Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:32فَمَرْيَمُ لَمَّا أَتَتْ إِلَى حَيْثُ كَانَ يَسُوع وَرَأَتْهُ خَرَّتْ عِنْدَ رِجْلَيْهِ قَائِلَةً لَهُ يَا سَيِّدُ لَوْ كُنْتَ هَهُنَا لَمْ يَمُتْ أَخِي.33فَلَمَّا رَآهَا يَسُوع تَبْكِي وَالْيَهُودُ الَّذينَ جَاءُوا مَعَهَا يَبْكُونَ انْزَعَجَ بِالرُّوحِ وَاضْطَرَبَ


رأت مريم يَسُوع، وبعاطفتها الجيَّاشة ارتمت عند قدميه، منكسرةً مؤمنةً، واعترفَت له بإيمانها وهي ساجدةٌ أنَّه قادرٌ أن يصنع عجائب إلهيَّةً، ولو كان حاضراً لَما بلغ الموتُ أخاها الحبيب. وهي لم تُخاطب يَسُوع أمام الجموع بالمعلِّم، بل بالرَّبّ. وهذا يدلُّنا على الإيمان القوي المتحقّق في بيت الإخوة الثلاثة بأنَّ الله حضر في يَسُوع. ولكنَّ الموت هزَّ هذا الإيمان تاركاً الأُختَين في حيرةٍ مِن أمرهما.
وعندما رأى يَسُوع هذا الإيمان المضطرب في أتباعه الأُمناء، والجهل المُطبق في جمهور الحاضرين، انزعج بالرُّوح، إذ أبصر كيف خضع الجميع لسلطة الموت، وتألَّم لأنَّ مريم المخلصة بكت أمامه واضطربَت رغم حضوره، فرأى العالم كلَّه موضوعاً في الشِّرير، وشعر مرَّةً أخرى بثقل خَطِيئة العالم يضغط على كاهله، ورأى بروحه ضرورة الصَّلِيْب، وقبره المفتوح كطريق وحيد للتَّغلب على الحزن في الأموات الباكين عديمي الإيمان، وأيقن أنَّ قيامته المزمعة هي الحُكم النِّهائي على الموت وضعف الإيمان واليأس والتَّشاؤم.