Skip to content

Commentaries
Arabic
يوحنا
  
11:43وَلَمَّا قَالَ هَذَا صَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ لِعَاْزَر هَلُمَّ خَارِجاً44فَخَرَجَ الْمَيْتُ وَيَدَاهُ وَرِجْلاَهُ مَرْبُوطَاتٌ بِأَقْمِطَةٍ, وَوَجْهُهُ مَلْفُوفٌ بِمِنْدِيلٍ. فَقَالَ لَهُمْ يَسُوع حُلُّوهُ وَدَعَوْهُ يَذْهَبْ


بعد أن مجَّد يَسُوع أباه جهراً، صرخ بصوتٍ عظيمٍ في القبر الأسود: "لِعَاْزَر هَلُمَّ خَارِجاً". إنَّ الميت كما نعلم لا يسمع شيئاً مِن الأصوات والصُّراخ. ولكنَّ لِعَاْزَر أدرك صوت يَسُوع الَّذي ناداه باسمه. فالشَّخصية البشريَّة لا تَفنى بالموت. فأسماء المؤمنين مسجَّلةٌ في السَّماء. ونداء الخالق، وصوت الفادي، ودعوة المُحيي تخرق طبقات الموت السُّفلى، مثلما كان الرُّوْح القُدُس يرفُّ في البدء وسط الظلمة، خالقاً حياةً مِن العَدَم.
كان لِعَاْزَر معتاداً سماع صوت يَسُوع وإطاعته. وهو في القبر سمعه أيضاً وأطاعه بالإيمان. فجرَت حياة المَسِيْح فيه، ودبَّت في أطرافه، فأحيَت خلايا جسمه، وأجْرَت الدِّماء في عروقه، وأعادت النبض إلى قلبه الَّذي خفق ويخفق حبّاً لسيِّده ومعلِّمه.
وانفتحت عينا لِعَاْزَر، وتحرَّك في قبره. وهنا بدأت المرحلة الثَّانِية من المعجزة، لأنَّ لِعَاْزَر كان مربوطاً بأقمطةٍ ملفوفةٍ ومشدودةٍ بإحكامٍ حول جسده. كان كدودة القز في شرنقتها، عاجزاً عن القيام بأيِّ شيءٍ، فلم يقوَ على تخليص يده المربوطة بجسده كي يُزيح المنديل عن وجهه. لم يكن أمامه مِن حلٍّ إلاَّ أن تحمله ملائكةٌ غير منظورةٍ كطائرٍ إلى يَسُوع. فمحبَّة الله جذبت الحبيب كما يجذب المغناطيس القطع الحديديَّة إليه.
تعجَّب الجميع حين رأوا وجه لِعَاْزَر الشَّاحب وقد أصبح ورديَّ اللون، وصعقهم مشهد الميت الَّذي دفنوه منذ أربعة أيام هو يتحرَّك الآن أمامهم رغم رُبُطِهِ، ناهضاً مِن قبره، متَّجهاً نحو يَسُوع. وإذ وقفوا مشدوهين أمام جلال هذه المعجزة، أمر المَسِيْح الَّذين حوله أن يحلُّوا لِعَاْزَر ويدَعوه يمشي.
مشى الميتُ المقام مِن قبره بين النَّاس سائراً على قدميه إلى بيته. لم يَذكر يُوْحَنَّا البشير شيئاً عن سجود الحاضرين ليَسُوع، ولا عن دموع الفرح والتَّقبيل المتبادَل والزَّغاريد، ولم يُقارن إقامة لِعَاْزَر باختطاف المؤمنين إلى يَسُوع في مجيئه الثَّانِي. كان هذا كلُّه ثانويّاً في أهمِّيته، لأنَّ يُوْحَنَّا رسم لنا صورة يَسُوع المُحيي، لكي نؤمن به وننال بواسطة هذا الإيمان الحياة الأَبَدِيّة. كان البشير يُوْحَنَّا آنذاك واقفاً مع الحشود، وبالإيمان شاهد مجد الله في الابن، لأنَّه سمع صوت المَسِيْح واستسلم لقدرته. فهل قُمتَ أنتَ مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ بواسطة إيمانك بالمَسِيْح؟

الصَّلَاة
أَيُّهَا الرَّبُّ يَسُوع الحبيب، نشكرك لأنَّك أقمت باسم أبيك لِعَاْزَر، وقُمت أنت أيضاً مِنْ بَيْنِ الأَمْوَاتِ. نشكرك لحلول حياتك فينا. فبالإيمان قُمنا نحن أيضاً معك. نلتمس منك أن تقيم الأموات في أُمَّتنا، كي يؤمن غير المؤمنين بك، وينالوا بارتباطهم بك الحياة الأَبَدِيّة. ونُصلِّي أيضاً لأجل أعدائنا كي يتوبوا، ويعيشوا بالإيمان الحقِّ. إنَّنا نؤمن باستجابة طلباتنا، لأنَّ تسمعنا وتُنعم علينا. آمِيْن.
السُّؤَال
كيف ظهر مجد الله في إقامة لِعَاْزَر؟