أنَّ الذَّبيحة الحيوانيَّة لا تُطهِّر الضَّمائر أبداً، وأنَّ جميع الذَّبائح السَّابقة كانت باطلةً بالنِّسبة إلى إنشاء الطَّهارة الحقَّة.
وبهذا القول طعن كَاتِب الرِّسَالَةِ إلى العِبْرَانِيِّيْنَ مرَّةً أخرى بنظام الكَهَنُوْت وجميع طقوسه فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ، قائلاً إنَّ الذَّبائح لا تقدر أن تُطهِّر الضَّمائر، بل تُثير الضَّمائر وتنخزها كلَّ مرَّةٍ مِن جديدٍ، وتُذكِّر المرء أنَّه باقٍ خاطئاً رغم جميع تضحياته بالتَّقدمات الحيوانيَّة والماليَّة. فهذه الذَّبائح تزيد في معرفة الخطيَّة والتَّألُّم منها. وهذا الفكر هو نظير ما كتبه لنا بولس الرَّسول أنَّ الناموس دخل العالم لتوضيح خطايانا. فلا يقدر الناموس أن يُخلِّص، بل يُلقي التَّقيَّ في اليأس. وعلى هذا المعنى يكون الناموس وجميع الطُّقوس الكَهَنُوْتيَّة إعداداً للناس لمجيء المسيح، كي يقبلوه بفرحٍ ويُحبُّوه مخلِّصاً وحيداً. وهكذا أوجد نظام الذَّبائح فِيْ العَهْدِ القَدِيْمِ اشتياقاً إلى ذبيحةٍ أكمل وأفضل تقدر أن تُطهِّر الضَّمائر نهائيّاً. والعهد القديم كلُّه ليس إلاَّ تمهيداً للمسيح.
لقد أطفأ يسوع الشَّوقَ إلى ذبيحةٍ كاملةٍ وبرٍّ أفضل حين أخذ خطيَّة الشُّعوب على نفسه، وسمح للشَّياطين أن تُمزِّقه كما كانت تفعل سابقاً بتيس الخطيَّة في البرِّية. وشعر يسوع بضيقٍ شديدٍ يفوق إدراكنا، كما نقرأ في كلام النُّبوَّة (المزمور 22)؛ فرأى وهو معلَّقٌ على الصَّلِيْب خيال وحوشٍ مفترسةٍ حول نفسه. ولكنَّ المصلوب ثبت قُدُّوْساً. ولم يجد الشَّيطان أيَّ سلطانٍ على حَمَل اللهِ، ولم يستطع أن يلقي به في الأنانية والكفر واليأس لأنَّ ابن الله غفر لقتلته ذنوبهم، وثبت في الله رغم انفصاله عنه في الغضب. فأكمل المسيح الجزء الأوَّل مِن طقوس يوم الكفَّارة بترك تيس الخطيَّة بين يدَي الشَّيطان. وكذلك أتمَّ الجزء الثّاني أيضاً بذبح التَّيس الثاني لله، الذي احترق في لهيب المذبح، وقدَّم دمه إلى قدس الأقداس لأنَّه قد مات في نار الغضب الإلهيِّ على الصَّلِيْب، وقدَّم دمه الثَّمين بعد صعوده إلى أبيه، وكفَّر عن خطايانا.
وهكذا مارس يسوع جميع الطُّقوس التي تضمَّنها يوم الكفَّارة، ولا حاجة إلى إعادة ذبيحته، لأنَّه قد أتمَّ الخلاص. وكما كان رئيس الكهنة آنَذَاكَ يضع بركة الله على الجمع المصلِّي نتيجة تقديم الذَّبيحة، هكذا أغدق المسيح في قلوب التَّائبين قوَّة الله المُنشئة يقين الغفران وتغيير المزاج والشَّركة الحقَّة مع الله. فأوجد المسيحُ فداءً كاملاً أبديّاً.

الصَّلَاة
ربِّي وإلهي، أسجد لك وأُحبُّك، لأنَّك احتملتَ غضب الله وبغضة الشَّيطان عوضاً عنِّي وعن جميع الناس. أعترفُ بضعفي ونجاستي. أنت وحدك القُدُّوْس القويُّ المنتصر. لقد كفَّرتَ عن خطاياي، وحرَّرتني مِن عبودية الشَّر، وأبطلتَ خوف الموت فيَّ. وبركتك القويَّة طهَّرَت ضميري، وروحك القُدُّوْس يُغيِّر أخلاقي، وقد ثبَّتني في شركةٍ مع أبينا السَّماوي. نَشْكُرُكَ إِلَِى الأَبَدِ، ونُقدِّم لك حياتنا ذبيحةً حيَّةً حمداً لك، ملتمسين منك أن يخلص كثيرٌ مِن أصدقائنا، ليكثر حمد اسمك في كلِّ حينٍ. آمين.
السُّؤَال
كيف أتمَّ المسيح طقوس يوم التَّكفير العظيم؟