Skip to content

Commentaries
Arabic
عبرانيين
  
9:18فَمِنْ ثَمَّ الأَوَّلُ أَيْضًا لَمْ يُكَرَّسْ بِلاَ دَمٍ19لأَِنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ مَعَ مَاءٍ وَصُوفًا قِرْمِزِيًّا وَزُوفَا وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ20قَائِلاً هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ.21وَالْمَسْكِنَ أَيْضًا وَجَمِيعَ آنِيَةِ الْخِدْمَةِ رَشَّهَا كَذَلِكَ بِالدَّمِ.22وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيبًا يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ


نجد في تاريخ شعب العهد القديم ثلاث مناسباتٍ بارزة كان محورها دم الذَّبيحة، وهي:
1- خروج الشَّعب مِن مصر عندما خلَّصهم دم حَمَل الفصح مِن غضب الله، لأنَّهم ليسوا أحسن مِن أعدائهم. ولكنَّ إيمانهم بذبيحة الفصح وشركتهم بأكلها خلَّصاهُم. وقد استُعيض هذا الفصح بالعشاء الرَّباني الذي نمارسه بشُكرٍ.
2- كانت المناسبة الثَّانية في شعب البرِّية هي قطع العهد مع الله، حين رجع موسى مِن الجبل حاملاً في يدَيه لوحَي العهد، فذبح ثوراً ورشَّ الدَّم على الكتاب والشَّعب والخيمة وأدوات الخدمة، لأنَّه ليس شيءٌ مادِّيٌّ على الأرض هو قُدُّوْس ومستحقٌّ الشَّركة مع الله. فدم الذَّبيحة وحده يُطهِّر النَّجس ويُفرزه مِن العالم للعهد مع الرَّبِّ. ويُسمَّى الدَّم المسفوك لهذه المناسبة "دم العهد" لأنَّه أساسٌ شرعيٌّ للعهد مع الله.
3- والأمر الثَّالث المبنيُّ على الدَّم هو يوم الكفَّارة العظيم السَّنوي، حيث كانوا يبذلون تيساً للمحرقة، وتيس الخطيَّة الذي تُوضع على رأسه جميع خطايا الشَّعب غير المعروفة، كيلا يؤدِّي أيُّ شيءٍ إلى منع بركة الله مسبِّباً غضبه ودينونته. وهذه الطَّاعة يُتمِّمها رئيس الكهنة وحده عوضاً عن الشَّعب، فيُصالح الأمَّة مع القدير.
وهذه الذَّبائح الثَّلاث الشَّهيرة وجميع الذَّبائح والتَّقدمات الشَّخصيَّة واليوميَّة جمعها المسيح وأكملها بموته؛ علماً أنَّه أكَّد في تعيين العشاء الرَّباني أنَّ دمه هو دم العهد الجديد المسفوك عن كثيرين لأجل غفران الخطايا. فالمسيح اعتبر موته ختماً فريداً للعهد الجديد مع الله الذي بدأ به شركة أبديَّة بين المؤمنين وأبيه. ولا ضرورة لتكرار هذه الذَّبيحة الفريدة، فقد أوجدَت الأساس الشَّرعي للعهد مع الله القُدُّوْس.
ولكنَّ المسيح، فِيْ الوَقْتِ نَفْسِهِ، مات في عيد الفصح، معلناً بموته في هذا التَّاريخ المعيَّن أنَّه هو حمَل الفصح الحقيقي الذي يرفع غضب الله ودينونته عن الذين يقبلون دمه، ويتطهَّرون بقلوبهم، ويثبتون بذبيحته إِلَِى الأَبَدِ.
كذلك نقرأ عن المسيح أيضاً في إِنْجِيْل يُوْحَنَّا العبارة أنَّه "حَمَل اللهِ" الرَّافع خطيَّة العالم. فهو يشبه تيس الخطيَّة المجتمعة على رأسه شرور البشر كلُّها، فيُلقى منفرداً إلى تجربة الشَّيطان ليمزِّقه ويُهلكه. ولكنَّ المسيح ثبت قُدُّوْساً ومنتصراً في موته الكفَّاري. وجميع خطايانا المتراكمة عليه لم تُغيِّر جوهره. إنَّه القُدُّوْس في المحبَّة.
ونجد عند الصَّحراويين عادات الثَّأر والانتقام حسب القول "مَن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم. عين بعين وسنّ بسنّ وضربة بضربة. ومَن يتعدَّ على قداسة الله يُرجَم". ولكن بما أنَّ كلَّ خطيَّةٍ هي تعدٍّ على إرادة الرَّب، وكلّ تجاوز للناموس هو احتقارٌ للقُدُّوْس، فكلُّ إنسانٍ إذاً محكومٌ عليه بالهلاك. وما مِن حلٍّ غير سفك دم الخاطئ. فالخطيَّة تتطلَّب حقَّها وهو الموت.
ولولا الذَّبائح الكفَّارية لما بقي إنسانٌ حيّاً. وبما أنَّ المسيح هو خلاصة الذَّبائح كلِّها، فقد نجَّانا مِن الموت ومنحنا الحياة. لم يكن ثمَّة حلٌّ آخَر سوى موته، لأنَّ حقَّ الله طلب سفك الدَّم، وبدون سفك الدَّم لا تحصل مغفرةٌ. فإمَّا أن يموت هو أو أن تموت أنت، فمات هو لتحيا أنت. والله القُدُّوْس غفر لك خطاياك لأجل دم المسيح وحده.

الصَّلَاة
يا حَمَل اللهِ القُدُّوْس، يا رافع خطايا العالَم، نُحبُّك، ونَسْجُدُ لَكَ، ونُرتِّل أمامك تسابيح الحمد، ونُعظِّم اسمك؛ فدمك هو الذي أهَّلَنا للعهد مع الله. يا مَن ذُقْتَ الموت لأجلنا، سَاعِدْنَا عَلَى أن نشهد بذبيحتك حتَّى تجيء، وأن ننقل خبر غفران الخطايا إلى كثيرين كي يدخلوا عهد محبَّتك.
السُّؤَال
ما هي المعاني التي تتضمَّنها العبارة "دَمُ العَهْدِ"؟